تسجيل الدخول


نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي

1 من 1
نَوْفَل بن الحارث

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد المناف بن قُصي، وأمّه غَزِيـّةُ بنت قيس بن طَريف بن عبد العُزّى بن عامرة بن عُميرة بن وَديعة بن الحارث بن فِهْر. وكان لنوفل بن الحارث من الولد الحارث وبه كان يُكْنى وكان رجلًا على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقد صحبه وروى عنه ووُلد له على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ابنه عبد الله بن الحارث، وعبد الله بن نوفل وكان يُشَبّه بالنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو أوّل مَن ولي قضاء المدينة، فقال أبو هُريرة: هذا أوّل قاضٍ رأيتُه في الإسلام، وذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن نوفل لا بقيّة له، وربيعة لا بقيّة له، وسعيد وكان فقيهًا، والمُغيرة وأمّ سعيد وأمّ المغيرة وأمّ حكيم وأمّهم ظريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جُنْدُب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن مِحْضَب بن صعب بن مُبَشّر بن دُهْمان ابن نَصر بن زَهْران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وأمّ ظريبة أمّ حكيم بنت سفيان بن أُميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصّي، وهى خالة سعد بن أبي وقّاص، ولنوفل بن الحارث عَقِبٌ كثير بالمدينة والبصرة وبغداد.

قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ عن أبيه قال: لما أخرج المشركون مَن كان بمكّة من بني هاشم إلى بدر كُرْهًا كان فيهم نوفل بن الحارث فأنشأ يقول:

حَرَامٌ علىّ حَرْبُ أحْمَدَ إنّـني أرى أحمدًا مني قريبًا أواصِرُه

وإنْ تكُ فِهْرٌ أَلـَّبَتْ وَتَجَمّعَتْ عليهِ فإنّ الله لا شكّ ناصِـرهُ

قال هشام: وأمّا معروف بن الخرّبوذ فأنشد لنوفل بن الحارث:

فَـقُـلْ لـِقُرَيـْشٍ إيلِبي وَتَحَـــــزَّبي عَلَيْهِ فإنّ اللهَ لا شَكّ ناصِرُه

وقال أيضًا نوفل بن الحارث لما أسلم:

إِلَيْـكُم إليكم إنـّني لستُ منكـمُ تبَرّأتُ من دينِ الشـيوخِ الأكابِرِ

لَعَـمْرُكَ ما ديني بشـــــيء أبيـعُهُ وما أنا إذْ أسْلَمْتُ يوْمًا بكافرِ

شهِدْتُ على أنّ النبيّ مُحَمـّدًا أتى بالهُدى مِنْ رَبّـه والبصائرِ

وإنّ رسولَ الله يَدعو إلى التّقَى وَإنّ رسولَ اللهِ لَيْسَ بشاعِــرِ

على ذاكَ أحْيا ثمّ أُبْعَثُ مَوْقتًا وأُثـْوَي عليه ميّـتًـا في المقابـــِرِ

قال: أخبرنا عليّ بن عيسى النوفليّ عن أبيه عن عمّه إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: لما أُسِرَ نوفل بن الحارث ببدر قال له رسول الله، صَلَى الله عليه وسلم: "افْد نـَفْسَكَ يا نوفل"، قال: ما لي شيء أفْدي به نفسي يا رسول الله، قال: "افْدِ نـفسك برماحك التي بجُدّة"، قال: أشهد أنّك رسول الله. ففدى نفسه بها وكانت ألف رُمْحٍ(*). وأسلم نوفل بن الحارث، وكان أسنّ مَن أسلم من بني هاشم، أسنّ من عمه حمزة والعبّاس، وأسنّ من إخوته ربيعة وأبي سفيان وعبد شمس بني الحارث. ورجع نوفل إلى مكة ثمّ هاجر هو والعبّاس إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أيّام الخندق.

وآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بينه وبين العبّاس بن عبد المطّلب، وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهليّة متفاوضَين في المال متحابّين متصافيين. وأقطع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نوفل بن الحارث منزلًا عند المسجد بالمدينة، أقطعه وأقطع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، العباس في موضع واحد وفرع بينهما بحائط، فكانت دار نوفل ابن الحارث في موضع رحبة القضاء وما يليها إلى مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مُقابلَ دار الإمارة اليومَ التي يقال لها دار مروان، وأقطع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نوفل بن الحارث أيضًا داره الأخرى التي بالمدينة على طريق الثنيّة عند السّوق وكان مِرْبـَدًا لإبلِهِ وقسمها نوفل بين بنيه في حياته فبقيّتهم فيها إلى اليوم(*).

وشهد نوفل مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَتْح مكّة وحُنين والطائف، وثَبَتَ يومَ حُنَين مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكان عن يمينه يومئذٍ وأعانَ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، يوم حُنين بثلاثة آلاف رُمْحٍ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "كأنــّي أنظر إلى رماحك يا أبا الحارث تـُقْصَف في أصلاب المشركين"(*). وتـوفّي نوفل بن الحارث بعد أن استُخْلـِفَ عمرُ بن الخطّاب بسنةٍ وثلاثة أشهر فصلّى عليه عمر بن الخطّاب ثمّ تبعه إلى البقيع حتى دُفن هناك‏.
(< جـ4/ص41>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال