العبادة
روى الركين بن الربيع قال: دخلتُ على أسماء بنت أبي بكر، وهي عجوز كبيرة عمياء، فوجدتها تصلي وعندها إنسان يلقنها قومي، اقعدي، افعلي.
الحياء
روى هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: تزوّجني الزبير وما له في الأرض مال، ولا مملوك، ولا شيء غير فَرَسِهِ، قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مَئُونته، وأسوسه، وأدقّ النوى لِنَاضِحه، وأَعْلِفه، وأسقيه الماء، وأخرز غَرْبَه، وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكُنّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، قالت: وكنت أنقل النّوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي، وهي على ثلثي فرسخ، قالت: فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله ومعه نفر من أصحابه فدعا لي ثمّ قال: "إِخْ إِخْ"، ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزُّبَيرَ وغَيْرَتَه، قالت: وكان من أغير الناس، قالت: فعرف رسول الله أني قد استحييت فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله، وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب معه فاستحييت، وعرفت غيرتك، فقال: والله لحَمْلك النوى كان أشد عليّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إليّ أبو بكر بعد ذلك بخادم فكَفْتني سياسةَ الفرَس فكأنّما أعتقني(*).
الانفاق في سبيل الله
روت فاطمة، عن أسماء قالت: كانت تقول لبناتها ولأهلها، أنفقوا أو أنفقن، وتصدقن، ولا تنتظرن الفضل؛ فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تفضلن شيئا؛ وإن تصدقتن لم تجدن فقده.
وروت فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها.
الورع
روى هشام بن عروة أن المنذر بن الزبير قدم من العراق، فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية، وقوهية رقاق عتاق بعدما كف بصرها قال: فلمستها بيدها ثم قالت: أف! ردوا عليه كسوته قال: فشق ذلك عليه، وقال: يا أمّه إنه لا يشف، قالت: إنها إن لم تشف فإنها تصف، فقال: فاشترى لها ثيابا مروية وقوهية فقبلتها، وقالت: مثل هذا فاكسني.
الصبر
روى ابن أَبِي مُلَيْكَة، أنّ أسماء بنت أبي بكر الصِّدّيق كانت تصدّع فتضع يدها على رأسها، وتقول: بدني وما يغفر الله أكثر.