تسجيل الدخول


البراء بن مالك بن النضر الأنصاري

1 من 1
البراء بن مالك الأنصاري:

البراء بن مالك بن النَّضْر الأنصاريّ، أخو أنس بن مالك لأبيه وأمِّه، وقد تقدَّم نسَبَهُ في ذِكر نسَبِ عمّه أنس بن النَّضر [[أنس بن النضر بن ضَمْضَم بن زيد بن حزام بن جندَب بن عامر بن غنْم بن عدَيّ بن النّجّار الأنصاريّ]] <<من ترجمة أنس بن النضر" الاستيعاب في معرفة الأصحاب".>>، شهدا أُحُدًا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان البَرَاء بن مالك هذا أحد الفضلاء ومن الأبطال الأشدّاء، قَتَل من المشركين مائة رجل مبارزةً سوى مَنْ شارك فيه.

قال محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال: دخلتُ على البَرَاء بن مالك وهو يتغنّى بالشّعر؛ فقلتُ له: يا أخي تتغنّى بالشّعر، وقد أَبْدلكَ الله به ما هو خير منه ــــ القرآن؟ قال: أتخافُ عليَّ أن أموتَ على فراشي، وقد تفرَّدت بقتل مائة سوى مَنْ شاركْتُ فيه! إني لأرجو ألّا يفعلَ الله ذلك بي.

وروى ثمامة بن أنس، عن أبيه أنس بن مالك مثله. وعن ابـْن سيرين أنه قال: كتب عمرُ بن الخطّاب رضِيَ الله عنه ألا تستعملوا البراء بن مالك على جَيْشٍ من جيوش المسلمين، فإنه مهلكةٌ من المهالك يقدم بهم.‏ ‏

وروى سلامة بن روح بن خالد عن عمه عُقيل بن خالد عن ابن شهاب عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ‏"‏كَمْ مِنْ ضَعِيفٍ مُسْتِضْعَفٍ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَه لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبّرّهُ، مِنْهُمُ الـْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ‏"(*)أخرجه الحاكم في المستدرك 3 / 291، 292، وأبو نعيم في الحلية 1 / 7، والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 368.‏ وَإِنَّ البَرَاءَ لَقي زَحْفًا من المشركين، وقد أوجع المشركون في المسلمين؛ فقالوا له: يا بَرَاء؛ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:‏ "لَوْ أقسَمْتَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّكَ، فأَقْسِمْ على ربِّك‏"، قال:‏ أقسمت عليك يا رَبّ لما منحتْنَا أكتافَهم، ثم التَقَوْا على قنطرة السُّوس، فأوجعوا في المسلمين، فقالوا له: يا براء؛ أقْسِمْ على ربّك. فقال: أقسمْتُ عليك يا ربّ لما منحْتَنا أكتافَهم وأَلْحِقني بنبيِّ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمُنحوا أكتافهم، وقُتل البراءُ شهيدًا رضي الله عنه.
حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ، قال: حدثنا أبي، قال: حدّثنا عبد الله بن يونس قال: حدّثنا بقيّ بن مخلد، قال: حدّثنا خليفة بن خيّاط، قال: حدّثنا بكر ابن سليمان، عن أبي إسحاق قال: زحف المسلمون إلى المشركين في اليمامة حتى ألجئوهم إلى الحديقة، وفيها عدوُّ الله مُسَيْلمة. فقال البراء: يا معشر المسلمين؛ ألقُوني عليهم فاحتُمل حتى إذا أشرفَ على الجدار اقتَحم فقاتلهم على الحديقة، حتى فتحها على المسلمين، ودخل عليهم المسلمون، فقتل اللهُ مسيلمة‏. ‏

قال خليفة: وحدّثنا الأنصاريّ، عن أبيه ثمامة عن أنس قال: رمى البرَاءُ بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب، وبه بضْعٌ وثمانون جراحةً، من بين رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ وضَرْبةٍ؛ فحُمِل إلى رَحْلِهِ يُداوَى، فأقام عليه خالدٌ شهرًا.‏ ‏

قال أبو عمر: وذلك سنة عشرين فيما ذكر الواقديّ. وقيل إنّ البراء إنما قُتل يوم تُسْتُر. وافتُتحَتْ السُّوس وانطابُلس وتَسْتُر سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطّاب رحمه الله إلا إنَّ أَهْلَ السُّوسِ صالَح عنهم دُهْقَانهم على مائة، وأسْلَم المدينة، وقتله أبو موسى، لأنه لم يعد نفسه منهم وذكر خليفة بن خياط، قال: حدّثنا أبو عمرو الشّيباني عن أبي هلال الرّاسي عن ابن سيرين قال: قُتِل البراءُ بن مالك بـــ"تُسْتر" رحمه الله‏.
(< جـ1/ص 237>)
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال