تسجيل الدخول


أشج عبد القيس العبدي

المنذر، وقيل: عبد الله، وقيل: مُنْقِذ بن عوف، وقيل: منقذ بن الحارث بن عَمرو، وقيل: منقذ بن عَمْرو بن زياد، وقيل: ابن عَائِذ بن المنذر، وقيل: ابن عائذ بن الحارث العَصَري، من عبد القيس.
ذَكره ابن الكلبي. وقال له النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "يا أَشج"، فهو أَوّل يوم سمِّي فيه الأَشج(*). يلقب بأشجّ عبد القيس، وقيل: أشجّ بني عَمَر، وقيل: أشَجّ بني عَصَر، وهو مشهور بلقبه، وهو من ولده عثمان بن الهيثم بن جَهْم العَبْدي المحدّث، وكان الأشج سيد قومه، وقائدُهم إلى الإسلام، وابن ساداتهم.
قال صُحار بن العبّاس: كان الأشجّ، صديقًا لراهبٍ ينزل بِدَارين، فكان يلقاه في كل عام، فلقيه عامًا بالزّارة، فأخبر الراهب الأشجّ أنَّ نبيًّا يخرج بمكَّة، يأكل الهديّة، ولا يأكل الصَّدَقة، بين كتفيه علامة يظهر على الأديان، ثم مات الرّاهب؛ فبعث الأشجُّ ابنَ أختٍ له، من بني عامر بن عصر، يقال له: عمرو بن عبد القيس، وهو على بنته أُمامة بنت الأشجّ، وبعث معه تمرًا ليبيعه، ومَلاحف، وضَمَّ إليه دليلًا، يقال له: الأرَيْقط، فأتى مكّة عام الهجرة، فذكر القصَّةَ في لقيه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وصحةِ العلامات، وإسلامِه، وأنه علمه الحمد، و: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، وقال له: "ادْعُ خالك إلى الإسلام"، فرجع، وأقام دليلَه بمكّة، فدخل عمرو منزله، فسلم، فخرجت امرأتُه إلى أبيها، فقالت له: إن زوجي صَبأَ، فانتهرها، وجاء الأشجُّ فأخبره الخبر، فأسلم الأشج، وكتم الإسلام حينًا، ثم خرج في ستة عشر رجلًا، من أهل هَجَر، منهم من بني عَصَر: عمرو بن المرحوم بن عمرو، وشهاب بن عبد الله بن عَصَر، وحارثة بن جابر، وهمام بن ربيعة، وخزيمة بن عبد عمرو، ومنهم منْ بني صباح: عقبة بن حوزة، ومطر العنبري، أخو عقبة لأمه، ومن بني عثمان: منقذ بن حبّان، وهو ابنُ أخت الأشجّ أيضًا، وقد مسح النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم وَجْهَه، ومن بني محارب: مَزِيدَة بن مالك، وعبيدة بن همام، ومن بني عابس بن عوف: الحارث بن جندب، ومن بني مرة: صُحار بن العبّاس، وعامر بن الحارث؛ فقدموا المدينة، فخرج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم في الليلة التي قدموا في صُبْحها، فقال: "لَيَأْتِيَنَّ رَكْبٌ مِنْ قبلِ المَشْرِقِ، وَلَمْ يُكْرَهُوا عَلَى الإِسْلاَمِ، لصَاحِبِهِمْ عَلاَمَةٌ"، فقدموا، فقال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ"، وكان قدومهم عامَ الفتح(*). وقال الوَاقِدِيُّ: كان قدوم الأشجّ ومَنْ معه سنة عشر من الهجرة. قال جعفر: قيل لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حين قدم وفد عبد القيس: يا رسول الله، وفدُ عبد القيس، فقال: "مرحبًا بهم، نِعْمَ القوم عبد القيس"، ورأسهم يومئذٍ عبد الله بن عوف الأشجّ، فأقبلوا جميعًا حين ذُكر لهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جالسًا في المسجد، فقالوا: نسلّم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجاءوا في ثيابهم، وأناخوا رواحلهم على باب دار رملة بنت الحَدَث، وكذلك كان الوفد يصنعون، فسلّموا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يسألهم: "أيـّكم عبد الله الأشجّ؟"، فيقولون: أتاك يا رسول الله، وكان عبد الله وضع ثياب سفره، وأخرج ثيابًا حسانًا فلبسها، وكان رجلًا دَميمًا، فلمّا جاء نظر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى رجل دَميم، فقال عبد الله: يا رسول الله، إنـّه لا يُسْتقى في مسوك الرجال، إنّما يُحتاج من الرجل إلى أصغرَيـْهِ لسانه، وقلبه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فيك خصلتان يحبهما الله"، فقال عبد الله: وما هما يا رسول الله؟ قال: "الحلم، والأناة"، فقال عبد الله: يا رسول الله، أشيء حدَثَ، أم جُبلتُ عليه؟ قال: "بل جُبلتَ عليه". قال محمد بن عمر: فكانت ضيافة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تجري على وفد عبد القيس عشرة أيـّام، وكان عبد الله الأشجّ يسائل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عن الفقه والقرآن، فكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يُدْنيه منه إذا جلس، وكان يأتي أُبَيّ بن كعب، فيقرأ عليه، وأمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم للوفد بجوائز، وفضّل عليهم عبد الله الأشجّ، فأعطاه اثنتي عشرة أوقيّة ونشًّا، وكان ذلك أكثر ما كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يجيز به الوفد(*).
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال