1 من 2
رُبَيحة بالتصغير والمهملة، مولاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذكرها ابْنُ سَعْدٍ.
(< جـ8/ص 132>)
2 من 2
ريحانة بنت شمعون بن زيد، وقيل زيد بن عمرو بن قنافة، بالقاف، أو خنافة بالخاء المعجمة، من بني النضير. وقال ابن إسحاق: من بني عمر بن قريظة: وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني النضير، وكانت متزوجة رجلًا من بين قريظة يقال له الحكم، ثم روى ذلك عن الواقدي.
قال ابْنُ إسْحَاقَ في "الكُبْرَى": كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سباها فأبَتْ إلا اليهودية، فوجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في نفسه، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه، فقال: "هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة"(*) فبشره وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها الحجاب؛ فقالت: يا رسول الله، بل تتركني في ملكك، فهو أخف عليّ وعليك، فتركها.
وماتت قبل وفاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بستة عشر. وقيل لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابْنُ سَعْدٍ عن الوَاقِدِيِّ بسند له عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سُبيت بنو قريظة عُرض السبي على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، فرق السبي، فدخل إليها فأختبأت منه حياءً. قالت: فدعاني فأجلسني بين يديه وخيرني فاخترتُ الله ورسوله، فأعتقني وتزوَّج بي. فلم تزل عنده حتى ماتت. وكان يستكثر منها ويعطيها ما تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع.
وقال ابْنُ سَعْدٍ: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب؛ قال: كانت ريحانة مما أفاء الله على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها وقعت في السبي، فخيرها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فاختارت الإسلام، فأعتقها وتزوجها وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها، فشق عليها وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته.
وأخرج من طريق الزُّهرِيِّ أنه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني أحد بعده. قال الواقدي: وهذا وهم؛ فإنها توفيت عنده.
وذكر مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَن في أخبار المدينة، عن الدراوردي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم صلَّى في منزل من دار قيس بن قهد، وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم تسكنه.
وقال أبُو مُوسَى: ذكرها ابْنُ مَنْدَه في ترجمة مارية، ولم يفردها بترجمة. وقيل: اسمها ربيجة ـــ بالتصغير.
قلت: بل أفردها؛ فإنه قال ما هذا نصه بعد ذكره الأزواج الحرائر: وسبي جُويرية في غزوة المريسيع، وهي ابنة الحارث بن أبي ضرار وسبي صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير، وكانت مما أفاء الله عليه، فقسم لهما، واستسرى جاريته القبطية، فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها فلحقت بأهلها، واحتجبت وهي عند أهلها. وهذه فائدةٌ جليلة أغفلها ابن الأثير.
وأخرج ابْنُ سَعْدٍ عن الواقديِّ من عدة طرق ـــ أنه صَلَّى الله عليه وسلم تزوَّجها وضرب عليها الحجاب، ثم قال: وهذا الأثَرُ عند أهل العلم. وسمعت من يروي أنه كان يطؤها بملك اليمين. وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري ـــ أنها خُيرت؛ فقالت: يا رسول الله، أكون في ملكك فهو أخفُّ عليّ وعليك؛ فكانت في ملكه يطؤها إلى أن ماتت.
(< جـ8/ص 146>)