عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة
أخوه الحارث بن عدي قُتل بأُحد.
كان عمير أول من أسلم من بني خَطْمة، شهد أُحُدًا وما بعدها من المشاهد، وكان ضعيف البصر، وقد حفظ طائفةً من القرآن فسُمِّي بالقارئ، وكان يؤمّ بني خطمة، وقيل: لم يشهد عُمَير بن عَدِي بدرًا ولا أُحدًا ولا الخندقَ لِضُرِّ بَصَرِه، ولكنه كان قديم الإسلام صحيح النِّيَّةِ فيه، يَغضبُ لله ولرسوله.
قال جابر: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "انْطَلِقُوا بِنَا إِلى الْبَصِيرِ الَّذِي فِي بَنِي وَاقِفٍ نَعُودهُ" وكان رجلًا أعمى... الحديث.
كانت عَصْماءَ بنت مروان من بني أمية بن زيد تحت يَزِيد بن زَيْد بن حِصْن الخَطْميّ، فكانت تُؤْذي النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وتُحَرِّض عليه، وتَعِيبُ الإسلامَ، وقالت في ذلك شعرًا، وكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم غائبًا ببدر، فنذر عُمير بن عدي إن الله ردّ رسولَه سالما أن يَقتُل عصماءَ بنت مروان، فلما رجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من بدر أَنَى عُمير في جوف الليل حتى قتلها، ثم أَتَى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، فأخبره، وقال: يا رسول الله، هل تخشَى عَلَيَّ في قتلها شيئا؟ فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "لا يَنتطح فيها عَنْزان"، فكانت هذه الكلمة أول ما سُمِعَتْ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فسار بها المثل، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِذَا أحْببتم أن تنظروا إلى رجل نَصَر الله ورسولَه بالغيب، فانظروا إلى عُمَير بن عَديّ"، فقال عمر بن الخطاب: انظروا إلى هذا الأعمى الذي تَشدد في طاعة الله، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لا تقل له أعمى ولكنه البصير"!؛ وكان قتلها لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشرة شهرًا من مرجع النبي صَلَّى الله عليه وسلم من بدر؛ وقيل: كان ذلك لخمس بقين من رمضان من السنة الثانية، وقيل: إن هذه القصة حدثت مع أخت عمير بن عدي.
عن إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، قال: نظر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى عُمَير بن عَدِي بن خَرَشَة َيتوضأ وكان أعمى، فجعل النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "بَطنَ القدم" ولا يسمعه الأعمى حتى غَسَل بَطنَ القدم، فسُمّي البَصيرُ بهذا.
قال الحارث بن الفُضَيل: كان عُمير يُؤَذِّن لقومه وهو أعمى. وكان عُمير وخُزَيمة بن ثابت يُكسِّرَانِ أصنامَ بني خَطمة.