تسجيل الدخول


عبدة بن الطبيب

عَبْدَة بن الطبيب، الشّاعر المشهور، واسم الطبيب: يزيد بن عَمْرو بن وَعْلة.
ذَكَرَ سَيْفٌ فِي "الفتوح" أنَّ عبدة شهد مع المثنى بن حارثة قِتاَل هرمز، وله في ذلك آثار مشهورة، وكان في جيش النعمان بن مُقَرّن الذين حاربوا الفرس بالمدائِن، وقَالَ أَبُو الْفَرَجِ: هو مخضرم، وهو شاعر مجيد ليس بالمنكر، وهو القائل في قتال الفرس:
هَلْ حَبْلُ خَوْلَةَ بَعْدَ الهَجْرِ مَوْصُولُ أَمْ أَنْتَ عَنْهَا بَعِيدُ الدَّارِ مَشْغُولُ
ويقول فيها:
يُقَارِعُونَ رُءوسَ الفُرْسِ ضَاحِيَـةً مِنْهُـمْ
فَوَارِسُ لَا عُزْلٌ وَلَا مِيلُ
وَذَكَرَ ابْنُ دُرَيد في "الأخبار المنثورة"، وأبو الفرج الأصبهاني في "الأغاني"، عنه، عن ابن أخي الأصمعي، عن عمه، قال: اجتمع الزَّبْرقان بن بدر والمخبل السعدي وعَبْدَة بن الطبيب وعمرو بن الأهتم، وعلقمة بن عَبْدة قبل أن يسلموا والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بمكة قبل أن يُبعث، فنحروا جزورًا، واشتروا خمرًا ببعير، وجعلوا يشوون ويأكلون ويشربون، فقال بعضهم: لو أن قومًا طارُوا من جَوْدَةِ أشعارهم لطِرْتُم، فتحاكموا إلى أول منْ يطلع عليهم، فطلع ربيعة بن حُذَار اليربوعي، فسرّوا به وحكموه، فقال: أخاف أن تَغضَبوا؛ فأمنُوه من ذلك، فقال لهم: أما عمرو فشِعْره برود يَمَنِيّة تُنْشر وتطوي، وأما الزبرقان فكَرَجل أتَى جَزُورًا فأخذ مِنْ مطايبها ثم خلطه بعد ذلك، وأما المُخَبَّل فشهب نارٍ يُلقيها الله على مَنْ يشاء من عباده، وأما عَلْقَمة فكمَزَادةٍ أحكم خرزها فليس يسقط منها شيء، وَقَالَ الْمَرزَبَانِيّ: كان عَبدَة أسود مِنْ لصوص الرِّباب، وهو الذي رثى قيسَ بن عاصم المنقري التميمي لما مات بقوله:
عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ قَيْسُ بْنَ عَاصِمٍ وَرَحْمَتُـهُ مَا شَـاءَ أَنْ يَتَرَحَّمــا
تَحِيَّةُ
مَنْ أَوْلَيْتَـهُ
مِنْـكَ نِعْمَـةً إِذَا زَارَ عَنْ شَحْـطٍ بِلَادَكَ سلّما
ويقول فيها:
وَمَا كَان قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكَ
وَاحِدٍ وَلَـكِنَّـهُ بُنْيـانُ قَـوْمٍ تَهَـدَّمـاَ
وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: هذا البيت أرثى بيت قيل. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هو قائم بنفسه، ماله نظير في الجاهلية ولا الإسلام قال: ولما أسنّ عبدة جمع بنيه وأنشأَ قصيدته التي يوصيهم فيها، وهي من القصائد التي يقول فيها:
وَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ قَصْـرِيَ حُفْـــــرَةٌ غَبْرَاءُ يَحْمِلُنِـي إِلَيهَا شَرْجَعُ
فَبَكَتْ بَنَاتِي شَجْوَهُنَّ وَزَوْجَتِـي وَالأَقْرَبُـونَ إِلَيَّ، ثُمَّ تَصَدَّعُوا
وَتُرِكْتُ فِي غَبْرَاءَ يُكْرَهُ وِرْدُهَــا تَسْفِى عَلَيَّ الرِّيحُ حِينَ أُوَدَّعُ
قوله: قصري، أي آخر أمري، وقوله: شرْجع هو سرير الميت، وقوله: تَصدّعُوا؛ أي تفرقوا، وقوله: تَسْـفِى، أي تهب بالتراب، وَقَالَ الْمَرْزَبَانِيّ: مخضرم، ويروي أن عُمركان يَعجب من شعر عَبْدة، وقيل لخَالد بن صفوان: إن عَبْدة لا يُحسن أن يَهْجُو فقال: لا، بل كان يترفع عن الهجاء.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال