تسجيل الدخول


ذو النون

ذو النّون، واسمه طُلَيْحَة بن خُوَيْلِد بن نَوْفَل الأَسَدي الفَقْعَسِي، قدم وَفْدَ بني أسد سنة تسع على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فيهم حضرمي بن عامر، وضِرَار بن الأزور، ووابِصَة بن معبد، وقتادة بن القائف، وسلمة بن حُبيش، وطليحة بن خويلد، ونُقادة بن عبد الله بن خلف، ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جالس في المسجد مع أصحابه، فسلموا، فقال حَضْرمي بن عامر: يا رسول الله، إنا شهدنا أن الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله، وجئنا يا رسول الله ولم تبعث إلينا بعثًا ونحن لمن وراءنا سِلْم، فأنزل الله تبارك وتعالى: }يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَىَّ إسلَمَكُم بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيكُم أَن هَدَاكُم للإِيمانِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ{[الحجرات: 17] الآية، وارتد طُلَيْحَة وأخوه سلمة ببني أسد فيمن ارتد من أهل الضاحية، وادّعى طليحة النّبوّة في حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأَرسل إِليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم ضِرَار بن الأَزور الأَسدي ليقاتله فيمن أَطاعه، ثم توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فعظُم أَمر طليحة، وأَطاعه الحليفان أَسَد وغَطَفَان، وكان يزعم أَنه يأْتيه جبريل عليه السلام بالوحي،فخرج أبو بكر غازيًا، ثم أمر خالدًا وندب معه الناسَ، وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتدّ، ثم يسير إلى اليمامة، فسار، فقاتله بنواحي سَمِيراء وبُزَاخَة، وقُتل أكثر المرتدين، وكان خالد قد أَرسل ثابت بن أَقْرَم وعُكَّاشة بن مِحْصَن طليعتين له، فقتل طليحةُ أَحدَهما، وقتل أَخوه الآخر، وكان معه عيينة بن حصن، فلما كان وقت القتال أَتاهُ عُييْنَة بن حصن، فقال: هل أَتاك جبريل؟ فقال: لا، فأَعاد إِليه مرتين، كل ذلك يقول: لا، فقال عيينة: لقد تركك أَحْوَجَ ما كنت إِليه! فقال طليحة: قاتلوا عن أَحسابكم، فأَما دين فلا دين! ولما انهزم طليحة لحق بنواحي الشام، فكان عند بني جفنة حتى قدم مُسلمًا مع الحاجّ المدينة، فلم يعرض له أبو بكر، فأَقام عند بني جَفْنَةَ حتى توفي أَبو بكر، ثم خرج مُحْرِمًا في خلافة عمر بن الخطاب، فرآه عمر، فقال: إني لا أحبك بعد قَتْل الرّجلين الصّالحين: عكّاشة بن محصن، وثابت بن أقرم، وكانا طليقين لخالد، فلقيهم طليحة وسلمة فقتلاهما، فقال طليحة: هما رجلان أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما، يا أمير المؤمنين، ما كل البيوت بنيت على المحبة، ولكن صفحة جميلة فإن الناس يتصافحون على الشنآن. قال الواقدي: أسلم طليحة إسلامًا صحيحًا ولم يغمص عليه في إسلامه بعد، وأنشد له في صحة إسلامه شعرًا. له في قتال الفرس في القادسية بلاءٌ حسن شهد نَهاوَنْد مع المسلمين. وذكر له الوَاقِدِيُّ ووَثِيمة وسيف مواقف عظيمة في الفتوح. قال جابر: لقد اتهمنا ثلاثة نفر، فما رأينا كما هجمنا عليه من أمانتهم وزُهْدهم: طليحة، وعمرو بن معد يكرب، وقيس بن المكشوح. وكتب عمر بن الخطاب إِلى النعمان بن مُقَرِّن ــ رضي الله عنهما: أَن اسْتعِنْ في حربك بطُلَيحة وعَمْرو بن معديكرب، واستشرهما في الحرب، ولا تولِّهما من الأَمر شيئًا، فإِن كل صانع أَعلم بصناعته. كان طليحة فارسًا مشهورًا بَطَلًا، يعد بألف فارس لشدته وشجاعته وبصره بالحرب. كان من أَشجع العرب. يقال: إنه استشهد بنهاوند سنة إحدى وعشرين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال