الدفاع عن النبي
كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب أخًا لرسول الله من الرضاعة أرضعته حليمة أيامًا وكان ترب رسول الله، يألفه إلفًا شديدًا، فلما بعث رسول الله عاداه، وهجاه، وهجا أصحابه، وكان شاعرًا، فلما كان عام الفتح ألقى اللهُ في قلبه الإسلام، فخرج متنكرا، فتصدى لرسول الله فأعرض عنه، فتحول إلى الجانب الآخر فأعرض عنه، قال: فقلت: أنا مقتول قبل أن أصل إليه فأسلمت، وخرجت معه، حتى شهدت فتح مكة وحنينا، فلما لقينا العدو بحنين، اقتحمت عن فرسي وبيدي السيف صلتا، والله يعلم أني أريد الموت دونه وهو ينظر إلي فقال العباس: يا رسول الله أخوك، وابن عمك أبو سفيان فَارْضَ عنه فقال: "قد فعلتُ، فغفر الله له كلّ عداوة عادانيها"، ثمّ التفت إليّ فقال: "أخي"، لَعَمْري فَقَبّلت رِجْلَه في الركاب.
العبادة
روى سعيد بن المسيّب أنّ أبا سفيان بن الحارث كان يصلّي في الصيف بنصف النهار حتى تُكْرَه الصلاةُ، ثمّ يصلّي من الظهر إلى العصر.
الحياء
ذكر ابن عبد البر في كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" أنه قيل: إن المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب ما رفع رأسه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حياءً منه.