أبو الدحداح الأنصاري
اسمه ثابت بن الدّحْداح، ويقال: ابن الدّحْداحة، من الأنصار، حليف لهم.
مذكور في الصّحابة، روي عن أنس أنَّ رجلًا قال: يا رسول؛ إن لفلان نخلة، وأنا أُقيم حائطي بها، فأمرهُ أن يعطيني حتى أُقيم حائطي بها، فقال له النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "أَعْطِهِ إِيَّاهَا بِنَخْلَةٍ فِي الجَنَّةِ". فأبى، فأتاه أبو الدحداح فقال: بِعْنِي نخلتك بحائطي، ففعل، فأتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ابتعت النخلةَ بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتكها، فقال: "كَمْ مِنْ عذق رَدَّاحٍ لأبِي الدَّحْداحِ في الجَنَّةِ" ــ قالها مرارًا، فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط، فإني قد بعته بنخلة في الجنة، فقالت: ربح البيع! أو كلمة تشبهها.
وروي عن ابن مسعود لما نزلت: }مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ {سورة البقرة آية 245] فقال أبو الدحداح: يا رسول الله، والله يريد منا القَرْض؟ قال: "نعم" الحديث، وفيه ذكر ما تصدق به.
مات أبو الدحداح، وكان أتيًّا فيهم، يعني الأنصار، فدعا النبيُ صَلَّى الله عليه وسلم عاصمَ بن عدي؛ فقال: "هَلْ كَانَ لَهُ فِيْكُمْ نَسَبٌ"؟ فقال: لا، فأعطى ميراثه ابن أخيه ــ أو ابن أُخته ــ أبا لُبَابة بن عبد المنذر؛ وهذا ينبغي أن يكونَ لثابت؛ فقد جُرح بأحد؛ فقيل: مات بها، وقيل: عاش ثم انتقضت فمات بعد ذلك بمدة وهو الراجح.