1 من 3
كعب بن مُرّة البَهْزي: ويقال مرة بن كعب البهزي السُّلمي، بضم المهملة.
سكن البصرة ثم الأردن. وقال ابْنُ السَّكَنِ: الأكثر يقولون كعب بن مرة، وكذا قال أبو عمر. قال البَغَوِيُّ: رَوى أحاديث. ثم أخرج من طريق سالم بن أبي الجَعْد، عن شُرحبيل ابن الشِّمْط؛ قال: قلتُ لكعب بن مرة: حدِّثنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا كعب. قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فجاء رجل فقال: يا رسول الله، استسق الله لمُضَر؛ قال: فرفع يديه وقال: "اللَّهُمَّ اسْقِناَ غَيْثًا مغِيثًا..." الحديث.
وفيه: فأتوه فشكوا إليه المطر؛ فقالوا: انهدمت البيوت... الحديث.(*)
ويقال: هما اثنان: الذي سكن البصرة وروَى عنه أهلُها. والذي سكن الشَّام روَى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، روَى عنه أبو الأشعث الصنعائي، وشرَحبيل بن السِّمْط.
ويقال ـــ عن سالم بن أبي الجَعْد: إن شرحبيل قال: يا كعب بن مرة، حدّثنا واحْذَرْ قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْم الْقِيَامَةِ"(*). أخرجه الترمذي بهذا، وأورده ابن ماجه مطوَّلًا وفي بعض طرقه النسائي، وفي بعضها كعب بن مرة. ولم يشك، وكذا عند ابْنِ قَانِعٍ على ثلاثة أوجه؛ لكنه عدده بحسبها.
(< جـ5/ص 458>)
2 من 3
ز ـــ كعب بن مرة:
صحابي نزل البصرة، روَى عنه البصريون، حكى ابنُ السكن أن بعضهم أفرده عن كعب بن مُرّة البَهْزي، وهو وهم بأن البهزي نزل الشاّم ونزل البصرة.
وروى عنه أهلها.
وقد أفرده ابْنُ قانِعٍ، فقال: كعب بن مرة ولم ينسبه، ثم ساق مِنْ طريق ورقاء عن منصور، عن سالم ـــ هو ابن أبي الجَعْد، عن كعب بن مرة في الصلاة جَوفَ الليل. ثم قال بعد ترجمة: كعب بن مرة أو مرة بن كعب ولم يَنْسبُه أيضًا، وأخرج من طريق عمر بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد ـــ أن شرحبيل بن السمط قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب: حدَّثنا، فذكر هذا الحديث لعُقْبة مطوّلًا.
(< جـ5/ص 493>)
3 من 3
مرة بن كعب البَهْزِيّ.
يقال: هو كعب بن مُرّة الماضي في الكاف.
روى أيوب عن أبي قِلابة عن أبي الأشعث؛ أن خطباء قاموا بالشام فيهم رجالٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقام آخرهم رجل يقال له مُرّة بن كعب.
فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما قمْتُ، سمعته يقول ـــ وذكر الفِتَن فقربها، فمر رجل مقنّع بثَوب فقال: هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الهُدَى؛ فقمتُ فأخذت بمنكبيه؛ فإذا هو عثمان.
هذه رواية عبد الوهاب الثقفيّ؛ عن أيوب؛ وكذا قال سليمان بن حَرْب؛ عن حماد عن أيوب.
رواه أَبُو الرّّبِيعِ؛ عن حماد بن زيد؛ فقال: عن أيّوب؛ عن أبي قلابة؛ عن رجل؛ ولم يسمه.
وقال إسحاق بن أبي إسرائيل؛ عن حماد؛ عن أيوب؛ عن أبي قِلاَبة: أظنه عن أبي الأشعث.
رواه أَبُو هِلاَلٍ الراسبيُّ عن قتادة؛ عن عبد الله بن شقيق؛ عن مُرّة البَهْزي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سَتكُونُ فِتَنٌ كَصَياصِي البَقَرِ" فمرّ بنا رجل مقنّع؛ فقال: "هَذَا وَأَصْحَابُهُ عَلَى الحَقِّ"؛ فإذا هو عثمان.(*)
رواه كَهْمَس؛ عن عبد الله بن شَقِيق؛ فأدخل بينه وبين مُرة هرم بن الحارث؛ وأسامة ابن خريم؛ أخرجها كلها البغويّ. ورواية عبد الوهاب الثقفيّ أخرجها الترمذيّ؛ وقال: حسن صحيح.
وأخرج أَحْمَدُ؛ عن ابن عُلَيَّة؛ عن أيوب ـــ مثله؛ ورواية أبي هلال وكَهْمس أخرجها أحمد؛ فلم يختلف على أبي قِلاَبة أنه مُرة بن كعب.
وأخرج أصل الحديث أحمد أيضًا مِنْ طريق جُبير بن نُفير؛ قال: كنّا معسكرين مع معاوية بعد قَتْل عثمان فقام كعْب بن مرة؛ فقال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلوسٌ إذ مر عثمان مرجلًا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لَتخْرُجَنّ فِتْنٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ هَذَا يَوْمَئِذٍ وَمَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الهُدَى".
وقد تقدم في ترجمة كعب بن مرة حديث آخر قيل فيه كعب بن مرة؛ أو مرة بن كعب؛ فقيل هما واحد، واختلف فيه بالتقديم والتأخير؛ وقيل هما اثنان؛ والعلم عند الله تعالى.(*)
(< جـ6/ص 63>)