1 من 2
عبد الله بن كُرْز الليثي:
وقع ذكره في حديث لعائشة أورده جعفر الفِرْياَبي في كتاب الكنى له، وابنُ أبي عاصم في الوحدان، وابن شاهين، وابن منده في الصحابة، وابن أبي الدنيا في الكفالة، والرامهرمزي في الأمثال، كلُّهم من طريق محمد بن عبد العزيز الزُّهري، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لأصحابه: "إِنَّمَا مَثَلُ أَحدِكُم وَمثلُ مَالِهِ وَمَثلُ عَمَلِهِ وَمَثل أَهلِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ ثَلاثَةُ إِخْوَةٍ، فَقَالَ لأخِيهِ الَّذِي هو مَالُه حِينَ حَضَره الْموتُ: قَدْ نَزَل بِي مَا تَرَى، فَماذَا عِنْدَكِ؟ قَالَ: مَالَكَ عِنْدِي غِنَى وَلاَ نَفْعٌ إِلاَّ ما دُمْتَ حَيًّا، فَإِنْ فَارقْتَنِي ذُهِبَ بِي إِلَى غَيْرِكِ". فَالتَفَتَ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: فَقالَ: "أيُّ أَخِ تَرُونَهُ؟" قَالُوا: مَا نَرى طَائِلًا. قال: "ثُمَّ الْتَفَتَ لأخِيهِ الَّذِي هُوَ أَهلهُ ـــ فذكر نحوه ـــ فَقَالَ: أَقُومُ عَلَيْكَ فَأُمرِّضِكَ فَإِذا مُتَّ غَسَّلْتُكَ وَكَفَّنْتُكَ وَحَملتُكَ وَدَفَنْتُك ثُمَّ أَرجِعُ فَأُخْبِرُ عَنْكَ مَنْ سَأَلَ". قَالَ: "فَأيُّ أَخٍ هَذَا؟" قَالُوا: مَا نَرى طَائِلًا. "ثُمَّ قَالَ لأخِيه الَّذِي هُوَ عَمَلُهُ نَحْوَهُ، فَقَالَ: أَتْبعُكَ إِلَى قَبْرِكَ وَأُُقِيمُ مَعَكَ وَأُونِس وَحْشَتَكَ وَأَقْعُدَ فِي كَفَنِكَ فَلاَ أُفَارِقُكَ. فَأَيُّ أَخٍ هَذَا؟" قَالُوا: خُيرُ أَخٍ، قَالَ: فَقَامَ عبدُ الله بنُ كرزٍ الليّثي فَقَالَ: أَيْ رَسولَ اللهِ، أَتأذَنُ لِي أَنْ أَقولَ على هَذا شِعرًا؟ قال: "نَعَمْ"أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42981. قال: فبات ليلته وغَدَا فقام على رَأْس رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال:
إِنِّي وَمَالِي والَّذِي قَدَّمَتْ يَدِي كَـرَاعٍ إِلَيْـهِ صُحْبَـةٌ ثُمَّ قَائـِلُ
لأَصْحَابِهِ إِذْ هُمْ ثَلاثَةُ إِخْوَةٍ أَعِينُوا عَلَى أَمْرِي الَّذِي بِيَ نَـازِلُ
[الطويل]
الأبيات.
قال: فما بقي عند النبي صَلَّى الله عليه وسلم ذو عَيْن تطرف إلا دمعَتْ عيناه.(*)
(< جـ4/ص 186>)
2 من 2
أبو كرز. ذكره بعضُهم في الصحابة وتعلق بشيء.
روَى عنه أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وهو خطأٌ نشأ عن سوء فَهْم؛ فروى الخَطِيبُ في "المُؤتَلَفِ" من طريق إسحاق بن موسى، عن أبي داود السجستاني: سمعتُ أحمد بن حنبل، وذكر أبا كرز، يحدِّثُ عنه نافع، فقال: هذا في الصحابة، ثم بَيَّن المراد بذلك، فنقل عن الجِعَابي، فقال: أبو كرز هذا اسمه عبد الله بن كرز، وأصلُه من الموصل، وكان ببغداد ينزل في الموضع المعروف بدور الصحابة، وكانوا من صحابة المنصور، فأقطعهم ذلك الموضع، وكان يروي عن نافع، فظنّ الذي نقل هذا أنَّ المرادَ بالصحابة أصحابُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وليس كذلك.
(< جـ7/ص 288>)