تسجيل الدخول


جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن...

1 من 2
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ

(ب د ع) جَرِير بن عَبْد الله بن جَابِر، وهو الشَّلِيل، بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جُشَم بن عوف بن حزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نَذِير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش، أبو عمرو، وقيل: أبو عبد الله البجلي، وقد اختلف النسابون في بجيلة؛ فمنهم من جعلهم من اليمن. وقال: إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت، وعمرو هذا هو أخو الأزد، وهو قول الكلبي وأكثر أهل النسب، ومنهم من قال: هم من نزار، وقال: هو أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، وهو قول ابن إسحاق ومصعب، والله أعلم. نسبوا إلى أمهم: بجيلة بنت صعب بن علي بن سعد العشيرة.

أسلم جرير قبل وفاة النبي صَلَّى الله عليه وسلم بأربعين يومًا، وكان حسن الصورة؛ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: جرير يوسف هذه الأمة، وهو سيد قومه، وقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم لما دخل عليه جرير فأكرمه وقال: "إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ"(*) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1223 كتاب الأدب (33) باب إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (19) حديث رقم 3712، والحاكم في المستدرك 4/ 292 والطبراني في الكبير 2/ 370، وأبو نعيم في الحلية 6/ 205، وذكره الهيثمي في الزوائد 4/ 237..

وكان له في الحروب بالعراق: القادسية وغيرها، أثر عظيم، وكانت بَجِيلة متفرقة، فجمعهم عمر بن الخطاب، وجعل عليهم جريرًا.

أخبرنا الأستاذ أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن مكارم المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن صفوان، أخبرنا أبو البركات سعد بن محمد بن إدريس، والخطيب أبو الفضل الحسن بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس، أخبرنا أبو المنصور المظفر بن محمد الطوسي، أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي الموصلي، قال: أخبرت عن محمد بن حميد الرازي، عن سلمة، عن محمد ابن إسحاق قال: لما انتهت إلى عمر مصيبة أهل الجِسْر، وقدم عليه فَلُّهم، قدم عليه جرير بن عبد الله من اليمن في ركب من بجيلة، وعَرْفجة بن هَرْثمة، وكان عرفجة يومئذ سيد بجيلة، وكان حليفًا لهم من الأزد، فكلمهم وقال: قد علمتم ما كان من المصيبة في إخوانكم بالعراق، فسيروا إليهم، وأنا أخرج إليكم من كان منكم في قبائل العرب وأجمعهم إليكم، قالوا: نفعل يا أمير المؤمنين، فأخرج إليهم قيس كُبَّة، وسَحْمة، وعُرَيْنة، من بني عامر بن صعصعة، وهذه بطون من بجيلة، وأمَّر عليهم عرفجة بن هرثمة، فغضب من ذلك جرير بن عبد الله، فقال لبجيلة: كلموا أمير المؤمنين؛ فقالوا: استعملت علينا رجلًا ليس منا، فأرسل إلى عرفجة فقال: ما يقول هؤلاء؟ قال: صدقوا يا أمير المؤمنين، لست منهم؛ لكني من الأزد؛ كنا أصبنا في الجاهلية دمًا في قومنا فلحقنا ببجيلة، فبلغنا فيهم من السؤدد ما بلغك، فقال عمر: فاثبت على منزلتك؛ فدافعهم كما يدافعونك. فقال: لست فاعلًا ولا سائرًا معهم، فسار عرفجة إلى البصرة بعد أن نُزِلتَ، وأمَّر عمر جريرًا على بجيلة فسار بهم مكانه إلى العراق، وأقام جرير بالكوفة، ولما أتى عليّ الكوفة وسكنها، سار جرير عنها إلى قَرْقيِسْياء فمات بها، وقيل: مات بالسراة.

وروى عنه بنوه: عبيد الله، والمنذر، وإبراهيم، وروى عنه قيس بن أبي حازم، والشعبي وهمام بن الحارث، وأبو وائل، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، وغيرهم.

أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة السلمي، أخبرنا أحمد بن منيع، أخبرنا معاوية بن عمرو الأزدي، عن زائدة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: ما حجبني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك.(*)

ورواه زائدة أيضًا، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، مثله. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

وأرسله رسول الله إلى ذي الخَلَصَة، وهي بيت فيه صنم لخثعم ليهدمها فقال: إني لا أثبت على الخيل فصك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في صدره وقال: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا" أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1925، كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل جرير بن عبد اللّه رضي الله عنه (29) حديث رقم (135/ 2475)، وأحمد في المسند 4/ 216، 365، والطبراني في الكبير 2/ 399.، فخرج في مائة وخمسين راكبًا من قومه، فأحرقها، فدعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لخيل أحمس ورجالها.(*)

أخبرنا أبو الفضل الخطيب، أخبرنا أبو الخطاب بن البطر، إجازة إن لم يكن سماعًا، أخبرنا عبد الله بن عبيد الله المعلم، أخبرنا الحسين المحاملي، أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد، أخبرنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن بيان البجلي، عن قيس بن أبي حازم: أخبرنا جرير بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليلة البدر، فقال: "إِنّكَمْ تَرَونَ رَبَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ كَمَا تَرَونَ هَذَا، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ"(*) أخرجه أحمد في المسند 2/ 293، 534، والدارمي في السنن 2/ 326..

وتوفي جرير سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة أربع وخمسين، وكان يخضب بالصفرة.

أخرجه الثلاثة [[يعني: ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم]].

الشَّلِيلُ: بفتح الشين المعجمة، وبلامين بينهما ياء تحتها نقطتان، وحَزيمَةُ: بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي، ونذير بفتح النون، وكسر الذال المعجمة.
(< جـ1/ص 529>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال