تسجيل الدخول


ليلى بنت عبد الله العدوية

الشفاء، وقيل: ليلى بنت أبي حكيم، وقيل: بنت عبد الرحمن، وقيل: بنت عبد الله بن سليمان، وقيل بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية العدوية، وقيل: الأنصارية.
ذَكرها أَبُو عُمَرَ مختصرًا، وذَكرها ابْنُ مَنْدَه، وابْن حِبَّانَ، وأحمد بن صالح المصري. تكنى: أم سليمان، وقيل: أُم سليم، وقيل: أم سلمة. أمها فاطمة بنت أبي وهب بن عمرو. تزوّجها أبو حَثْمَة بن حُذَيْفة بن غانم، فولدت له سليمان بن أبي حثمة، وولدت أيضًا لمرزوق بن حذيفة بن غانم أبا حكيم بن مرزوق، وكان شريفًا. أسلمت الشّفاء قبل الهِجْرَة، فهي من المهاجرات الأول. وكانت من عقلاء النّساء، وفضلائهن، وكان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يأتيها، ويَقِيل عندها في بيتها، وكانت قد اتّخذت له فراشًا، وإزارًا ينامُ فيه(*)، فلم يزَلْ ذلك عند ولدها حتى أخذه منهم مروان. وأقطعها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم دارًا عند الحكاكين، فنزلَتْها مع ابنها سليمان، وكان عمر يقدمها في الرّأي، ويَرْضَاها، ويفضِّلها، وربما ولّاها شيئًا من أمر السّوق. أخرج ابْنُ مَنْدَه، وأَبُو نُعَيْمٍ مطولًا، عن الشفاء، أنها كانت تَرْقِي في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وكانت قد بايعته بمكة قبل أنْ يخرج، فقدمت عليه، فقالت: يا رسول الله، إني قد كنْتُ أَرقي برقي في الجاهلية، فقد أردت أن أَعرضها عليك، قال: "فَاعْرِضِيهَا"، قالت: فعرضتها عليه، وكانت ترقي من النملة، فقال: "ارْقِي بِهَا، وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ"(*)، إلى هنا رواية ابن منده، وزاد أبو نعيم: "بِاسْمِ اللهِ صلو صلب خير يَعُودُ مِنْ أَفْوَاهِهَا، وَلَا يَضُرُّ أَحَدًا، اكْشِفِ البَاسَ رَبّ النَّاسِ"ِ، قال: "ترْقِي بِهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَتَضَعهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُم ُدْلكُهُ عَلَى حَجَرٍ بِخَلٍّ خُمْرٍ مُصَفَّى، ثُمَّ تطْلِيهِ عَلَى النَّملَةِ". قالت الشفاء بنت عبد الله: أتيتُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم أسأله، فجعل يعتذر إليّ، وأنا ألومه، فحضرت الصلاة، فخرجت، فدخلت على ابنتي، وهي تحتَ شرحبيل بن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت، فجعلتُ أقول: قد حضرت الصلاة، وأنتَ في البيت؟ وجعلت أَلومه، فقال: يا خالتي، لا تلوميني؛ فإنه كان لنا ثوبٌ، فاستعاره رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: بأبي وأمي! إني كنْتُ ألومُه، وهذه حالُه، ولا أشعر، قال شرحبيل: وما كان إلا درعًا رَقعناه(*). قال محمد بن سلام: أرسل عُمَر بن الخطّاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدويّة أن اغْدِي عليّ، قالت: فغدَوْتُ عليه، فوجدت عاتكة بنت أُسيد بن أبي العيص ببابه، فدخلنا، فتحدَّثْنَا ساعة، فدعا بنَمَط فأعطاها إياه، ودعا بنمَط دونه، فأعطانيه، قالت: فقالت: يا عمر، أنا قَبْلَها إسلامًا، وأنا بنْتُ عمّك دونها، وأرسَلْتَ إليّ، وأَتَتْ من قِبَل نفسها! قال: ما كنتُ رفعت ذلك إلا لك، فلما اجتمعتما تذكّرت أنها أقرَبُ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مِنْك.
روى عنها عبد الله بن الطّيب، أو الطبيب، أنها قالت: أدركت من النّساء وهن يصلّين مع النّبي صَلَّى الله عليه وسلم الفرائض(*). وروت الشفاء بنت عبد الله ــ وكانت من المهاجرات، أنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سُئل عن أفضل الأعمال؟ فقال: "إِيمَانُ بِالله،ِ وَجِهَادٌ فِي سِبيلِهِ، وَحَجُّ مَبْرُورٌ"(*). روى عنها حفيداها: أبو بكر، وعثمان، ابنا سليمان بن أبي حثمة. روى عنها أيضًا ابنُها سُلَيْمَانُ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وحفصة أم المؤمنين، ومولاها أبو إسحاق.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال