تسجيل الدخول


جليبيب غير منسوب

((جُلَيْبِيب، غير منسوب، وهو تصغير جلَباب)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((جُلَيْبِيبٌ، بضم الجيم، على وزن قُنيْدِيل، وهو أنصاري)) أسد الغابة.
((أخبرنا: عَارِم بن الفَضل، قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، قال: حدّثنا ثابت، عن كِنَانَة بن نُعيم العَدَوِيّ، عن أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ: أن جُلَيْبِيبًا كَانَ امرءًا من الأنصار وكان يدخل على النساء ويتحدّث إليهن. قال أبو برزة: فقلت لامرأتي: اتقوا لا يدخل عليكنّ جُلَيْبِيب. قال وكان أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، إذا كان لِأَحَدِهِم أَيِّمٌ لم يُزوجها حتى يعلم أَلِرَسُول صَلَّى الله عليه وسلم فيها حاجةٌ أَمْ لا؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ذات يومٍ لرجلٍ من الأنصار: "يافلان، زوِّجني بنتك". قال: نعم. ونُعْمة عين قال: "إنِّي لست أريدها لنفسي". قال: فَلِمَنْ؟ قال: "لجُلَيْبِيب". قال: يا رسول الله حتى أستأمِر أُمَّها، فأتاها فقال: إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يخطب ابنتك. قالت: نعم، ونُعْمَة عين. زَوِّج رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: إنه ليس لنفسه يريدها، قالت: فَلِمَنْ؟ قال: لجُليبيب. قالت: حلقا! أَلِجُلَيْبِيب؟ أُبْنَة! لا، لَعَمْرُ الله لا أزوج جُلَيْبيبًا. فلما قام أبوها ليأتي النبي صَلَّى الله عليه وسلم، قالت الفتاة مِنْ خِدْرها لأبويها: مَنْ خطبني إليكما؟ قالا: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قالت: أَفَتَرُدّون على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أَمرَهُ؟! ادفعوني إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فإنه لن يُضَيِّعَنِي، فذهب أبوها إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: شأنك بها فزوجها جُلَيبيبًا. قال إسحاق بن عبد الله بن أَبِي طلحة لثابت: أتدري ما دَعَا لها بهِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: وما دَعَا لها به؟ قال: "اللهمّ صُبَّ عليها الخير صَبًّا صَبًّا، ولا تجعل عيشها كَدًّا كَدًّا". قال ثابت: فزوجها إياه، فبينما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في مغزى له فأفاءَ الله عليه، قال: "هل تفقدون مِن أَحَدٍ؟" قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا ونفقد فلانًا. ثم قال: "هل تفقدون أَحَدًا؟" قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا. ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟" قالوا: لا. قال: "لكني أفقد جُلَيْبِيبًا، فاطلبوه في القتلى"، فنظروا فوجدوه إلى جَنْب سبعة قد قَتَلَهم ثم قَتلوه فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هذا منّي وأنا منه. أقتلَ سبعة ثم قتلوه؟! هذا مني وأنا منه" فوضعه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على سَاعِدَيه ثم حفروا له، ما لَهُ سريرٌ إلا ساعِدَيْ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حتى وضعه في قبره(*). قال ثابت فما رأيت في الأنصار أَيِّمًا أنفق منها. قال ابن سعد: وقد سمعت من يذكر أن جُلَيْبِيبًا كان رجلًا من بني ثعلبة حليفًا في الأنصار، والمرأة التي زوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إيّاه من بَنِي الحارث بن الخَزْرَج.)) الطبقات الكبير. ((روى حديثه أبو بَرْزَة الأسْلميّ في إنكاح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إياه إلى رجلٍ من الأنصار، وكانت فيه دمامة وقِصَر، فكأنّ الأنصاريّ وامرأته كَرِهَا ذلك، فسَمِعَتْ ابنتهُما بما أراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منْ ذلك فتَلت‏: {‏وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]. وقالت: رضيت وسلّمْتُ لما يَرْضَى لي به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فدعا لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ‏"‏اللَّهُمَّ اصْبُبْ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَها كَدًّا‏"‏‏،(*) ثم قُتل عنها جُلَيْبيب، فلم تكُنْ في الأنصار أَيِّمٌ أَنفَق منها، وذلك أنه غَزا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعض غزواته، ففقده رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمر به يُطْلَب، فوجده قد قَتل سبعة من المشركين ثم قُتل، وهم حوله مصرعين فدعا له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال‏: ‏"هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ‏" (*)‏‏ أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1919، حديث رقم 131/ 2472، والبيهقي في السنن 4/ 21، وابن حبان في صحيحه، حديث رقم 2269. ودفنه ولم يصلّ عليه. ومن حديث أنس بن مالك قال: كان رجلٌ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقال له: جليبيب، وكان في وجهه دمامة، فعرض عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم التزويج فقال: إذن تجدني يا رسول الله كاسدًا، فقال: ‏"إِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ‏".‏‏(*))) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أخبرنا عبد الله أحمد الخطيب بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم العدوي، عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان في مغزى له، فلما فرغ من القتال، قال: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أُحُدٍ"؟ قالوا: نفقد والله فلانًا وفلانًا، قال: "لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا"، فوجدوه عند سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتي النبي صَلَّى الله عليه وسلم فأخبر فقال: "قَتَلَ سَبْعَةَ ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ" أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1918 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه (27) حديث رقم (131/ 2472)، وأحمد في المسند 4/ 421، 422، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2269. وذكره الهيثمي في الزوائد 9/ 370.، حتى قالها مرتين أو ثلاثًا، ثم قال بذراعيه فبسطهما، فوضع على ذراعي النبي صَلَّى الله عليه وسلم حتى حفر له، فما كان له سرير إلا ذراعي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى دفن، وما ذكر غسلًا،(*) ورواه ديلم بن غزوان، عن ثابت، عن أنس، وهو وهم.)) أسد الغابة.
((روى مسلم من حديث حماد عن ثابت عن كنانة بن نعيم، عن أبي بَرْزَة الأسلمي ـــ أن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم كان في مَغْزى له فأفاء الله، فقال: "هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟" قالوا: فقدنا فلانًا وفلانًا قال: "وَلَكِنِّي أَفْقِد جُلَيبيبًا". فذكر الحديث.(*) وأخرجه النَّسَائِيُّ، وله ذكر في حديث أنس في تزويجه بالأنصاريّة، وفيه قولُه صَلَّى الله عليه وسلم: "لَكِنَّكَ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ"(*) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2276. والطبراني في الكبير 5/ 316، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 371 ـــ 372. وهو عند البَرْقاني في مستخرجه في حديث أبي بَرْزة أيضًا. وقد أخرجه أَحْمَدُ مطوّلًا. وحديث أَنَسٍ أخرجه البَزَّارُ من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عنه مطوّلًا، وأخرجه أَحْمَدُ عن عبد الرزاق، وحكى ابْنُ عَبْدِ البَرِّ في ترجمته أنه نزل في قصته: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ...} [الأحزاب: 36] الآية. ولم أر ذلك في شيء من طُرقه الموصولة من حديث أنس ومن حديث أبي بَرْزَة.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((حدّثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني أحمد، قال: حدّثنا علي، قال: حدّثنا حجاج بن منهال، حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن كنانة بن نعيم، عن أبى برزة الأسلمي أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان في مَغْزَاة فأفاء الله عليه فقال لأصحابه‏: ‏"‏هَلْ تَفْقِدُونَ أحَدًا‏"‏.‏ قالوا: نعم فلانًا وفلانًا، ثم قال‏: ‏"‏هَلْ تَفْقِدُونَ أَحَدًا‏"‏‏، قالوا: نعم فلانًا وفلانًا، ثم قال: ‏"‏هَلْ تَفْقِدُونَ أَحَدًا‏"‏‏، قالوا: لا. قال: ‏"‏لَكِنّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ فِي المَعْرَكَةِ‏".‏ قال: فوجدوه إلى جَنْب سبعة قد قتلَهم ثم قُتِل، فقالوا: يا رسول الله، هو ذا قد قَتل سبعة، ثم قُتِل. فأتاهُ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فوقف عليه فقال: "قَتَلَ سَبْعَةَ ثُمَّ قُتِلَ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ" أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1919، حديث رقم (131/ 2472)، وأحمد في المسند 4/ 421، 422، 425، والبيهقي في السنن 4/ 21، وابن حبان في صحيحه، حديث رقم 2269، وذكره الهيثمي في الزوائد 9/ 370. ثلاث مرار. ثم احتمله النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على ساعِدَيْهِ، ما له سرير غير ساعِدَيْ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم حفروا له فوضعه في قَبْرِه‏.(*) قال حمّاد: ولم يذكر غُسْلًا. قال أبو عمر: هذا حديث صحيح في أَنَّ الشّهيد لا يُغسّل، وقد تقدَّم أنه لم يصلّ عليه‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال