تسجيل الدخول

أبو القصم
الدفاع عن النبي
العلم
الخوف
الانفاق في سبيل الله
التضحية
التواضع
العبادة
الزهد
الورع
روى الحرمازي، عن رجل من همدان، قال:‏ قال معاوية لضرار الصُّدائي‏: يا ضرار، صِفْ لي عليًّا،‏‏ قال:‏‏ أعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتصفنَّه، قال:‏ أما إذْ لا بد من وصفه فكان والله بعيد المَدى، شديد القُوى، يقول فَصْلًا، ويحكم عدلًا، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطِقُ الحِكْمَةُ من نواحيه‏، ويستوحش من الدّنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غَزير العَبْرة، طويل الفِكْرَة، يُعجِبُه من اللبّاس ما قصُر، ومن الطّعام ما خَشُن، وكان فينا كأحَدِنا، يُجيبنا إذا سألناه، ويُنْبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله ـــ مع تقريبه إيانا وقُرْبه مِنّا ـــ لا نكاد نكلَمه هَيْبَةً له،‏ يعظِّمُ أهل الدّين، ويُقرِّبُ المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، ولا ييئس الضعيفُ من عَدْله،‏ وأشهد أنه لقد رأيتُه في بعض مواقفه، وقد أرخى اللّيل سُدُولَه، وغارت نجومه، قابضًا على لحيته، يتململُ تَمَلْمُل السّليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول:‏ يا دُنيا غُرِّي غيري، ألِي تعرّضْت أمْ إليّ تشوَّفتِ! هيهات هيهات! قد باينْتُك ثلاثًا لا رجْعَةَ فيها، فعُمْرُك قصير، وخطَرك قليل،‏ آهٍ من قلَّةِ الزَّاد، وبُعد السفر، ووَحْشَةِ الطّريق،‏ فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزْنُك عليه يا ضِرَار؟ قال:‏ حُزْن من ذُبح ولدها وهو في حِجْرها.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال