التمسك بالاسلام
روى أَبو عثمان النهدي أَن سعد بن أَبي وقاص قال: نزلت هذه الآية فيَّ: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15].
قال: كنت رجلًا بَرًّا بأَمي، فلما أَسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الدين الذي أَحدثت؟ لتدعن دينك هذا أَو لا آكل، ولا أَشرب، حتى أَموت فتعيَّر بي، فقال: لا تفعلي يا أُمَّه، فإِني لا أَدع ديني، قال: فمكَثَت يومًا وليلة لا تأَكل، فأَصبحت وقد جَهِدت، فقلت: واللّه لو كانت لك أَلفُ نفس، فخَرَجَت نَفْسًا نَفْسًا، ما تركت ديني هذا لشَيْءٍ، فلما رأَت ذلك أَكلت وشربت، فأَنزل اللّه هذه الآية.
الدفاع عن النبي
روى الشيخان في صحيحيهما، والترمذي في جامعه، والنسائي في سننه من حديث عائشة؛ قالت: لما قدم النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم المدينة أرِقَ فقال: "ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني"؛ إذ سمعنا صوت السلاح، فقال: "من هذا"؟(*) قال: أنا سعد فقام، وفي رواية: ودعا له.
الصبر
لما قدم سعد بن أبي وقاص مكة، وقد كان كُف بصره، جاءه الناس يُهرعون إليه كل واحد، يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة، قال عبد الله بن السائب: فأتيته وأنا غلام فتعرفت عليه فعرفني، وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم فذكر قصة، قال في آخرها: فقلت له: ياعم، أنت تدعو للناس، فلو دعوت لنفسك فرد عليك بصرك؟! فتبسم وقال: يا بني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري.