الشوق الى الجنة
روى الهيثم بن عدي، عن أبيه قال: أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أحد، فأتى النبيَ صَلَّى الله عليه وسلم وهي بيده فقال: "ما هذا يا قتادة"؟ قال: هذا ما ترى يا رسول الله، قال: "إن شئت صبرتَ ولك الجنة، وإن شئتَ رددتُها ودعوت الله لك فلم تفتقد منها شيئًا" فقال: والله يا رسول الله: إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل، ولكني رجل مبتلى بحب النساء، وأخاف أن يقلن أعور، فلا يردنني، ولكن تردها وتسأل الله لي الجنة، فقال: "افعل يا قتادة"، ثم أخذها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بيده فأعادها إلى موضعها، فكانت أحسن عينيه إلى أن مات، ودعا الله له بالجنة.
فدخل ابنه على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: من أنت يا فتى؟ فقال: أنا ابن الذي سالت على الخد عينه، فردت بكف المصطفى أحسن الرد، فعادت كما كانت لأحسن حالها، فياحسن ما عين! ويا طيب ما يد!، فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون، ثم قال:
تلك المكارم لا قبعان من لبن شيبًا بماء فعادا بعد أبوالا