تسجيل الدخول


جليبيب غير منسوب

1 من 1
جُلَيْبِيْب

أخبرنا: عَارِم بن الفَضل، قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، قال: حدّثنا ثابت، عن كِنَانَة ابن نُعيم العَدَوِيّ، عن أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ: أن جُلَيْبِيبًا كَانَ امرءًا من الأنصار وكان يدخل على النساء ويتحدّث إليهن. قال أبو برزة: فقلت لامرأتي: اتقوا لا يدخل عليكنّ جُلَيْبِيب. قال وكان أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، إذا كان لِأَحَدِهِم أَيِّمٌ لم يُزوجها حتى يعلم أَلِرَسُول صَلَّى الله عليه وسلم فيها حاجةٌ أَمْ لا؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ذات يومٍ لرجلٍ من الأنصار: "يافلان، زوِّجني بنتك". قال: نعم. ونُعْمة عين قال: "إنِّي لست أريدها لنفسي". قال: فَلِمَنْ؟ قال: "لجُلَيْبِيب". قال: يا رسول الله حتى أستأمِر أُمَّها، فأتاها فقال: إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يخطب ابنتك. قالت: نعم، ونُعْمَة عين. زَوِّج رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: إنه ليس لنفسه يريدها، قالت: فَلِمَنْ؟ قال: لجُليبيب. قالت: حلقا! أَلِجُلَيْبِيب؟ أُبْنَة! لا، لَعَمْرُ الله لا أزوج جُلَيْبيبًا.

فلما قام أبوها ليأتي النبي صَلَّى الله عليه وسلم، قالت الفتاة مِنْ خِدْرها لأبويها: مَنْ خطبني إليكما؟ قالا: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قالت: أَفَتَرُدّون على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أَمرَهُ؟!

ادفعوني إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فإنه لن يُضَيِّعَنِي، فذهب أبوها إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: شأنك بها فزوجها جُلَيبيبًا.

قال إسحاق بن عبد الله بن أَبِي طلحة لثابت: أتدري ما دَعَا لها بهِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: وما دَعَا لها به؟ قال: "اللهمّ صُبَّ عليها الخير صَبًّا صَبًّا، ولا تجعل عيشها كَدًّا كَدًّا". قال ثابت: فزوجها إياه، فبينما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في مغزى له فأفاءَ الله عليه، قال: "هل تفقدون مِن أَحَدٍ؟" قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا ونفقد فلانًا. ثم قال: "هل تفقدون أَحَدًا؟" قالوا: نفقد فلانًا ونفقد فلانًا. ثم قال: "هل تفقدون من أحد؟" قالوا: لا. قال: "لكني أفقد جُلَيْبِيبًا، فاطلبوه في القتلى"، فنظروا فوجدوه إلى جَنْب سبعة قد قَتَلَهم ثم قَتلوه فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هذا منّي وأنا منه. أقتلَ سبعة ثم قتلوه؟! هذا مني وأنا منه" فوضعه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على سَاعِدَيه ثم حفروا له، ما لَهُ سريرٌ إلا ساعِدَيْ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حتى وضعه في قبره(*).

قال ثابت فما رأيت في الأنصار أَيِّمًا أنفق منها. قال ابن سعد: وقد سمعت من يذكر أن جُلَيْبِيبًا كان رجلًا من بني ثعلبة حليفًا في الأنصار، والمرأة التي زوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إيّاه من بَنِي الحارث بن الخَزْرَج.
(< جـ5/ص 393>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال