تسجيل الدخول


عمرو بن شاس بن أبي علي

عَمْرو بن شَاس بن أبي علي، وقيل: عَمْرَو بن شَأْس بن أَبِي بَلِيّ ــ واسمه: عُبَيْد، وقيل: عمرو بن عبيد شأس الأسدي، وقيل: الأسلمي.
وَفَد على النبي صَلَّى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، وكان عرار ابنه أسود من أمةٍ سوداء، وكانت امرأته أم حسّان السّعدية تعيّره به وتؤذي عرارًا وتشتمه، فلما أعياه أمرها، ولم يقدر على إصلاحها في شأن عرار طلّقها، ثم تبعَتْها نفسُه، وله فيها أشعار كثيرة، وعرار هذا هو الذي وجَّهه الحجاج برأس عبد الرّحمن بن محمد بن الأشعث إلى عبد الملك، وكتب معه بالفتح كتابًا إلى عبد الملك بن مروان يصفُ له فيه أهلَ العراق وما أَلْفَاهُمْ عليه من الاختلاف، وما يكرَهُ منهم، وعرّفه ما يحتاجون إليه من التّقويم والتأديب، ويستأذنه أنْ يُودِع قلوبَهم من الرّهبة، وما يخفُّونَ به إلى الطّاعة، ودعا رجلًا من أصحابه كان يأْنَسُ به، فقال له: انطلق بهذا الكتاب إلى أمير المؤمنين، ولا يصلنَّ من يدك إلا إلى يده، فإذا قبضه فتكلم عليه، ففعل الرّجل ذلك، وجعل عبد الملك كلما شك في شيء استفهمه، فوجده أبلغ من الكتاب، فقال عبد الملك:
وَإِنَّ عِرَارًا إِنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِح ٍ فَإِنِّي أُحبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ العَممْ
فقال له الرّجل: يا أمير المؤمنين، أتدري مَنْ يخاطبك؟ قال: لا، فقال: أنا والله عرار، وهذا الشّعر لأبي، وذلك أن أمي ماتت وأنا مرضع، فتزوّج أبي امرأةَ، فكانت تُسيء ولايتي، وشهد عمرو القادسية؛ وله فيها أشعارٌ، وكان ذا بأْس شديد ونجدة، وكان شاعرًا جَيِّد الشعر، معدود في أَهل الحجاز، ومن قوله في ابنه عرار وامرأَته أُم حسان، وكانت تُبغِضُ عِرَارًا وتؤذيه وتظلمه، وكان عمرو ينهاها عن ذلك فلا تسمع، فقال في ذلك أَبياتًا منها:
أَرَادَتْ عِرَارًا بالهَوَانِ وَمَن يُـرِدْ عِرَارًا لَعَمْرِي
بالهَوَانِ لَقَدْ ظَلَـمْ
فَإِنْ كُنْتِ مِنِّي أَوْ تُرِيدِيْنَ صُحْبَتِي فَكُونِي لَهُ كَالسَّمْنِِ رُبَّتْ لَهُ الْأَدَمْ
وَإِلاَّ فَسيرِي سَيْرَ رَاكِـبِ نَاقَـةٍ تَيَمَّمَ غَيَثًا لَيْسَ فِي سَيْـرِهِ أَمَـمْ
وَإِنْ عِرَارًا إنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِـح فَإِنِّي أُحِبُّ الْجَوْنَ ذَا الْمَنْكِبِِ العَمَمْ
وكان عِرَار أَسود، وجَهِد عمرو أَن يصلح بين ابنه وامرأَته فلم يقدر على ذلك، فطلقها ثم ندم فقال:
تَذَكَّرَ ذِكْرَى أُمِّ حَسَّانَ فَاقْشَعَرْ عَلَى دُبُرٍ لَمَّا تَبَيَّنَ مَـا ائْتَـمَـرْ
تَذَكَّرتُهَا وَهْنًا وَقَدْ حَالَ دُوْنَهَا رِعانٌ وَقِيعَانُ بِهَا الْمَاءُ وَالْشَّجَـرْ
فَكُنْتُ كَدَّاتِ الْبَوِّ لَمَّا تَذَكَّرَتْ لَهَا رُبَعًا حَنَّتْ لِمَعْهَـدِهِِ سَحَـرْ
وعمرو بن شأس هو القائل:
إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْتَ أَمَامَنَـا كَفَى لِمَطَايَانَا بِوَجْهِـكَ
هَادِيَـا
أَلَيْسَ تَزِيْدُ الْعِيْسُ خِفَّـةَ أَذْرُعٍ وَإِنْ كُنَّ حَسْرَى أَنْ تَكُونَ أَمَامِيَا
وهو شعر جيد مفتخر فيه بخِنْدِف على قيس، ولعمرو هذا صحبة، وروى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وروى عنه ابنُ أخيه عبد الله بن نيار الأسلمي، وفرَّق المَرْزَبَانِيُّ في "مُعْجَمُ الشُّعَراءِ" بين الأسلمي والأسَدي، فجزم بأن الأسلمي هو صاحب الرواية، وأن الأسدي لا رواية له.
روى عبد اللّه بن نيار الأَسلمي، عن عمرو بن شأس الأَسلمي ــ وكان من أَصحاب الحُدَيبية ــ قال: خرجت مع علي إِلى اليمن، فجفاني في سفري ذلك، حتى وَجدت عليه في نفسي، فلما قدمتُ أَظهرت شكايته في المسجد، فبلغ ذلك النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فدخلت المسجد ذات غَداة، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في ناس من أَصحابة، فلما رآني أَبدَّني عينيه ــ يقول: حَدَّدَ إِليّ النظر ــ حتى إِذا جلست قال: "يا عمرو، والله لقد آذيتني"! قلت: أَعوذ بالله من أَن أُوذيك يا رسول الله! قال: "بَلَى، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي"(*) أخرجه أحمد في المسند 3 / 483..
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال