العبادة
روى أنس بن مالك أن أبا طلحة كان لا يصوم على عهد النبي صَلَّى الله علَيه وسَلم من أجل الغزو، فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فِطر.
--
أخبرنا عفّان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت وعليّ بن زيد عن أنس بن مالك أن أبا طلحة قرأ هذه الآية {انفروا خفافا وثقالا}التوبة 40 فقال أرى ربي يستنفرنا شيوخنا وشبّاننا جهزوني أي بَنيّ جهزوني فقال بنوه قد غزوت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ونحن نغزو عنك فقال جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة إلا بعد سبعة أيام فدفنوه فيها ولم يتغير
الانفاق في سبيل الله
ورد في الصحيحين، عن أنس لما نزلت: {لَنْ تَنَالُوا الْبِّرَ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، فقال أبو طلحة لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: إن أحب أموالي إليَّ بيرحا، وإنها صدقة أرجو برها وذخرها، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "بَخٍ بَخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ"... الحديث.
الجهاد
شهدأبو طلحة بدرا وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة، وهو من الشجعان المذكورين، وله يوم أحد مقام مشهود، ومن مشاهده أيضا غزوة خيبر، وكان رِدْفَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يومها، وشهد أيضا حنينا، وقَتَلَ يومها عشرين من المشركين، وأخذ سلبهم.
فقد روى أنس بن مالك أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال يوم حنين: "من قتل كافرًا فله سلبه" فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم، واستمر رضي الله عنه يقاتل حتى وافاه أجله.
وروى أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على قوله عز وجل: {انْفِرُواْ خِفَافًَا وَثِقَالًَا} [التوبة: 40] فقال: لا أرى ربنا إلا استنفرنا شُبَّانًا وشيوخًا، يا بَنِيَّ جهزوني، جهزوني، فقالوا له: يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات فدعنا نغزُ عنك، قال: لا جهزوني، فغزا البحر فمات في البحر، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فدفنوه بها وهو لم يتغير.
الدفاع عن النبي
كان أبو طلحة الأنصاري يقي رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم بنفسه، ويرمى بين يديه، ويتطاول بصدره؛ ليقى رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم ويقول: "نحرى دون نحرك، ونفسي دون نفسك، وكان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم يقول: "صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ ِفي الجَيْشِ خَيْرٌ مِن مِّائةِ رَجُلٍ"، ومن أقواله يوم أحد مخاطبا النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم:
نفسـي لنفسـك الفـداء ووجهي لوجهك الوقاء
العبادة
صام أيو طلحة بعد وفاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أربعين سنة، لا يُفطر إلا في عيد أو مرض.
التضحية
روى أنس بن مالك أنّ أبا طلحة كان يرمي بين يدي النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يوم أُحُدٍ، والنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم خَلْفَه يتترّس به، وكان راميًا، فكان إذا ما رفع رأسه ينظر أين وقع سهمه، فيرفع أبو طلحة رأسه ويقول: هكذا بأبي أنتَ وأمّي يا رسول الله لا يصيبك سَهْمٌ، نَحْري دون نحرك، وكان أبو طلحة يَشور نفسه بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ويقول: إني جَلْد يا رسول الله فوَجّهْني في حوائجك ومُرْني بما شئتَ(*).