1 من 3
زيد بن صُوحان: بضم المهملة وسكون الواو ومهملة. يقال: إن له صحبة، وسيأتي ما ورد في ذلك في ترجمة زيد العبديّ.
وقال ابْنُ مَنْدَه: عداده في أهل الحجاز. والمعروف أنه مخضرم.
وستأتي ترجمته مستوفاة في القسم الثالث إن شاء الله تعالى.
(< جـ2/ص 504>)
2 من 3
ز ـــ زيد العبديّ: غير منسوب.
ذكره شاعر عبد القيس فيمن وَفَد على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم منهم. فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، عن المِنْجاب بن الحارث، عن إبراهيم بن يوسف، حدثني رجل من عبد القيس، قال: قال رجل منّا شعرًا يذكر فيه دعاءَ رَسول الله لعبد القيس فيها:
مِنَّا صحَـارٌ
وَالأشَـجُّ كِـلَاهُمَا حَقًّـا
يُصَـدَّقُ
قَالُـهُ
المُتكَلِّـمِ
سَبَقَا الوُفُودَ إِلَـى النَّبـيِّ مُهَلـِّلًا بِالْخَيْرِِ فَـوْقَ النَّاجِيَاتِ
الـرُّسَّمِ
فِي عُصْبَةٍ منْ عَبْدِ قَيْسٍ أَوْجَفُوا طَوْعًـا إِلَيْـهِ وَحَـدُّهُمْ لَمْ يُكْلَمِ
وَاذْكُرْ بَنِي الجَـارُودِ إنَّ مَحلَّهُمْ مِنْ عَبْدِ قيْس فِي المَكَانِ الأعظم
ثُمَّ
ابنَ سـوَّارٍ عَلَـى
عــلَّاتِهِ بَـذَّ
المُلُـوكَ
بِسُـودَدٍ
وَتَكَـرُّمِ
وَكَفَى بِزَيْــدٍ حِينَ يُذْكَرُ
فِعْلُهُ طُوْبَـى لذَلِكَ مِنْ
صَرِيعٍ مُكْرَمِ
ذَاكَ الَّذِي سَبَقَتْ
لِطَاعَةِ رَبِّهِ مِنْـهُ اليَمينُ إِلَـى جِنَـانِ
الأنْعُمِ
فَدَعَا النَّبِيُّ لَهُمْ هُنَالِكَ
دَعْوَةً مَقْبُـولَـةً
بَيْنَ
المَقَـامِ
وَزَمْـزَمِ
[الطويل]
وقد ذكر ابن عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صُوحان. وعلى هذا فهو صحابيّ لا محَالة.
(< جـ2/ص 516>)
3 من 3
زيد بن صُوحان: بن حجر بن الحارث بن الهجْرس بن صَبرة بن حِدْرجان العبديّ أبو سليمان، ويقال أبو عائشة، أخو صعصعة وسيحان.
قال ابْنُ الْكَلْبِيِّ في تسمية مَنْ شهد الجمل مع عليّ: وزيد بن صوحان أدرك النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وصحبه.
وتعقبه أبو عمر، فقال: لا أعلم له صحبة؛ وإنما أدرك، وكان فاضلًا دَيـّنًا سيّدًا في قومه. انتهى.
وقد حكى الرَّشَاطِيُّ عن أبي عبيدة مَعْمر بن المثنى أن له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبديّ ما يؤيد ذلك.
وروى أَبُو يَعْلَى، وَابْنُ مَنْدَه، من طريق حسين بن رُماحس، عن عبد الرّحمن بن مسعود العبديّ، قال: سمعت عليًّا يقول: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "مَنْ سَرَّهُ أَنَّ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ يَسْبِقُهُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرَ إِلَى زَيدِ بْنِ صُوحَانَ"(*).
وروى ابْنُ مَنْدَه، مِنْ طريق الجريري، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه، قال: ساق رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأصحابه فجعل يقول: "جُنْدَبُ، وَمَا جُنْدُبُ؟ والأقَطْع الحبر زَيْدٌ"، فسئل عن ذلك، فقال: "أَمَّا جَنْدُبُ فَيَضْرِبْ ضَرْبةً يَكُونُ فِيهَا أُمَّةً وَحْدَةُ، وَأَمَّا زَيْدُ فَرَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي تَدْخُلُ الجَنَّةَ يَدُه قَبْلَ بَدَنِهِ"(*).
فلما ولي الوليد بن عقبة الكوفة في زمن عثمان فذكر قصّة جندب في قتله السّاحر، وأما زيد بن صُوحان فقُطعت يده يوم القادسيّة وقتل يوم الجمل، فقال: أدفنوني في ثيابِي، فإني مخاصم.
وروى البُخَارِيُّ، ويعقوب بن سفيان في تاريخهما، مِنْ طريق العيزار بن حريث، عن زيد بن صوحان، قال: لا تغسلوا عنا دماءَنا فإني رجل محاجّ.
وقال يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمَل، كان علي عبد القيس.
وذكر البَلَاذُرِيُّ أنَّ عثمان كان سَيّره فيمن سيّر مِن أهل الكوفة إلى الشّام، فجرى بينه وبين معاوية كلام، فقال له زيد بن صوحان: إن كنا ظالمين فنحن نتوب، وإن كنا مظلومين فنحن نسأل الله العافية، فقال له معاوية: يا زيد، إنك امرؤ صدق؛ وأذن لَه بالرجوع إلى الكوفة، وكتب إلى سعيد بن العاص يُوصيه به لما رأى من فَضْلِه وهَدْيه وقَصْده، وأمر بإحسان جواره، وكفّ الأذى عنه.
وروى حَنْبَلُ في "فوائده"، مِنْ طريق عمارة الدَّهني، قال: وطَّأ عُمر لزيد بن صُوجان راحلتَه، وقال: هكذا فاصنعوا بزيد.
وروى يعقوب بن شيبة، مِنْ طريق غيلان بن جرير، قال: كان زيد بن صُوحان يحبُّ سلمان، فمِنْ شدَّةِ حبّه له اكتنى أبا سلمان. وكان يكنّى أبا عبد الله، ويقال أبا عائشة.
وروى ابْنُ مُنْدَه، مِنْ طريق إسماعيل بن عُلَيَّة، عن أيّوب، عن ابن سيرين، قال: أخبرت أنّ عائشة أخبرت بقَتْلِ زيد بن صوحان، فقالت له خيرًا.
وروى البَيْهَقِيُّ، من طريق خالد بن الواشمة، قال: قالت لي عائشة: ما فعل طلحة والزّبير؟ قلت: قُتلا قالت: إنا لله، يَرْحَمْهُمَا الله، ما فعل زَيْد بن صُوحان؟ قلت: قُتل، قالت: يرحمه الله.
(< جـ2/ص 532>)