الزهد
قدم سليمان بن هشام بن عبد الملك المدينة فأتاه الناس، وبعث إلى أبي حازم فأتاه، وَسَاءَلَهُ عن أمره، وعن حاله، وقال له: يا أبا حازم ما مالك؟ قال: لي مالان، قال: ما هما؟ قال: الثقة بالله، واليأس مما في أيدي الناس، وقال أبو حازم: "إني لأدعو الله في صلاتي حتى بالملح"، وقالت له امرأته: هذا الشتاء قد هجم علينا، ولابد لنا مما يصلحنا فيه، فذكرت الثياب، والطعام، والحطب، فقال: من هذا كله بد ــ أي ضرورة وحاجة ــ ولكن خذي ما لا بد منه؛ الموت، ثم البعث، ثم الوقوف بين يدي الله، ثم الجنّة والنار.
العبادة
روى ليث بن سعد، عن أبي حازم قال: إني لأدعو الله في صلاتي حتى بالملح؛ أي: يسأل الله حتى الملح.