1 من 3
عبد الله الصُّنابحي: مختلف فيه.
قال مالك في الموطأ: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصُّناَبحي، عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِم خَرَجَتْ خَطَايَاهُ..." الحديث.(*) كذا هو عند أكثر رُوَاة الموطأ.
وأخرجه النَّسَائِيُّ مِن طريق مالك، ووقع عند مطرف وإسحاق بن الطباع، عن مالك بهذا عن أبي عبد الله الصُّنابحي، زاد أداة الكنية؛ وشذَّ بذلك.
وأخرجه ابْنُ مَنْدَه مِنْ طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم بهذا السند، عن عبد الله الصُّنابحي مِثْل رواية مالك، ونقل الترمذي عن البخاري أنَّ مالكًا وَهِم في قوله: عن عبد الله الصنابحي؛ وإنما هو أبو عبد الله، وهو عبد الرحمن بن عُسَيلة، ولم يسمع من النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
وظاهره أنَّ عبد الله الصُّنَابحي لا وجودَ له؛ وفيه نظر؛ فقد روى سُويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم حديثًا غير هذا؛ وهو عن عطَاء بن يَسار أيضًا، عن عبد الله الصُّنابحي، قال: سمعْتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بِيْنَ قَرْنَي شَيْطَانٍ..." الحديث.(*)
وكذا أخرجه الدارَقُطْنِيُّ في غرائب مالك، مِن طريق إسماعيل بن أبي الحارث وابن منده من طريق إسماعيل الصائغ؛ كلاهما عن مالك، وزهير بن محمد، قالا: حدثنا زيد بن أسلم بهذا.
قال ابن مَنْدَه: رواه محمد بن جعفر بن أبي كثير، وخارجة بن مصعب، عن زيد.
قلت: وروى زهير بن محمد، وأبو غَسّان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسْلَم بهذا السند حديثًا آخر عن عبد الله الصُّنابحي، عن عُباَدة بن الصامت في الوِتر.
أخرجه أبو داود فَوُروده عند الصُّنابحي في هذين الحديثين من رواية هؤلاء الثلاثة عن شيخ مالك يدفَعُ الجَزْم بوَهْمِ مالك فيه.
وقال الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ الدُّوري، عن يحيى بن معين: عبد الله الصُّنَابحي الذي روَى عنه المدنيون يُشْبه أن يكونَ له صحبة.
وذكر ابْنُ مَنْدَه، عن ابن أبي خَيْثَمة، قال: قال يحيى بن معين: عبد الله الصنابحي.
ويقال أبو عبد الله.
قال: وخالفه غيره؛ فقال: هذا عن أبي عبد الله. وذكر أبو عمر مثل هذا المحكي عن ابن معين، وقال: الصواب أبو عبد الله إنْ شاء الله.
وقال ابْنُ السَّكَنِ: يقال له صحبة، معدود في المدنيين.
وروى عنه عطاء بن يَسار، وأبو عبد الله الصُّنابحي مشهور، روَى عن أبي بكر، وعبادة، ليست له صحبة؛ وقد وهم ابْنُ قانع فيه وَهْمًا فاحشًا؛ فزعَم أن أباه الأَعسر؛ فكأنه توهم أنه الصنابح بن الأعسر الماضي في حرف الصّاد؛ وليس كما توهّم.
(< جـ4/ص 230>)
2 من 3
عبد الرحمن بن عسيلة: بمهملتين، مصغرًا، ابن عسل مكبرًا، ثم سكون ابن عسال المرادي، أبو عبيد الله الصنابحي اليماني، نزيل الشام.
وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجده قد مات، فصلّى خَلْفَ أبي بكر.
وروى عنه وعن عمر، وعلي، وبِلَال، وسعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وجماعة.
روى عنه أسلم مولى عمر، وعطاء بن يسار، وعبد الله بن محيريز، وأبو الخير اليزني، ويونس بن مَيْسرة، وآخرون.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ ثقة قليل الحديث. وَقَالَ ابْنُ يُونُس: شهد فتح مصر. وَقَالَ الْعِجْلِيّ: تابعي ثقة، ونحوه ابن حبان. وَقَالَ ابْنُ مَعِين: تأخر إلى زمان عبد الملك. وَذَكَرهُ الْبُخَارِيّ فيمن مات ما بين السبعين إلى الثمانين. وقال يعقوب بن شيبة. هؤلاء الصُّنابحيون الذين يروي عنهم في العدَدِ ستة، وإنما هما اثنان فقط: الصنابح الأحمسي، ويقال له الصنابحي الأحمسي؛ وهو واحد ومَنْ ذكره بلفظ النسب أخطأ، وهو الذي يروي عنه الكوفيون، والثاني عبد الرحمن بن عُسيلة، كنيته أبو عبد الله، روَايته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلة.
وروى عن أبي بكر وغيره؛ فمن قال فيه عبد الرحمن الصنابحي أصاب اسمه، ومن قال: عن أبي عبد الله الصنابحي أصاب كُنيته، ومَنْ قال عن أبي عبد الرحمن الصنابحي فقد أخطأ قلب كُنيته فجعلها اسمه. هذا قول علي بن المديني ومنْ تابعه. قَالَ يَعْقُوب: وهو الصّواب عندي.
قُلْتُ: وقد تقدم في العبادلة في القسم الأول بيان الاختلاف في عبد الله الصُّنابحي، ومَنْ أثبت أنه غير عبد الرحمن بن عسيلة ومَنْ نسب مَنْ قال ذلك للوهم. ولله الحمد والمنة.
(< جـ5/ص 81>)
3 من 3
أبو عبد الله الصُّنابحي: عبد الرحمن بن عُسَيلة. تقدم في الأسماء.
(< جـ7/ص 248>)