1 من 2
وابنه: عَبْدُ اللِّه بنُ المُغَفَّل
ابن عَبْد نُهْم بن عفيف بن أُسَيْحِم بن ربيعة بن عديّ بن ثعلبة بن ذُؤَيـْـب بن سعد بن عَدَّاء بن عثمان ابن مُزينة.
قال: أخبرنا يحيَى بن معين قال: كان عبد الله بن المغَفَّل يكنى أبا زياد، قال: فذكرت ذلك لرجل من ولده، فقال: كان يكنى أبا سعيد وكان من البكّائين، وكان ممّن بايع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تحت الشجرة يوم الحديبية ولم يزل بالمدينة ثمّ تحوّل إلى البصرة فنزلها حتّى مات بها.
قال: أخبرنا هَوْذة بن خليفة قال: حدّثنا عوف، عن خزاعى، عن زياد بن محمّد بن عبد الله بن مغفَّل المزنيّ قال: لمّا كان المرض الذي مات فيه عبد الله بن المغفّل أوصى أهله فقال لهم: لا يليني إلاّ أصحابي ولا يُصَلِّي عَلَيَّ ابنُ زياد، فلمّا مات أرسلوا إلى أبي برزة الأسلميّ وإلى عائذ بن عمرو وإلى نفر من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بالبصرة فولّوا غسله وتكفينه، قال: فما زادوا على أن طووا أيدي قمصهم ودسّوا قمصهم في حُجَزهم، ثمّ غسلوه وكفّنوهُ، ثم لم يزد القوم على أن توضّئُوا، فلمّا أخرجوه من داره إذا ابن زياد في موكبه بالباب، فقيل له إنّه قد أوصى أن لا تُصَلِّي عليه، قال: فسار معه حتّى بلغ حذاء البيضاء فمال إلى البيضاء وتركه.
قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح، عن أبي الأشهب، عن بكر بن عبد الله المزنيّ، عن عبد الله بن المغفّل أنّه أوصى أن لا تُتبعوني بنار.
قال محمّد بن عمر: وكانت وفاته في آخر خلافة معاوية، وكان قد ابتنى بالبصرة دارًا وكان أحد النفر الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة يفقّهونهم.
(< جـ9/ص 13>)
2 من 2
وابنه: عَبْدُ اللِّه بنُ المُغَفَّل
ابن عبد نَهْم وأمه العَيَلةُ بنت معاوية بن معاوية بن عمرو بن غَيظ بن عبد بن ثور بن هُذَمَةَ بن لاطم بن عثمان بن مُزَيْنة.
قال يحيى بن مَعِين: كان عبد الله بن المُغَفَّل يُكني أبا زياد. قال محمد بن سعد فذكرت ذلك لرجلٍ من ولده فقال: كان يُكني أبا سعيد، فقلتُ له: إن بعضهم يقول: كان يُكني أبا محمد، قال: لم يصنع هذا شيئا، كان لعبد الله بن المُغَفَّل سبعةٌ من الذُكور لم يكن أحدٌ منهم اسمه محمد، وكان له زياد بن عبد الله بن المُغَفَّل، فأما الذي عندنا فكان يكني أبا سعيد وكان من البَكَّائِين.
قال: أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، قال: حدّثنا أبوجعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العَالِية - أو غيره - عن عبد الله بن المُغَفَّل قال: أنا من الرهط الذين ذكر الله: {لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [سورة التوبة: 92]. قال عبد الله: إني لآخذٌ ببعض أغصان الشجرة التي بايع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الناس تحتها أُظِله. قال: فبايعته على أن لا نَفِرّ.
قال محمد بن عمر: ولم يزل عبد الله بن المُغَفّل بالمدينة ثم تحول إلى البصرة فنزلها حتى مات بها.
قال: أخبرنا هَوْذَةُ بن خليفة، قال: حدّثنا عوفٌ عن خُزَاعيّ عنْ زياد بن محمد بن عبد الله بن المُغَفَّل المزني، قال. أُرِيَ عبدُ الله بن المُغَفَّل أن الساعة قد قامت وأن الناس حُشِرُوا، فجعلوا يُعرَضون على مكانٍ عليه عَارِضٌ قد علمتُ في منامي أنه من جاز ذلك المكان فقد نَجَا، فذهبت أدنو منه لأنجو زعمت فقال: وراءك، أتريد أن تنجو وعندك ما عندك؟! كلا والله، فرجعتُ واستيقظت من الفزع. قال: فأيقظَ أَهْلَه وعندهُ تلك الساعة عَيْبَةٌ مملوءةٌ دنانير، فقال: يا فلانة أَرِيني تلك العَيْبَةُ قبحها الله وقبح ما فيها، وَعَرفَ رُؤياه. قال: فما أصبح حتى قسمها جَمعًا صُرَرًا، ولم يدع منها دينارًا واحدًا.
قال: فلما كان المرض الذي مات فيه أوصى أهله فقال. لهم: لاَ يَلِيَني إلاّ أصحابي، ولا يصلي عَلَيَّ ابنُ زيادٍ، فلما مات أرسلوا: إلى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ وإلى عائذ بن عَمْرو، وإلى نفرٍ من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بالبصرة، فولُوا غُسله وتكفينَهُ قال: فما زادوا على أن طَوَوا أيدي قمصهم ودسّوا قمصهم في حُجزِهم، ثم غسّلوه وكفَّنوه، ثم لم يزد القوم على أن توضّئوا، فلما أخرجوه من داره إِذَا ابنُ زِيَاد في موكبهِ بالباب. فقيل له: إنه قد أوصى أن لا تصلي عليه! قال: فسار معه حتى بلغ حَدَّ البيضاء، فمال إلى البيضاء وتركه.
قال: أخبرنا وكيع بن الجَرّاح، وعبد الوهاب بن عَطَاء، وعَمْرو بن عاصم والفَضْل بن دُكَيْن، قالوا: حدّثنا أبو الأَشْهَب جعفر بن حَيَّان، عن بكر بن عبد الله المُزني، قال: أوصى عبد الله بن المُغَفَّل عند موته لا تُتبعوني صوتًا ولا تُدنوا مني نارًا ولا ترجموني بالحجارة. قال أبو الأشهب: يعني ما يُركم على قبره من الحجارة.
قال: أخبرنا عبد الله بن محمد المحاربي، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، عن طلحة ابن عبيد الله بن كَرِيز، عن الحسن، قال: عبد الله بن المُغَفَّل المُزَنِيّ أحد الذين بعثهم عمر ابن الخطاب إلى أهل البصرة يفقهونهم، فدخل عليه عُبيد الله بن زياد يعوده فقال: أَعْهِد إلينا أبا زياد فإن الله كان ينفعنا بك. قال: فهل أنت فاعل ما آمرك به؟ قال: نعم. قال: فإنِّي أطلب إليك إذا أنا مُتُّ أن لا تصلي عَلَيَّ، وأن تُخَليّ بيني وبين بقية أصحابي فيكونون هم الذين يَلُوني ويُصلون عَلَيَّ. قال: فركب في اليومِ الذي مات فيه، فإذا كل طريق قد ضاق بأهله. فقال: ما بال الناس؟ فقالوا: صاحبُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تُوفّى عبد الله بن المَُغَفَّل. قال: فوقف دابتهُ حتى أُخرِج بهِ ثم قال: لولا أنه طلب إلينا شيئًا فأطلبناهُ إيّاه لَسِرْنا معه وَصَلَّيْنا عليه. يقول الحسنُ: لاَ أبالك، أتُراه وفاء من الخَبيث!
(< جـ5/ص 144>)