تسجيل الدخول


عبد الله بن المغفل بن عبد نهم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن...

عبد الله بن مُغَفّل بن عبد غَنْم المزني، وقيل: عَبْدُ اللِّه بنُ المُغَفَّل بن عَبْد نُهْم.
يكنى أَبا سَعِيد، وقيل: أَبا عبد الرحمن، وقال يحيى بن مَعِين: كان عبد الله بن المُغَفَّل يُكني أبا زياد؛ قال محمد بن سعد: فذكرت ذلك لرجلٍ من ولده فقال: كان يُكني أبا سعيد، فقلتُ له: إن بعضهم يقول: كان يُكني أبا محمد، قال: لم يصنع هذا شيئا، كان لعبد الله بن المُغَفَّل سبعةٌ من الذُكور لم يكن أحدٌ منهم اسمه محمد، وكان له زياد بن عبد الله بن المُغَفَّل، فأما الذي عندنا فكان يكني أبا سعيد.
قال زياد بن محمد بن عبد الله بن المُغَفَّل المزني: أُرِيَ عبدُ الله بن المُغَفَّل أن الساعة قد قامت وأن الناس حُشِرُوا، فجعلوا يُعرَضون على مكانٍ عليه عَارِضٌ قد علمتُ في منامي أنه من جاز ذلك المكان فقد نَجَا، فذهبت أدنو منه لأنجو زعمت فقال: وراءك، أتريد أن تنجو وعندك ما عندك؟! كلا والله، فرجعتُ واستيقظت من الفزع، قال: فأيقظَ أَهْلَه وعندهُ تلك الساعة عَيْبَةٌ مملوءةٌ دنانير، فقال: يا فلانة أَرِيني تلك العَيْبَةُ قبحها الله وقبح ما فيها، وَعَرفَ رُؤياه، قال: فما أصبح حتى قسمها جَمعًا صُرَرًا، ولم يدع منها دينارًا واحدًا، وقال معاوية بن قرة:‏ ‏أول مَن دخل من باب مدينة تُستر عبد الله بن مُغَفل المزني، يعنى يوم فَتْحها‏، وقال محمد بن عمر: ولم يزل عبد الله بن المُغَفّل بالمدينة ثم تحول إلى البصرة.
قال عبد الله بن مغفّل: إني لآخذ بغصن من أغصانِ الشّجرة التي بايع رسولُ الله صَلََّى الله عليه وسلم تحتها أُظله بها قال:‏‏ فبايعناه على ألّا نفر(*).‏ وروى الحسن، عن عبد الله بن مغفّل، قال:‏ إني لممنْ يرفع أغصانَ الشّجرة عن وَجْه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو يخطُبُ(*). وكان من البَكَّائِين؛ روى أبو العَالِية ــ أو غيره ــ عن عبد الله بن المُغَفَّل قال: أنا من الرهط الذين ذكر الله: {لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [سورة التوبة: 92]. روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَحاديث، وروى عنه الحسن البصري؛ وهو أروى النّاس عنه، وأَبو العالية، ومُطَرِّف ويزيد ابني عبد اللّه الشِّخِّير، وعُقْبة بن صُهْبَان، وأَبو الوازع، ومعاوية بن قُرَّة، وحُمَيْد بن هِلاَل، وجماعة جماعةٌ من التَّابعين بالكوفة والبصرة، وروى ابن بُرَيْدَة، عن عبد الله بن مُغَفَّل "أَنه رأَى رجلًا يَخذِف، فقال: لا تَخْذِف؛ فإِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم نهى أَو: كَرِه ـــ الخَذْف لا أحدثك به ـــ أَوْ: لا أَحدثك أَبدًا أخرجه أحمد في المسند 4/ 86، 5/ 56.. والخذف هو: الرَّمْى بالحصى الصَّغار بأطراف الأصابع.
قال محمّد بن عمر: وكانت وفاته في آخر خلافة معاوية، وقال مسدّد: مات بالبصرة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة إحدى وستين، وقيل: سنة ستين، فأوصى أن يصلِّي عليه أبو بَرْزَة الأسلمي، فصلّى عليه، ولما كان المرض الذي مات فيه أوصى أهله فقال لهم: لاَ يَلِيَني إلاّ أصحابي، ولا يصلي عَلَيَّ بنُ زيادٍ، فلما مات أرسلوا: إلى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ وإلى عائذ بن عَمْرو، وإلى نفرٍ من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بالبصرة، فولُوا غُسله وتكفينَهُ قال: فما زادوا على أن طَوَوا أيدي قمصهم ودسّوا قمصهم في حُجزِهم، ثم غسّلوه وكفَّنوه، ثم لم يزد القوم على أن توضّئوا، فلما أخرجوه من داره إِذَا ابنُ زِيَاد في موكبهِ بالباب. فقيل له: إنه قد أوصى أن لا تصلي عليه! قال: فسار معه حتى بلغ حَدَّ البيضاء، فمال إلى البيضاء وتركه، وقال بكر بن عبد الله المُزني، قال: أوصى عبد الله بن المُغَفَّل عند موته لا تُتبعوني صوتًا ولا تُدنوا مني نارًا ولا ترجموني بالحجارة؛ قال أبو الأشهب: يعني ما يُركم على قبره من الحجارة، وقال الحسن: عبد الله بن المُغَفَّل المُزَنِيّ أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب إلى أهل البصرة يفقهونهم، فدخل عليه عُبيد الله بن زياد يعوده فقال: أَعْهِد إلينا أبا زياد فإن الله كان ينفعنا بك. قال: فهل أنت فاعل ما آمرك به؟ قال: نعم. قال: فإنِّي أطلب إليك إذا أنا مُتُّ أن لا تصلي عَلَيَّ، وأن تُخَليّ بيني وبين بقية أصحابي فيكونون هم الذين يَلُوني ويُصلون عَلَيَّ. قال: فركب في اليومِ الذي مات فيه، فإذا كل طريق قد ضاق بأهله. فقال: ما بال الناس؟ فقالوا: صاحبُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تُوفّي عبد الله بن المَُغَفَّل. قال: فوقف دابتهُ حتى أُخرِج بهِ ثم قال: لولا أنه طلب إلينا شيئًا فأطلبناهُ إيّاه لَسِرْنا معه وَصَلَّيْنا عليه. يقول الحسنُ: لاَ أبالك، أتُراه وفاء من الخَبيث!.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال