1 من 3
جابر بن النّعمان. قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مُنَاوَلَةُ الْمِسْكِينِ".(*) هَكَذَا رأيته في فوائد أبي العباس أحمد بن علي الأبّّار، قال: حدّثنا علي بن هاشم، حدّثنا ابن أبي فديك، حدّثنا محمد بن عثمان، عن أبيه، عن جابر بن النّعمان بهذا.
هكذا وجدته في نسخةٍ صحيحةٍ من طريق السلفي، ولم أر مَنْ ذكره في الصّحابة، وهو شَرْطهم. وكنت جوَّزت أنه جابر بن النّعمان البَلَوي حليف الأنصار الماضي في القسم الأول، ثم وجدت الحديثَ عند الحسن بن سفيان والطّبرانيّ، وعند أبي نعيم في الحِلْية في ترجمة حارثة بن النّعمان الأنصاريّ، وسيأتي في ترجمته في القسم الأول.
(< جـ1/ص 641>)
2 من 3
الحارث بن النعمان. يأتي في حارثة بن النعمان
(< جـ1/ص 695>)
3 من 3
حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عُبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ.
ذكره مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وابْنُ سَعْدٍ فيمن شهد بَدْرًا، وقد ذكره ابن إسحاق إلا أنه سمى جدّه رافعًا. وقال ابْنُ سَعْدٍ: يكنى أبا عبد الله.
روى النَّسَائِيُّ من طريق الزهريّ عن عُرْوة عن عائشة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم: قال: "دَخَلْتُ الْجنة فَسَمِعْتُ قِرَاءَةً، فَقُلَتُ: مَن هَذَا؟ فَقِيلَ: حَارِثَةُ بْنُ النّعْمَانُ" أخرجه الحاكم في المستدرك 3/208 والهيثمي في الزوائد 9/316. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "كَذَلِكُمُ البِرُّ".(*)
وكان برًّا بأُمه، وهو عند أحمد من طريق معمر عن الزهري، عن عروة أو غيره؛ ولفظه: كان أَبَرَّ الناس بأمه.
إسناده صحيح.
وروى أَحْمَدُ والطَّبَرَانِيُّ من طريق الزهري: أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة عن حارثة بن النعمان، قال: مررتُ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ومعه جبرائيل جالس في المقاعد، فسلمت عليه، فلما رجعت قال: "هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي"؟ قلت: نعم، قال: "فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ".(*)
إسناده صحيح أيضًا.
وروى ابْنُ شَاهِينَ من طريق المسعودي عن الحكم عن القاسم أنّ حارثة أتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهو يناجي رجلًا، ولم يسلم، فقال جبرائيل: أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَلَّمُ لَرَدَدْنَا عَلَيْه، فَقَالَ لجِبْرَائِيلَ: "وَهَلْ تَعْرفُهُ!" فَقَالَ: نَعَمْ هَذَا مِنَ الثَّمَانِينَ الَّّذِينَ صَبَرُوا يَوْمَ حُنَينٍ، رِزْقُهُمْ وَرِزْقُ أَوْلَادِهِمْ عَلَى الجَنَّةَ.(*)
ورواه الحَارِثُ من وَجْهٍ آخر عن المَسْعُودِيِّ فقال: عن القاسم عن الحارث بن النعمان، كذا قال.
ورواه الطَّبَرَانِيُّ من طريق ابن أبي ليلى عن الحكم فقال: عن ابن عباس، فذكره نحوه.
وله حديث آخر عند أَحْمَدَ وغيره، ورواه البخاريّ في التّاريخ من طريق ثابت عن عبد الله بن رباح ـــ أنّ حارثة بن النعمان قال لعثمان: إنْ شئتَ قاتلنا دونَك.
وقال مِقسم بن سعد: أدرك خلافة معاوية ومات فيها بعد أن ذهب بَصَرُهُ.
وروى الطَّبَرَانِيُّ والحََسَنُ بْنُ سُفْيَانَ من طريق محمد بن أبي فُديك، عن محمد بن عثمان، عن أبيه. قال: كان حارثة بن النّعمانَ ـــ وفي رواية له: عن حارثة بن النعمان، وكان قد ذهب بَصَرُه فاتخذ خَيْطًا في مُصلاه إلى باب حجرته، فكان إذا جاء المسكين أَخذ من مِكتله شيئًا، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يُناوله، وكان أهله يقولون له: نحن نكفيك، فيقول: إني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مُنَاوَلَةُ المسْكين تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ".(*)
(< جـ1/ص 707>)