عبد الرحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري
((عبد الرّحمن بن معاذ الأنصاري: عبد الرّحمن بن معاذ بن جبل الأنصاريّ، قد تقدّم نسَبُه عند ذكر أَبيه رضي الله عنهما[[معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عديّ بن كعب بن عمرو بن أُدَيّ بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جُشَم بن الخزرج، الأنصاريّ، الخزرجيّ، ثم الجشميّ، يُكْنَى أبا عبد الرّحمن. وقد نسبه بعضهم في بني سلمة بن سعد بن علي. وقال ابن إسحاق: معاذ بن جبل من بني جشم بن الخزرج، وإنما ادَّعَتْه بنو سلمة لأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجدّ بن قيس لأمه ذكر الزّبير، عن الأثرم، عن ابن الكلبيّ، عن أبيه، قال: رهط معاذ بن جبل بَنُو أُدَيّ بن سعد أخي سلمة بن سعد بن الخزرج. قال: ولم يبق من بني أُدَيّ أحد، وعِدَادهم في بني سلمة]] <<من ترجمة معاذ بن جبل الخزرجي "الاستيعاب في معرفة الأصحاب">>.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((يذكر نسبه عند ذكر أَبيه [[مُعَاذ بن جَبَل بن عَمْرو بن أَوس بن عَائِذ بن عَدِيّ بن كعب بن عمرو بن أُدَيّ بن سَعْد بن علي بن أَسد بن سَارِدة بن تَزيد بن جُشَم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم الجُشَمي وَأُدَيّ الذي ينسب إِليه هو: أَخو سلمة بن سعد، القبيلة التي ينسب إِليها من الأَنصار. وقد نسبه بعضهم في بني سلمة، وقال ابن إِسحاق: إِنما ادّعَتْه بنو سلمة، لأَنه كان أَخا سهل بن محمد بن الجَدّ بن قيس لأُمه، وسهل من بني سلمة. وقال الكلبي: هو من بني أُدَيّ، كما نسبناه أَوّلًا، قال: ولم يبق من بني أُدَيّ أَحد، وعدادهم في بني سلمة]] <<من ترجمة مُعَاذ بن جَبَل بن عَمْرو "أسد الغابة">>، توفي مع أَبيه في طاعون عَمَواس سنة ثماني عشرة، وكان فاضلًا، فاختلفوا فيه: فمنهم من أَنكر أَن يكون وُلِد لمعاذ بن جبل وَلَد، وقال الزبير: عبد الرحمن بن معاذ بن جبل، مات بالشام في الطاعون، وكان آخر من بقي من بني أُدَيّ بن سعد أَخي سلمة بن سعد، فانقرضوا، وعدادهم في بني سلمة. وقال ابن الكلبي: عبد الرحمن بن معاذ بن جبل، طُعِن قبل أَبيه بالشام، فمات. ولعل من أَنكر أَن يكون وُلِد لمعاذ ولد، أَراد أَن معاذًا لم يخلف ولدًا، فيكون قوله مثل قول ابن الكلبي: إِن عبد الرحمن مات قبل أَبيه، وإِلا فعبد الرحمن بن معاذ مشهور، ولا شك أَنه له صحبة، لأَنه توفي سنة ثمان عشرة بعد وفاة النبي صَلَّى الله عليه وسلم بثماني سنين تقريبًا، ولما مات كان كبيرًا، فتكون له صحبة، لأَنه من أَهل المدينة لم يكن خارجًا عنها حتى يقال: إِنه لم يفد إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، والله أَعلم. والصحيح أَن عبد الرحمن تُوُفِّي قبل أَبيه معاذ: أَخبرنا عبد الوهاب بن أَبي حبة بإِسناده عن عبد اللّه بن أَحمد، حدثني أَبي، حدثنا يعقوب، حدثنا أَبي، عن محمد بن إِسحاق، حدثني أَبان بن صالح، عن شهر بن حوشب، عن رابه رجل من قومه، كان خلف على أَمّه بعد أَبيه، كان شهد طاعون عَمَواس ـــ قال: لما اشتعل الوجع قام أَبو عبيدة بن الجراح في الناس خطيبًا، فقال: يا أَيها الناس، إِنَّ هذا الوجعَ رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم. وإِن أَبا عبيدة يسأَل الله أَن يَقْسِمَ له منه حَظه. قال: فطُعِن فمات. واستخلف على الناس معاذ بن جبل، فقام خطيبًا فقال: أَيها الناس، إِن هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإِن معاذًا يسأَل الله أَن يَقْسِم لآل معاذ منه حظه. فطعن ابنه عبد الرحمن، فمات. ثم قام فدعا ربه لنفسه. فَطُعِن في راحتيه، فمات..." أخرجه أحمد في المسند 1/ 196. وذكر الحديث.)) أسد الغابة.
((قَالَ أَبُو حُذَيْفَة الْبُخَارِيّ في "الفتوح": شهد عبد الرحمن مع أبيه اليرموك))
((قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: يقال: إنه أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم.))
((جاء من طرق عند أحمد وغيره، عن أبي منيب وغيره أنّ الطاعون لما وقع بالشام خطب معاوية فقال: إنها رحمة ربكم، ودعوةُ نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم؛ اللهم أدخل على آل معاوية من هذه الرحمة، ثم نزل فطعن ابنُه عبد الرحمن فدخل عليه، فقال له: {الْحَقُّ مِن رَّبـِّـكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [البقرة:147]؛ فقال معاذ: {سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات:102])) الإصابة في تمييز الصحابة.