تسجيل الدخول


حسان بن ثابت الأنصاري

((حَسَّان بن ثَابِت بن المُنذر بن حَرَام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. واسمه تيم الله، ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مالك بن النجار)) أسد الغابة.
((يكنى: أبا الوليد، وهي الأشهر، وأبا المضرّب)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((يكنى أبا الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام؛ لمناضلته عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ولتقطيعه أعراض المشركين)) أسد الغابة.
((أمه الفُرَيْعَة بنت خالد بن حُبَيْش بن لَوْذان بن عبد وُدّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة. ويقال بل أم حسان ابن ثابت الفُرَيْعَة بنت حُبَيْش بن لوذان، أخت خالد بن حُبَيْش، وعَمْرو بن حُبَيْش.)) الطبقات الكبير. ((أمه الفُرَيْعة ــ بالفاء والعين المهملة مصغّرًا ــ بنت خالد بن حبيش بن لَوْذَان، خَزْرجية أيضًا. أدركت الإسلام فأسلمت وبايعت.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((وَلَدَ حسانُ بنُ ثابت: عبدَ الرحمن وأمه سِيرِين القبطية أخت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأمَّ فراس بنت حسان وأمها شعثاء بنت هلال بن عُويمر بن حارثة بن مالك بن ثعلبة، من خُزاعة. وكان عبد الرحمن بن حسان أيضا شاعرًا، وكان ابنه سعيد بن عبد الرحمن أيضا شاعرًا.)) الطبقات الكبير. ((عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين في الإسلام، وكذلك عاش أبوه ثابت، وجده المنذر، وأبو جده حَرَام؛ عاش كل واحد منهم مائة وعشرين سنة، ولا يعرف في العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد،وعاش كل منهم مائة وعشرين سنة غيرهم، قال سعيد بن عبد الرحمن: ذكر عند أبي عبد الرحمن عمر أبيه، وأجداده، فاستلقى على فراشه وضحك، فمات وهو ابن ثمان وأربعين سنة.)) أسد الغابة.
((أخبرنا عفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، قالا: حدّثنا حماد بن زيد، قال: حدّثنا يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار، قال: رأيت حسان بن ثابت وله ناصيةٌ قدْ سَدَلَها. قال عفان: بَيْنَ عَينَيه.))
((كان حسانُ بن ثابت قديمَ الإسلام)) الطبقات الكبير.
((كان حسان من أجبن الناس حتى إن النبي صَلَّى الله عليه وسلم جعله مع النساء في الآطام يوم الخندق: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن سحاق قال: حدثني يحيى بن عَبَاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع، حصن حسان بن ثابت؛ قالت: وكان حسان بن ثابت معنا فيه، مع النساء والصبيان، حيث خندق النبي صَلَّى الله عليه وسلم قالت صفية: فمر بنا رجل من يهود، فجعل يُطِيف بالحصن؛ قالت له صفية: إن هذا اليهودي يطيف بالحصن كما ترى، ولا آمنه أن يدل على عورتنا مَنْ ورائنا من يهود، وقد شغل عنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأصحابه، فانزل إليه فاقتله، قال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، لقد عرفْتِ ما أنا بصاحب هذا. قالت صفية: فلما قال ذلك أخذت عمودًا، ونزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسان، انزل فاسلبه، فقال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب.)) أسد الغابة. ((كان يقال له شاعر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.روينا عن عائشة رضي الله عنها أنها وصفَتْ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالت: كان والله كما قال فيه شاعرُه حسّان بن ثابت رضي الله عنه: [الطويل]

مَتَى يَبْدُ في الدَّاجِي البَهِيمِ جَبِينُهُ يَلُحْ مِثلَ مِصْبَاحِ الدُّجَى المُتَوَقِّدِ

فَمَنْ كَانَ أَوْ مَنْ قَدْ يَكُونُ كَأَحْمدٍ نِظَامٌ لِحَقّ
أَوْ
نَكَالُ لِمُلْحِدٍ
روينا عن حديثِ عَوْف الأعرابيّ وجرير بن حازم عن محمد بن سيرين، ومن حديث السُّدي عن البراء، ومن حديث سِمَاك بن حرب وأبي إسحاق، دخل حديثُ بعضهم في بعض: أنَّ الذين كانوا يَهْجُون رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من مشْركي قريش: عبد الله بن الزَّبَعْرَى، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب، وعمرو بن العاص، وضرار بن الخطّاب، فقال قائل لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: اهْجُ عنَّا القوم الذين يهجوننا. فقال: إنْ أذنَ لي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فعلْتُ. فقالوا: يا رسول الله، ائذنْ له. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "إِنَّ عليًا ليس عنده ما يُرَاد في ذلك منه"، أو: "ليس في ذلك هنالك"(*). ثم قال: ما يمنَعُ القومَ الذين نصروا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بسلاحهم أنْ ينصروه بألسنتهم؟ فقال حسّان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه وقال: والله ما يسرُّني به مِقْول بين بُصْرى وصَنْعاء. وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "كَيْفَ تَهْجُوهُمْ وَأَنا مِنْهُمْ؟ وَكَيْفَ تَهْجُو أَبَا سُفْيَانَ وَهْوَ ابنُ عَمِّي؟" فقال: والله لأسلَّنّك منهم كما تُسَلُّ الشّعرةُ من العَجِين. فقال له: "إيت أبا بكر، فإنه أعلمُ بأنساب القوم منك". فكان يَمضِي إلى أبي بكر ليقِفَ على أنسابهم، فكان يقول له: كفَّ عن فلانة وفلانة، واذكر فلانة وفلانة، فجعل حسَّان يهجوهم. فلما سمعَتْ قريش شِعْرَ حسان قالوا: إنّ هذا الشّعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة، أو: من شعر ابْن أبي قحافة.(*) فمن شعر حسّان في أبي سفيان بن الحارث: [الطويل]

وَإِنَّ سَنَامَ المَجْدِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ بَنُو بِنْتِ
مَخْزُومٍ
وَوَالِدُكَ العَبْدُ

وَمَنْ وَلَدَتْ أَبْنَاءَ زُهْرَةَ
مِنْهُمُ كِرَامٌ وَلَمْ يَقْرَبْ
عَجَائِزَكَ
المَجْدُ

وَلَسْتَ كَعَبَّاسٍ وَلَا كَابْنِ أُمِّهِ وَلَكِنْ
لَئِيمٌ
لَا
تُقَامُ
لَهُ
زَنْدُ

وَإِنَّ
امْرَأً
كَانَتْ سُمَيَّةُ أُمَّهُ وَسَمْرَاءُ ـــ مَغْمُورُ ـــ إِذَا بَلَغَ الْجَهْدُ

وَأَنْتَ هَجِينٌ نِيطَ في آلِ هَاشِمٍ كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ
فلما بلغ هذا الشّعر أبا سفيان قال: هذا كلامٌ لم يَغبْ عنه ابن أَبي قحافة. قال أبو عمر: يعني بقوله بنت مخزوم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم فيما ذكر أهْلُ النّسب، وهي أمُّ أبي طالب، وعبد الله، والزّبير، بني عبد المطّلب. وقوله: ومن ولدت أبناء زهرة منهم، يعني حمزة وصفية، أمهما هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة والعبّاس، وابن أمه شقيقه ضرار بن عبد المطّلب، أمُّهما نُتَيْلة امرأَةٌ من النمر بن قاسط، وسميّة أمّ أبي سفيان، وسمراء أمّ أَبيه. ومن قول حسّان أيضًا في أبي سفيان: [الوافر]

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ

هَجَوْتَ مُطَهَّرًا بَرًّا
حَنِيفًا أَمِينَ
اللَّهِ شِيمَتُهُ الوَفَاءُ

أَتَهْجُوهُ
وَلَسْتَ لَهُ بِكُفْءٍ فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِدَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

وهذا الشعر أوله: [الطويل]

عَفَتْ ذَاتُ الأَصَابِعِ فَالجِوَاءُ إِلَى عَذْرَاءَ مَنْزِلُهَا خَلَاءُ
قال مصعب الزّبيري: هذه القصيدة قال حسّان صَدْرَها في الجاهليّة وآخرَها في الإسلام. قال: وهجم حسَّان على فِتْيةٍ من قومه يشربون الخمر، فعيرَّهم في ذلك، فقالوا: يا أبا الوليد، ما أخَذْنَا هذه إلا منك، وإنا لنهمُّ بتركها ثم يثبِّطُنا عن ذلك قولك: [الوافر]

وَنَشْرَبُهَا فَتَتْرُكُنَا مُلُوكًا وَأُسْدًا مَا يُنَهْنِها اللِّقَاءُ
فقال: هذا شيء قلته في الجاهليّة، والله ما شربتُها منذ أسلمت. قال ابن سيرين: وانتدب لِهَجْوِ المشركين ثلاثة من الأنصار: حسّان بن ثابت، وكعب ابن مالك، وعبد الله بن رَوَاحة، فكان حسّان وكعب بن مالك يعارِضَانهم بمثْل قولهم في الوقائع والأيام والمآثر، ويذْكُرَان مَثَالِبَهم، وكان عبد الله بن رواحة يعيِّرُهم بالكفر وعبادةِ ما لا يسمَعُ ولا ينفع، فكان قولُه يومئذ أهونَ القول عليهم، وكان قولُ حسّان وكعب أشدَّ القول عليهم، فلما أسلمُوا وفَقهوا كان أشدَّ القول عليهم قول عبد الله بن رواحة. وروينا من وجوه كثيرة عن أبي هريرة وغيره أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يقولُ لحسَّان: "اهْجُهُمْ ـــ يعني المشركين ـــ وَرُوْحُ القُدسِ مَعَكَ".(*) وإنه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لحسّان: "اللَّهُمَّ أَيّدْهُ بِرُوحِ القُدُسِ لِمُنَاضَلَتِهِ عَنِ الْمُسْلِمِينَ"(*) أخرجه البخاري في الصحيح 1/123، 4/127، 8/45، ومسلم في الصحيح 4/1932، حديث رقم (151/2485)، (152/2485)، والنسائي في السنن 2/48، حديث رقم 716، وأحمد في المسند 5/222، والطبراني في الصغير 2/4، وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/100.. وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: "إِنَّ قَوْلَهُ فِيهِمْ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ النّبلِ".(*) ومرَّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بحسّان وهو يُنْشِد الشّعر في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال: أتنشد الشّعر؟ أو قال: مثل هذا الشّعر في مَسْجد رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فقال له حسان: قد كنْتُ أُنْشد وفيه مَنْ هو خير منك ـــ يعني النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـــ فسكت عمر. ورُوي عن عمر رضي الله عنه أنه نهى أن يُنْشِد النّاسُ شيئًا من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال: في ذلك شَتْم الحيّ والميت، وتجديد الضّغائن؛ وقد هدَم الله أَمْرَ الجاهليّة بما جاء من الإسلام. وروى ابن دُرَيد عن أبي حاتم عن أبي عُبيدة قال: فُضِّلَ حسّان على الشّعراء بثلاث: كان شاعرَ الأنصار في الجاهليّة، وشاعرَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في أيام النبوّة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام. قال أبو عُبيدة: واجتمعت العربُ على أنَّ أشعَرَ أهل المدر أهل يثرب، ثم عَبْد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدَر حسَّان بن ثابت. وقال أبو عبيدة: حسّان بن ثابت شاعر الأنصار في الجاهليّة، وشاعر أهْل اليمن في الإسلام، وهو شاعر أهل القرَى. وعن أبي عُبيدة وأبي عمرو بن العلاء أنهما قالا: حسّان بن ثابت أشعرُ أهل الحضر. وقال أحدهما: أهل المدَر. وقال الأصمعيّ: حسّان بن ثابت أحد فحول الشّعراء، فقال له أبو حاتم: تأتي له أشعار لينة. فقال الأصمعيّ: تُنْسَب إليه أشياء لا تصحُّ عنه. وروى ابنُ أخي الأصمعيّ عن عمّه قال: الشّعر نكِد يَقْوَى في الشّر ويَسْهُل، فإذا دخل في الخير ضعُف ولَان؛ هذا حسَّان فَحْلٌ من فحول الشّعراء في الجاهلية، فلما جاء الإسلام سقَط شِعْرُهُ. وقال مرّة أُخرى: شعر حسّان في الجاهليّة من أجودِ الشعر. وقيل لحسّان: لَان شِعْرُك أو هرم شِعْرُك في الإسلام يا أبا الحسام. فقال للقائل: يابْن أخي؛ إن الإسلام يحْجِز عن الكذب، أو يمنَعُ من الكذب، وإن الشّعر يزينه الكذب، يعني إنّ شأنَ التجويد في الشّعر الإفراط في الوصف والتزيين بغير الحق، وذلك كلُّه كذب. وقال الحطيئة: أَبلِغُوا الأنصارَ أن شاعرَهم أشعَرُ العرب حيث يقول: [الكامل]

يُغْشَوْنَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلَابُهُمْ لَا يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ الْمُقْبِلِ
وقال عبد الملك بن مروان: إنَّ أَمْدَحَ بيتٍ قالته العربُ بيت حسّان هذا. وقال قوم في حسّان: إنه كان مِمَّنْ خاض في الإفك على عائشة رضي الله عنها، وإنه جُلد في ذلك. وأنكر قومٌ أن يكون حسّان خاضَ في الإفْكِ أو جُلِد فيه، وروَوْا عن عائشة رضي الله عنها أنها برَّأَته من ذلك ذََكَر الزّبير بن بكّار، قال: حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن هشام بن سليمان، عن ابن جريج، عن محمد بن السّائب بن برَكة، عن أمّه، أنها كانت مع عائشة في الطّواف، ومعها أُمُّ حكيم بنت خالد بن العاص، وأمّ حكيم بنت عبد الله بن أبي ربيعة، فتذاكرتا حسّان بن ثابت فابتدَرْناه بالسّبّ، فقالت عائشة رضي الله عنها: ابنَ الفريعة تسبّان؟ إني لأرْجو أَنْ يُدخله الله الجنّة بذبِّه عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بلسانه، أليس القائل: [الوافر]

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ

فَإِنَّ أَبِي
وَوَالِدَتي وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
فبرأته من أن يكونَ افترى عليها روى مسلم بن خالد عن يوسف بن ماهك عن أمه نحو هذا الخبر وزاد فقالتا: أليس ممَّنْ لعنه الله في الدّنيا والآخرة بما قال فيك؟ فقالت: لم يقل شيئًا، ولكنه الذي يقول: [الطويل]

حَصَانٌ رَزَانٌ
مَا تُرَنُّ بِرِيبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الغَوَافِلِ

فَإِنْ كَانَ مَا قَدْ قِيلَ عَنِّي قُلْتُهُ فَلَا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي
وقال أكثر أهلِ الأخبار والسّير: إنّ حسَّانًا كان من أجْبَنِ النّاس، وذكروا من جُبْنه أشياء مُسْتَشْنَعة أوردوها عن الزّبير أنه حكاها عنه، كرهْتُ ذكرَها لنكارتها. ومَنْ ذَكَرها قال: إنَّ حسانًا لم يشهَدْ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم شيئًا من مشاهِده، لجُبْنه، وأنْكَر بعضُ أهلِ العلم بالخبر ذلك، وقالوا: لو كان حقًّا لهُجِيَ به. وقيل: إنما أصابه ذلك الْجُبْن منذ ضربه صَفْوان بن المُعطَّل بالسّيف. وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التّيميّ: إنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أعطى حسانًا عوضًا من ضَرْبَةِ صَفْوان الموضعَ الذي بالمدينة، وهو قَصْر بني جديلة، وأعطاه سيرين أَمَةً قِبْطية، فولدَتْ له عبد الرّحمن بن حسّان. وقال أبو عمر ـــ رضي الله عنه ـــ: أما إعطاءُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سيرين أخت مارية لحسان فمرويٌّ من وجوهٍ، وأكثرُها أنَّ ذلك ليس لضَرْبةِ صَفْوان، بل لذبه بلسانه عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في هجاء المشركين له، والله أعلم. ومن جيّد شعر حسّان ما ارتجله بين يَدي النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حين قدوم وَفْد بني تميم، إِذ أتَوْه بخطيبهم وشاعرهم، ونادَوْه من وراءِ الحجُرات أَن اخْرُج إلينا يا محمّد، فأنزل الله فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ...}‏ [[الحُجْرات‏: 4، 5]]‏ الآية. وكانت حجراته صلّى الله عليه وآله وسلّم تسعًا، كلُّها من شعر مغلقة من خشب العَرْعَر. فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إليهم، وخطب خطيبُهم مُفتخرًا، فلما سكت أمرَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثابت بن قيس بن شماس أنْ يخْطُبَ بمعنى ما خطب به خطيبُهم، فخطب ثابت بن قيس فأحسن، ثم قام شاعرهم، وهو الزّبرقان بن بدر فقال: [‏البسيط]

نَحْنُ
المُلُوكَ
فَلَا
حَيٌّ يُقَارِبُنَا فِينَا العَلَاءُ وَفِينَا تُنْصَبُ البَيْعُ

وَنَحْنُ نُطْعِمُهُمْ فِي القَحْطِ مَا أَكَلُوا مِنْ العَبِيطِ إِذَا لَمْ يُؤْنَسِ القَزَعُ

وَنَنْحَرُ
الكُومَ عُبْطًا فِي أَرُومَتِنَا للِنَّازِلِينَ إِذَا مَا أُنْزِلُوا
شَبِعُوا

تِلْكَ
المَكَارِمُ
حُزْنَاهَا
مُقَارَعَةً إِذَا الكِرَمُ عَلَى أَمْثَالِهَا اقْتَرَعُوا
ثم جلس. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لحسّان بن ثابت: "قم"، فقام وقال: [‏البسيط]

إِنَّ الذَّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ
وَإِخْوَاتَهُمْ قَدْ
بَيَّنُوا
سُنَّةً
لِلنَّاسِ
تُتَّبَعُ

يَرْضَى بِهَا كُلُّ مَنْ
كَانَتْ سَرِيرَتُهُ تَقْوَى الإِلَهِ وَبِالأَمْرِ
الَّذِي
شَرَعُوا

قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا ضَرُّوا
عَدُوَّهُمُ أَوْ حَاوَلُوا النَّفْعَ فِي أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوا

سَجِيَّةٌ تِلْكَ
مِنْهُمْ
غَيْرُ مُحْدَثَةٍ إِنَّ
الخَلَائِقَ فَاعْلَمْ شَرُّهَا
البِدَعُ

لَوْ كَانَ فِي النَّاسِ سَبَّاقُونَ بَعْدَهُمُ فَكُلُّ سَبْقٍ
لِادَْنَى
سَبْقِهِمْ
تَبَعُ

لَا يَرْقَعُ النَّاسُ مَا
أَوْهَتْ أَكُفُّهُمُ عِنْدَ الدِّفَاعِ
وَلَا يُوهُونَ مَا رَقَعُوا

وَلَا يَضِنُّونَ
عَنْ
جَارٍ
بِفَضْلِهِمُ وَلَا يَمَسُّهُمُ
فِي
مَطْمَعٍ
طَبَعُ

أَعِفُّةٌ
ذُكِرَتْ
لِلنَّاسِ
عِفَّتُهُمْ لَا
يَبْخَلُونَ
وَلَا
يُرْدِيهُمُ طَمَعُ

خُذْ مِنْهُمُ مَا أَتَوْا عَفْوًا إِذَا عَطَفُوا وَلَا
يَكُنْ هَمُّكَ الأَمْرَ الَّذِي مَنَعُوا

فَإِنَّ فِي حَرْبِهِمْ فَاتْرُكْ عَدَاوَتَهُمْ شَرًّا
يُخَاضُ إِلَيْهِ الصَّابُ وَالسَّلُعُ

أَكْرِمْ بِقَوْمٍ رَسُولُ
اللَّهِ
شِيْعَتُهُمْ إِذَا
تَفَرَّقَتِ
الأَهْوَاءُ
وَالشِّيَعُ
فقال التميميون عند ذلك؛ وربكم إنّ خطيبَ القوم أخطَبُ من خطيبنا، وإنَّ شاعرَهم أشعر من شاعرنا، وما أنتصفنا ولا قاربْنَا.(*))) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا مالك بن إسماعيل النهدي، قال: حدّثنا عُمر بن زياد، عن عبد الملك بن عمير، قال: جاء حسان بن ثابت إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: أُسْمِعُكَ يا رسول الله؟ قال: "قل حقا"، قال.

شَهِدْتُ بإذنِ الله أَنَّ محمدًا رَسُولُ الذي فوق السموات مِنْ عَلُ

فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "وأنا أشهَدُ".

وَأنَّ الذي عَادَى اليَهُود ابن مَرْيم نبيٌّ أتى من عِنْدِ ذي العرش مُرْسَلُ

فقال: "وأنا أشهد".

وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما لَهُ
عَمَلٌ
في
دينه
مُتَقَبَّلُ

فقال: "وأَنا أشهد".

وأن أخا الأحقاف إذ يَعْذِلُونَه يُجَاهِدُ في ذَاتِ الإله ويَعْدِلُ

فقال: "وأنا أشهد".

وأن التي بالجزع من بَطْنِ نَخْلَةٍ ومَنْ دَانَها فلّ عن [[الخير]] مَعْزِلُ
فقال: "وأنا أشهد"(*). أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدّثنا محمد بن الفُضَيل، عن مُجالد، عن الشَّعبي، قال: سمعتُ جابرَ بنَ عبد الله يقول: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "من يحمي أعراضَ المسلم"؟ فقال عبد الله بن رَواحة: أنا، وقال كعبُ ابن مالك: أنا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنك تُحسِن الشعر"، وقال حسان بن ثابت: أنا، قال فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اهجهُم فإن روحَ القدس سَيُعِينُك"(*). أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا ابن عون، عن محمد، أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "إذا نُصِر القومُ بسلاحِهم وأنفسهم فألسنتهم أحق"، فقام رجل فقال: يا رسولََ الله، أنا. فقال: "لستَ هُناك"، فجلس ثم قام آخر، فقال: يا رسول الله، أنا. قال ابن عون بيده، يعني اجلس، فقام حسان بن ثابت فقال: يا رسول الله، والله ما يَسُرّني به ـــ يعني لسانَه ـــ مِقْوَلٌ بين صنعاء وبُصرى ـــ أو قال: مكة شكّ ابنُ عَوْن ـــ وإنك والله ما سَببتَ قومًا قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه، فَمُرْ بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني، قال: فأمر به إلى أبي بكر(*). قال محمد: كان ثلاثة من الأنصار يُهاجُون عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، فأما حسان فكان يذكر عيوبَهم وأيامَهم. وأما عبد الله بن رواحة فكان يُعَيّرهم بالكفر وَتَرَدّدهمْ فيه. وأما كعب فكان يذكر الحرب فيقول: فعلنا ونفعل ونفعل ويهددهم. أخبرنا هَوْذَةُ بن خليفة، قال: حدثنا عوفُ، عن محمد، قال: هجا رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأصحابَه ثلاثةٌ من كفار قريش: أبو سفيان بن الحارث، وعمرو بن العاص، وابن الزِّبعْرَى. قال فقال قائل لعلي: اهجُ عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا، قال فقال عليّ: إن أذن لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فعلتُ، فقال الرجل: يا رسول الله ائذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا، فقال: "ليس هناك، أوليس عنده ذلك"(*). ثم قال للأنصار: "ما يمنع القوم الذين قد نَصَرُوا رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بألسنتهم"؟ فقال حسان بن ثابت: أنا لها يا رسول الله، وأخذ بطرف لسانه فقال: والله ما يسرُّني به مِقْول بين بصرى وصنعاء، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "وكيف تهجوهم وأنا منهم"؟ قال: إني أسُلّك منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين. قال: فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار ويجيبونهم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. قال: فكان حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر، ويعيرونهم بالمثالب، قال: وكان ابن رَوَاحَةَ يُعيّرهم بالكفر وينسبهم إلى الكفر ويعلم أنه ليس فيهم شيء شر من الكفر، قال: فكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب بن مالك، وأهون القول عليهم قول عبد الله بن رواحة، قال: فلما أسلموا وفَقِهوا الإسلام كان أشد القول عليهم قول عبد الله بن رواحة(*). أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي مِن باهلة، قال: حدّثنا حاتم بن أبي صَغِيرَة، عن سماك، رفع الحديث إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أو حدثناه عن السدّي، عن البراء بن عازب، عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أو حدثناه عنهما كليهما أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أتِي فقيل يا رسول الله، إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك، فقام ابن رواحة فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه فقال: "أنت الذي تقول: ثَبّت الله"؟ قال: نعم يا رسول الله، قلت:

فَثَبَّتَ الله ما آتاك من حَسَنٍ تثبيتَ موسَى ونصرًا كالذي نُصِروا
قال: "وأنت ففعل الله بك مثل ذلك"، قال ثم وثب كعب فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه فقال: "أنت الذي تقول: هَمّت"؟ قال: نعم يا رسول الله، قلت:

همت سَخِينَةُ أَنْ تغالَب ربها فليغلبنَّ
مغالب
الغُلاّبِ
قال: "أما إن الله لم ينس ذلك لك" قال ثم قام حسان الحسام فقال: يا رسول الله ائذن لي وأخرج لسانًا له أسودَ، فقال: يا رسول الله، لو شئت لفريت به المزاد ائذن لي فيه، فقال: "اذهب إلى أبي بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم، واهجهم، وجبريلُ معك"(*). أخبرنا أبو معاوية الضرير، قال: حدّثنا أبو إسحاق الشيباني، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لحسان بن ثابت: "اهجُ المشركين فإن جبريل معك"(*). أخبرنا عفان بن مسلم، وهشام أبو الوليد الطيالسي، ويحيى بن عباد، والفضل بن دُكين، قالوا: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عَدِيّ بن ثابت قال: سمعت البراء يقول: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول لحسان بن ثابت: "اهجهم وهاجِهم وجبريل معك"(*). أخبرنا هَوذةُ بن خليفة، قال: حدثنا عوف، عن محمد، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ليلة وهو في سَفَر: "أين حسان بن ثابت"؟ فقال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: "خُذ"، فجعل يُنشده ويصغي إليه وهو سائق راحلته حتى كاد رأس الراحلة يمَس المُورِك حتى فرغ من نشيده، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لهذا أشد عليهم من وقع النبل"(*). أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا ابن جُريج، قال: حدّثني محمد بن السائب بن بركة، عن أُمّهِ، أنها كانت تطوف مع عائشة ومعها عاتكةُ بنت خالد بن العاص، وأمُّ عبد الوهاب بن عبد الله بن أبي ربيعة، قالت: فذكرنا حسان بن ثابت، ذكرناه بسبه إياها، فقالت: ابنَ الفُريعَة تَسْبُبْنَ؟ قلنا: نعم، قال لك. فبرأته من ذلك وقالت: أليس الذي يقول:

هجَوْتَ محمدًا فأجبْتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاءُ

فإن أبي ووالِدَه وعِرْضي لِعْرِض محمد منكم وِقَاءُ
أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قََعْنَب الحارثي، قال: أخبرنا إياس السُّلَمِيّ عن ابن بُرَيدة أن جبريل أعان حسان بن ثابت على مِدْحتِه النبي صَلَّى الله عليه وسلم، بسبعين بيتا. أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي قال: حدثنا هشامُ عن ابن سيرين أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتلقي له الوسادة وتقول لا تقولوا له إلا خيرًا فإنه قد كان ينصر رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ويَردّ عنه. أخبرنا مَعْنُ بن عيسى، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، قال: وأخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس، قال: حدّثنا سليمان بن بلال، عن إسماعيل بن أمية، عن ابن شهاب قال: قال حسان بن ثابت لأبي هريرة: أنشدك الله هل سمعتَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "أَجِبْ عنّي، اللـّهم أيده بروح القدس"؟ قال: نعم(*). أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدّثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن الزهري، عن سعيد بن المُسيّب، عن أبي هريرة، قال: مَرّ عُمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ إليه ـــ نظر إليه ـــ فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك، فسكت، ثم التفت حسان إلى أبي هريرة فقال: أنشدك بالله، أسمعتَ رسول الله، صَلَّى لله عليه وسلم، يقول: "أجب عني، اللهُمّ أيده بروحِ القدس"؟ قال: نعم(*). أخبرنا عارم بن الفضل، قال: حدّثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتدعو له بالوسادة وتقول لا تُؤذوا حسانا فإنه كان ينصر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بلسانه وقال الله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة النور: 11]. وقد عَمِيَ، والله قادر أن يجعل ذلك العذابَ العظيمَ عَمَاهُ. أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه. وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وضع لحسان بن ثابت مِنبرًا في المسجد ينشد، ثم قال: "إن الله أيّد حسان بروح القدس ما نَفَحَ عن نبيه"(*))) الطبقات الكبير. ((أدْركَ النابغة الذّبياني، وأنشدهُ من شِعْره، وأنشد الأعشى، وكلاهما قال له: إنّك شاعر.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديثَ، روى عنه سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وآخرون.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا معاوية بن هشام، أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان قال أبي: وحدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن خُثَيم، عن عبد الرحمن بن مهران، عن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه، قال: لعن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم زوارات القبور.(*))) أسد الغابة.
((قال محمد بن عمر: مات حسان بن ثابت في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وهو ابن عشرين ومائة سنة.)) الطبقات الكبير. ((مات حسان قبل الأربعين في قول خليفة. وقيل سنة أربعين. وقيل خمسين: وقيل أربع وخمسين، وهو قول ابن هشام، حكاه عنه ابن البرقي، وزاد وهو ابن عشرين ومائة سنة أو نحوها. وذكر ابْنُ إسحاقَ أنّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم قدم المدينة ولحسان ستون سنة. قلت: فلعل هذا يكون على قَوْل مَنْ قال: إنه مات سنة أربعين بلغ مائة أو دونها، أو في سنة خمسين ومائة وعشرة، أو سنة أربع وخمسين مائة وأربع عشرة. والجمهور أنه عاش مائة وعشرين سنة، وقيل عاش مائة وأربع سنين، جزم به ابن أبي خيثمة عن المدائني وقال ابن سعد: عاش في الجاهلية ستين، وفي الإسلام ستين، ومات وهو ابن عشرين ومائة.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال