تسجيل الدخول


أبو عبيدة بن الجراح الفهري

1 من 2
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْلَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ

(ب د ع) عَامِرُ بن عَبْدِ اللّه بن الجَرَّاح بن هِلاَل بن أُهَيْب بن ضَبّة بن الحارث بن فِهْر ابن مالك بن النضر بن كِنَانَة بن خُزَيمة، أَبو عبيدة، اشتهر بكنيته ونسبه إِلى جده، فيقال: أَبو عبيدة بن الجَرّاح.

وهو أَحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدرًا وأُحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو من السابقين إِلى الإِسلام، وهاجر إِلى الحبشة وإِلى المدينة أَيضًا، وكان يُدعى القَوِي الأَمين.

وكان أَهْتَم؛ وسبب ذلك أَنه نزع الحَلْقَتَين اللتين دخلتا في وجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من المِغْفَر يوم أُحد، فانتُزِعت ثَنِيَّتاه فحَسَّنَتَا فاه، فما رُئِي أَهتم قط أَحسن منه.

وقال له أَبو بكر الصديق يوم السقيفة: "قد رَضِيت لكم أَحد هذين الرجلين: عمر بن الخطاب وأَبو عبيدة بن الجراح".

وكان أَحد الأُمراءَ المسيرين إِلى الشام، والذين فتحوا دمشق، ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافةَ عزل خالدَ بن الوليد واستعمل أَبا عبيدة، فقال خالد: وُلِّي عليكم أَمينُ هذه الأُمة وقال أَبو عُبيدة: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ خَالِدًا لَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ الله".(*)

ولما كان أَبو عبيدة ببدر يوم الوقعة، جعل أَبوه يتصدى له، وجعل أَبو عبيدة يحيد عنه، فلما أَكثر أَبوه قَصْدَه قَتَلَه أَبو عبيدة، فأَنزل الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوآ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ} [المجادلة/22] الآية. وكانَ الواقدي ينكر هذا، ويقول: توفي أَبو أَبي عبيدة قبل الإِسلام وقد رد بعض أَهل العلم قولَ الواقدي.

أَخبرنا إِسماعيل بن علي بن عبيد اللّه وغيره، قالوا بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا عبد اللّه بن معاوية الجُمَحِي، حدثنا حَمَّاد بن سلمة، عن خالد الحَذَّاءِ، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن سُرَاقة، عن أَبي عُبَيدة بن الجراح، قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوْحٍ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الْدَّجَّالَ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ". فوصفه لنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَقَـالَ: "لَعَلَّهُ يُدْرِكُهُ بَعْـُض مَنْ رَآنِي وَسَمِعَ كَلَامِي". قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، فَكَيْفَ قُلُوْبُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قال: "مِثْلُهَا - يَعْنِي الْيَوْمَ - أَوْ خَيْرٌ"(*) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 440 كتاب الفتن (34) باب (55) حديث رقم 2234 قال أبو عيسى حسن غريب..

أَخبرنا أَبو الفضل المخزومي الطبري بإِسناده إِلى أَبي يعلى أَحمد بن علي حدثنا أَبو بكر بن أَبي شيبة وأَبو خيثمة، قالا: حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن خالد، عن أَبي قِلابة، قال: قال أَنس: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَإِنَّ أَمِيْنَنَا، أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ، أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ".(*)

أَخبرنا أَبو الفضل عبد اللّه بن أَحمد الخطيب، أَخبرنا أَبو بكر أَحمد بن علي بن بدران الحُلْواني، أَخبرنا القاضي أَبو الطيب الطبري، أَخبرنا أَبو أَحمد الغطريفي، أخبرنا أبو خليفة الجُمَحِي، أَخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن خالد الحَذَّاء، عن أَبي قِلابة، عن أَنس: أَنه قال: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمينُ وأَمِينُ هَذِةِ الأُمَّة أَبُو عُبيْدَة بْنُ الجَرَّاحِ"(*) أَخرجه أَحمد في المسند 3 / 133..

وَلَمَّا هاجر أَبو عبيدة بن الجراح إِلى المدينة آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين أَبي طلحة الأَنصاري.

وأَخبرنا أَبو محمد بن أَبي القاسم بن عساكر الدمشقي، إِجازة، أَخبرنا أَبي أَخبرنا أَبو غالب بن المثنى، حدثنا أَبو محمد الجوهري، أَخبرنا أَبو عمر بن حَيُّويَه وأَبو بكر بن إِسماعيل، قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن ساعد، حدثنا الحسين بن الحسن، أَخبرنا عبد اللّه بن المبارك، حدثنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أَبيه، قال: قدم عمر بن الخطاب الشام فتلقاه أُمراء الأَجناد وعظماء أَهل الأَرض، فقال عمر: أَين أَخي؟ قالوا: من؟ قال: أَبو عُبَيدة. قالوا يأْتيك الآن. قال: فجاءَ على ناقة مَخْطُومة بحبل، فسلم عليه وسأَله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا. فسار معه حتى أَتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إِلا سيفه وترْسه ورحله، فقال عمر: لو اتخذت مَتَاعًا؟ أَو قال شيئًا. قال أَبو عبيدة: يا أَمير المؤمنين، إِن هذا سَيُبْلغنا المَقِيل.

قال: وحدثنا معمر، عن قتادة، قال: قال أَبو عبيدة بن الجراح: "لوددت أَنِّي كبش يَذْبحني أَهلي فيأْكلون لَحْمي، ويَحْسُون مَرَقي".

قال: وقال عمْران بن حُصَين: "لوددت أَنِّي كنت رمادًا تَسْفِيني الريح في يوم عاصف حَثِيث".

وروى عنـه العرْباض بن سـارية، وجابر بن عبد اللّه، وأَبو أَمامـة الباهلي، وأَبو ثعلبـة الخَشَني وسَمُرة بن جنْدَب، وغيرهم.

وقال عروة بن الزبير: لما نَزَل طاعون عمْواس كان أَبو عبيدة معافى منه وأَهله، فقال: "اللهُمَّ، نصيبك في آل أَبي عبيدة. قال: فخرجتْ بأَبي عبيدة في خنصرِه بثرَة، فجعل ينظر إِليها، فقيل له: إِنها ليست بشيءٍ، فقال: إِني لأَرجو أَن يبارك الله فيها، فإِنه إِذا بارك في القليل كان كثيرًا".

وقال عروة بن رُويم: إِن أَبا عبيدة بن الجَرَّاح انطلق يريد الصلاة ببيت المقدس، فأَدركه أَجله بفِحْل، فتوفي بها. وقيل: إِن قبره ببَيْسَان، وقيل: توفى بعِمْواس سنة ثمان عشرة، وعمره ثمان وخمسون سنة.

وكان يخضِّب رأْسه ولحيته بالحناء والكَتَم.

وبين عمْواس والرَّمْلة أَربعة فراسخ مما يلي البيت المقدس، وقد انقرض ولد أَبي عبيدة، ولما حضره الموت استخلف معاذ بن جَبَل على الناس.

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 125>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال