تسجيل الدخول


مالك بن نويرة التميمي

1 من 1
مالك بن نويرة: بن جمرة بن شدّاد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي يُكنى أبا حنظلة، ويلقب الجَفُول.

قال المَرْزَبَانِيُّ: كان شاعرًا شريفًا فارسًا معدودًا في فرسان بني يربوع في الجاهلية وأشرافهم، وكان من أرداف الملوك، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمله على صدقات قومه، فلما بلغته وفاةُ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أمسكَ الصدقةَ وفَرَّقَها في قومه؛ وقال في ذلك:

فَقُلْتُ خُذُوا أمْوَالَكُمْ غَيْرَ خَائِفٍ وَلَا نَاظَرٍ فِيمَا يَجِيءُ مِنَ الغَدِ

فَإنْ
قَامَ بِالدِّينِ
المُحَوَّقِ قَائِمٌ أطَعْنَا وَقُلْنَا الدِّينُ دِينُ مُحَمَّدِ [الطويل]

ذكر ذلك ابْنُ سَعْدٍ، عن الواقدي، بسندٍ له منقطع فقتله ضِرار بن الأزور الأسدي صبْرًا بأمر خالد بن الوليد بعد فراغه مِنْ قتال الردة، ثم خلفه خالد على زوجته، فقدم أخوه مُتمم بن نُوَيرة على أبي بكر فأنشده مرثية أخيه، وناشده في دَمه وفي سَبْيهم، فردّ أبو بكر السبي.

وذكر الزُّبَيْرِ بْنُ بَكَّارٍ أن أبا بكر أمر خالدًا أن يفارقَ امرأة مالك المذكورة، وأغلظ عمر لخَالد في أمْر مالك وأما أبو بكر فعذَره.

وقد ذكر قصته مطوَّلة سيف بن عمر في كتاب "الردة والفتوح"، ومِنْ طريقه الطبري، وفيها: إن خالد بن الوليد لما أتى البِطَاح بثَّ السرايا فأتى بمالك ونَفَر من قومه، فاختلفت السرية، فكان أبو قتادة َممْن شهد أنهم أذَّنوا وأقاموا الصلاة وصلّوا، فحبسهم خالدٌ في ليلة باردة، ثم أمر مناديًا فنادى: أدْفِئوا أسراكم، وهي في لغة كناية عن القتل فقتلوهم، وتزوَّج خالدٌ بعد ذلك امرأة مالك؛ فقال عمر لأبي بكر: إنَّ في سيف خالد خالد رَهقًا، فقال أبُو بَكْرٍ: تأوَّلَ فأخطأ، ولا أشيم سيفًا سلَّهُ الله على المشركين، ووَدى مالكًا، وكان خالد يقول: إنما أمر بقَتْل مالك، لأنه كان إذا ذكر النبيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم قال: "مَا إخَالُ صَاحِبكُمْ إلَّا قَالَ كَذَا وَكَذَا". فقال له: أوما تعده لك صاحبًا.

وقال الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ في "الموفقيات": حدثني محمد بن فُلَيح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب ـــ أنَّ مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس، فلما قُتل أمر خالد برأسه فنصب أثفية لقدر فنضج ما فيها قبل أن يخلص الناس إلى شؤون رأسه. ورثاه مُتمم أخوه بأشعار كثيرة. واسم امرأة مالك أم تميم بنت المنهال.

وروى ثابت بن قاسم في الدلائل أن خالدًا رأى امرأةَ مالك، وكانت فائقةً في الجمال؛ فقال مالك بعد ذلك لامرأته: قتلتني ـــ يعني سأقتل من أجلك، وهذا قاله ظنًا، فوافق أنه قُتل، ولم يكن قتله من أجل المرأة كما ظن.

قال الْمَرَزَبَانِيُّ: ولمالك شعر جيد كثير منه يرثي عُتَيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي:

فَخِرَتْ بَنُو أسَدٍ عَقِيلٌ وَاحِدٌ صَدَقَتْ بَنُو أسَدٍ عُتَيْبَةُ أفْضَلُ

بَجَحُوا بِمَقْتَلِهِ وَلَا تُوفَى بِهِ مَثْنى سَرَاتِهِمُ
الَّذينَ
يُقَتَّلُوا [الكامل]
(< جـ5/ص 560>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال