تسجيل الدخول


أم الفضل لبابة الكبرى ابنة الحارث بن حزن بن البجير

لُبَابَةُ، وقيل: لُبَابة الكبرى ابنة الحارث بن حَزْن الهلالية.
أخرجها ابن عبد البر، وابن منده، وأبو نعيم. تكنى: أم الفضل، وهي مشهورة بكنيتها، ومعروفة باسمها، وأمّها هند وهي: خَوْلة بنت عوف بن زهير القرشية، وقيل: الكنانية، وقيل: الحميرية، فمن قال: الحميرية، قال: هند بنت عوف بن الحارث، من حمِير، وأمّها عائشة بنت المحزّم بن كعب بن مالك بن قُحَافَة من خَثْعم. وكان يقال لوالدة أم الفضل: العجوز، الحرشية، أكرم الناس أصهارًا. وأخوات أم الفَضل لأبيها وأُمها: ميمونة بنت الحارث، زوج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، ولبابة الصّغرى، وعصمة، وعَزّة، وهُزيلة، أخوات لأب، وأُم، كلّهن بنات الحارث بن حَزْن الهلالي، وأخواتهن لأمهنّ: أسماء، وسلمى، وسلامة بنات عُميس الخثعميات، وأخوهن لأمهم: محمية بن جزء الزّبيدي. فهن ستُّ أخوات لأب وأُم، وتسع أخوات لأم. وزوج العباس بن عبد المطلب، وأم الفضل، وعبد الله، ومعبد، وعبيد الله، وقُثَم، وعبد الرحمن، وغيرهم، من بني العباس، وولدت للعباس ستة رجال لم تلد امرأة مثلهم، ولها يقول عبد الله بن يزيد الهلالي:
مَا وَلَدَتْ نَجِيبَةٌ مِنْ فَحْلِ كَسِتَّةِ مِنْ
بَطْنِ
أُمِّ الْفَضْلِ
أَكْرِمْ بِهَا مِنْ كَهْلَة ٍ وَكَهْلِ عَمِّ الْنَّبِيِّ الْمُصَطَفَى ذِي الْفَضْلِ

وَخَاتَمِ الْرُّسْلِ وَخَيْرِ الْرُّسْلِ
وهي التي قيل فيها: إنها أكرم الناس أصهارًا؛ لأن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم زوج ميمونة، والعباس زوج لبابة الكبرى، وجعفر بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، أزواج أسماء بنت عُمَيس، وحمزة بن عبد المطلب زوج سلمى بنت عميس، وخلف عليها بعده شداد بن الهاد، والوليد بن المغيرة زوج لبابة الصغرى، وهي أم خالد، وكان المغيرة من سادات قريش، فأولاد العباس، وأولاد جعفر، ومحمد بن أبي بكر، ويحيى بن علي، وخالد بن الوليد: أولاد خالة، وقيل: إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة، وكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم يزورها ويَقِيلُ عندها. وأسلمت قبل الهجرة فيما قيل، وقيل: بعدها. روى ابن عباس، عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "الأخَوَاتُ الأرْبَع مؤمنَاتٌ: أمُّ الفَضْلِ، وَمَيْمُونَةُ، وَأسْمَاءُ، وَسَلْمَى".(*) انتهى. وذكره الوَاقِدِيُّ بسند عن كريب: ذُكرت ميمونة، وأم الفضل، وإخوتها لبابة، وهي بكر، وعزة، وأسماء، وسلمى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ الأخَواتِ المُؤمِنَاتِ"(*). قال ابن عبّاس: عَقَلْتُ أمّي، وهي تصوم الاثنين، والخميس. وقال محمد بن عمر: هاجرت أمّ الفضل بنت الحارث إلى المدينة بعد إسلام العبّاس بن عبد المطّلب. وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يزورها، ويأتي بيتها كثيرًا. وقال زيد بن عليّ بن حسين: ما وضع رسول الله رأسه في حجر امرأة، ولا تحلّ له بعد النبوّة إلاّ أمّ الفضل، فإنّها كانت تفليه، وتكحله، فبينا هي ذات يوم تكحله إذ قطرت قطرة من عينها على خدّه، فرفع رأسه إليها، فقال: "ما لك؟" فقالت: إنّ الله نَعاك لنا، فلو أوصيت بنا منَ يكون بعدك إن كان الأمر فينا، أو في غيرنا، قال: "إنّكم مقهورون مستضعَفون بعدي"(*). وروى سِمَاك بن حَرْب، أنّ أمّ الفضل امرأة العبّاس بن عبد المطّلب قالت: يا رسول الله، رأيت فيما يرى النائم كأنّ عضوًا من أعضائك في بيتي، قال: "خيرًا رأيت، تلد فاطمة غلامًا، وترضعينه بلبان ابنك قُثَم"، قال: فولدت الحسين، فكفلته أمّ الفضل، قالت: فأتيتُ به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فهو ينزّيه، ويقبّله إذ بال على رسول الله، فقال: "يا أمّ الفضل، أمسكي ابني، فقد بال عَلَيَّ"، قالت: فأخذته، فقرصته قرصة بكى منها، وقلت: آذيتَ رسول الله بُلْتَ عليه، فلمّا بكى الصبّي، قال: "يا أمّ الفضل، آذيتني في بنيّ أبكيته"، ثمّ دعا بماء، فحدره عليه حدرًا، ثمّ قال: "إذا كان غلامًا، فاحدروه حدرًا، وإذا كان جارية، فاغسلوه غسلًا"(*). قال أبو عمر: كانت من المنجبات، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يزورها. وفي الصحيح أن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم عرفة، فأرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن، فشرب، وهو بالموقف، فعرفوا أنه لم يكن صائمًا(*). يقول عبد الله بن يزيد الهلالي في أم الفضل:
مَا وَلَدَتْ
نَجِيبَةٌ مِنْ فَحْلِ بِجَبَلٍ نَعْلَمُهُ
وَسَهْلِ
كَسِتَّةٍ
مِنْ
بَطْـنِ أُمِّ الفَضْلِ أَكْرِمْ
بِهَا مِنْ كَهْلَةٍ وَكَهْـلِ
عَمّ النَّبِيِّ المُصْطَفَى ذِي الفَضْل وَخَاتَمِ الرُّسُلِ وَخَيْرِ الرُّسْل
روت عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنها ابناها: عبد الله، وتمام أخرجه أحمد في المسند 6/ 338 ـــ 340.، وأنس بن مالك، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وعُمَير مولاها، وكريب مولى ابنها. وروت أم الفضل، أنها قالت: خرج علينا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو عاصِب رأسه في مرضه، فصلى المغرب فقرأ بالمرسلات، فما صلاها بعد حتى لقي الله عز وجل أخرجه الترمذي في السنن 2/ 112 كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في القراءة في المغرب حديث رقم 308.. قال ابْنُ حِبَّانَ: ماتت في خلافة عثمان قبل زوجها العباس.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال