تسجيل الدخول


ذو النون

((ذو النّون: بنونين)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((طُلَيْحَة بن خُوَيْلِد بن نَوْفَل بن نَضْلَةَ بن الأَشْتَر بن حجوان بن فَقْعَس بن طَرِيف بن عَمْرو بن قُعَين بن الحارث بن ثَعْلَبة بن دُودَان بن أسد بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إِلْيَاس بن مُضَر)) الطبقات الكبير. ((طُلَيْحَة بن خُوَيْلد بن نَوْفَل بن نَضْلَةَ بن الأَشْتَر بن حَجْوان بن فَقْعَس بن طَريف بن عَمْرو بن قُعَين بن الحارث بن دُودَان بن أَسد بن خُزَيمة بن مدركة بن إِلياس بن مُضر، الأَسَدي الفَقْعَسِي.)) ((أَخرجه أَبو عمر وأَبو موسى.)) أسد الغابة.
((روى ابْنُ سَعْدٍ، من طرقٍ، عن ابن الكلبيّ وغيره ــــ أنّ وَفْدَ بني أسد قدموا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فيهم حضرمي بن عامر، وضِرَار بن الأزور، ووابِصَة بن معبد، وقتادة بن القائف، وسلمة بن حُبيش، وطليحة بن خويلد، ونُقادة بن عبد الله بن خلف، فقال حَضْرمي بن عامر: أتيناك نتدرّع الليلَ البهيم في سنة شَهْبَاء، ولم تبعث إلينا بعثًا، فنزلت: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا...} [الحجرات: 17] الآية. والسّياقُ لابن الكلبي. وفي رواية مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ لم يسمِّ منهم سوى طليحة، وزاد: فارتد طليحة وأخوه سلمة بعد ذلك، وادّعى طليحة النّبوّة، فلقيهم خالد بن الوليد ببِزاخة فأوقع بهم، وهرب طليحة إلى الشّام، ثم أحرم بالحج، فرآه عمر، فقال: إني لا أحبك بعد قَتْل الرّجلين الصّالحين: عكّاشة بن محصن، وثابت بن أقرم، وكانا طليقين لخالد، فلقيهم طليحة وسلمة فقتلاهما، فقال طليحة: هما رجلان أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما. وشهد القادسيّة ونَهاوَنْد مع المسلمين. وذكر له الوَاقِدِيُّ ووَثِِيمة وسيف مواقف عظيمة في الفتوح. وروى يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ في تاريخه مِنْ طريق الزّهري، قال: خرج أبو بكر غازيًا، ثم أمر خالدًا وندب معه الناسَ، وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتدّ، ثم يسير إلى اليمامة، فسار فقاتل طُليحة فهزمه الله تعالى، فذكر القصّة. قال سَيْفٌ، عن الفضل بن مبشر، عن جابر: لقد اتهمنا ثلاثة نفر، فما رأينا كما هجمنا عليه من أمانتهم وزُهْدهم: طليحة، وعمرو بن معد يكرب، وقيس بن المكشوح. روى الوَاقِدِيُّ، مِنْ طريق محمد بن إبراهيم التيميّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، مِنْ طريق عبد الملك بن عُمير نحو القصّة الأولى؛ وفيها: أنه قال لعمر: يا أمير المؤمنين، فمعاشرةٌ جميلة، فإن النّاس يتعاشرون مع البَغْضاء، قال: وأسلم طليحة إسلامًا صحيحًا ولم يغمص عليه في إسلامه بعد، وأنشد له في صحة إسلامه شعرًا.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال الواقدي: قدم وفد أَسد بن خزيمة على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وفيهم طليحة بن خويلد سنة تسع ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مع أَصحابه، فسلموا وقالوا: يا رسول الله، جئناك نَشْهد أَن لا إِله إِلا الله، وأَنك عبده ورسوله، ولم تَبْعَثْ إِلينا، ونحن لمن وراءَنا، فأَنزل الله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [[الحجرات/17]] الآية. فلما رجعوا تنبأَ طُلَيحة في حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأَرسل إِليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم ضِرَار بن الأَزور الأَسدي ليقاتله فيمن أَطاعه، ثم توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فعظُم أَمر طليحة، وأَطاعه الحليفان أَسَد وغَطَفَان، وكان يزعم أَنه يأْتيه جبريل عليه السلام بالوحي، فأَرسل إِليه أَبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد، فقاتله بنواحي سَمِيراء وبُزَاخَة، وكان خالد قد أَرسل ثابت بن أَقْرَم وعُكَّاشة بن مِحْصَن، فقتل طليحةُ أَحدَهما، وقتل أَخوه الآخر، وكان معه عيينة بن حصن، فلما كان وقت القتال أَتاهُ عُييْنَة بن حصن، فقال: هل أَتاك جبريل؟ فقال: لا، فأَعاد إِليه مرتين، كل ذلك يقول: لا، فقال عيينة: لقد تركك أَحْوَجَ ما كنت إِليه! فقال طليحة: قاتلوا عن أَحسابكم، فأَما دين فلا دين! ولما انهزم طليحة لحق بنواحي الشام، فأَقام عند بني جَفْنَةَ حتى توفي أَبو بكر، ثم خرج مُحْرِمًا في خلافة عمر بن الخطاب، فقال له عمر: أَنت قاتل الرجلين الصالحين، يعني ثابت بن أَقرم وعكاشة؟ فقال طليحة أَكرمهما الله بيدي، ولم يُهِنِّي بأَيديهما، وإِن الناس قد يتصالحون على الشنآن، وأَسلم طليحة إِسلامًا صحيحًا، وله في قتال الفرس في القادسية بلاءٌ حسن، وكتب عمر بن الخطاب إِلى النعمان بن مُقَرِّن رضي الله عنهما: أَن اسْتعِنْ في حربك بطُلَيحة وعَمْرو بن معديكرب، واستشرهما في الحرب، ولا تولِّهما من الأَمر شيئًا، فإِن كل صانع أَعلم بصناعته.)) أسد الغابة.
((كان طليحة يعد بألف فارس لشدته وشجاعته وبصره بالحرب. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني هشام بن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال: قدم نفر من بني أسد وافدين على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سنة تسع، وفيهم طُلَيْحة بن خُوَيْلدِ، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، جالس في المسجد مع أصحابه، فسلموا، وقال متكلمهم: يا رسول الله، إنا شهدنا أن الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله، وجئنا يا رسول الله ولم تبعث إلينا بعثًا ونحن لمن وراءنا سِلْم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَىَّ إسلَمَكُم بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَدَاكُم للإِيمانِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ} [[سورة الحجرات: 17]].(*) قالوا: فلما ارتدت العرب ارتد طُلَيْحَة وأخوه سلمة ببني أسد فيمن ارتد من أهل الضاحية، وادعى طُلَيْحة النبوة، فلقيهم خالد بن الوليد ببُزَاخَة، فأوقع بهم، وهرب طُلَيْحَة حتى قدم الشام، فأقام عند آل جفنة الغسانيين حتى توفي أبو بكر، ثم خرج محرمًا بالحج، فقدم مكة فلما رآه عمر قال: يا طليحة لا أحبك بعد قتل الرجلين الصالحين عُكَّاشة بن مِحْصَن وثابت بن أَقْرَم ـ وكانا طليعتين لخالد بن الوليد فلقيهما طليحة وسلمة ابنا خويلد فقتلاهما ـ فقال طليحة: يا أمير المؤمنين، رجلين أكرمهما الله بيدي ولم يُهِنِّي بأيديهما، وما كل البيوت بنيت على المحبة، ولكن صفحة جميلة فإن الناس يتصافحون على الشنآن.)) الطبقات الكبير. ((ارتدّ بعد النّبي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وادّعى النبوة، وكان فارسًا مشهورًا بَطَلًا، واجتمع عليه قومُه، فخرج إليهم خالد بن الوليد في أصحاب النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، فانهزمَ طليحةُ وأصحابه، وقُتل أكثرهم، وكان طليحة قد قتل هو وأخوه عكاشة بن محصن الأسديّ وثابت بن أقرم، ثم لحق بالشّام، فكان عند بني جفنة حتى قدم مُسلمًا مع الحاجّ المدينة، فلم يعرض له أبو بكر، ثم قدم زمن عمر بن الخطَّاب، فقال له عمر: أنتَ قاتلُ الرّجلين الصّالحين ـــ يعني ثابت بن أَقرم، وعكاشة بن محصن؛ فقال: لم يهني الله بأيديهما وأكرمهما بيدي. فقال: والله لا أُحبك أبدًا. قال: فمعاشرة جميلة يا أمير المؤمنين.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((كان من أَشجع العرب)) أسد الغابة.
((يقال: إنه استشهد بنهاوند سنة إحدى وعشرين. قلت: ووقع في "الأُمِّ" للشّافعي في باب قَتْل المرتد قُبيل باب الجنائز أنَّ عمر قتل طُلحية وعُيَينة بن بَدْر، وراجعت في ذلك القاضي جلال الدين البلقيني فاستغربه جدًّا، ولعله قبل بالباء الموحّدة، أي قبل منهما الإسلام. فالله أعلم.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال