طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب...
روى علي بن زيد قال: جاء أعرابي إلى طلحة يسأله، فتقرب إليه برحم فقال: إن هذه لرحم ما سألني بها أحدٌ من قبلك، إن لي أرضًا قد أعطاني بها ثلاثمائة ألف فاقبضها، وإن شئت بعتها من عثمان، ودفعت إليك الثمن، فقال: الثمن، فأعطاه.
وروت سُعدى بنت عوف المُريّّة قالت: دخلتُ على طلحة ذات يوم فقلت: ما لي أراك أرابك شيءٌ من أهلك فنُعْتِبَ؟ قال: نعم، حليلةُ المرءِ أنت، ولكن عندي مال قد أهَمنّي أو غَمّني، قالت: اقْسِمْه، فدعا جاريته فقال: أدخلي عليّ قومي، فأخَذَ يَقْسِمُهُ فسألتها: كم كان المال؟ فقالت: أربعمائة ألف.
وروى الحسن أنّ طلحة بن عُبيد الله باع أرضًا له من عثمان بن عفّان بسبعمائة ألفٍ فحملها إليه، فلمّا جاء بها قال: إنّ رجلًا تبيتُ هذه عنده في بيته لا يدري ما يَطْرُقُه من أمر الله لَغَريِر بالله، فبات ورُسُلُه مختلف بها في سِكَكِ المدينة حتّى أسْحَرَ وما عنده منها درهم.
وكان طلحة لا يدَعُ أحدًا من بني تَيْم عائلًا إلاّ كفاه مؤونته، ومؤونة عياله، وزوّج أياماهم، وأخْدَمَ عائلهم، وقضى دين غارمهم، ولقد كان يُرسل إلى عائشة إذا جاءت غلّته كلّ سنة بعشرة آلاف، ولقد قضى عن صُبيحة التيميّ ثلاثين ألف درهم.