تسجيل الدخول


رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن...

يُكْنَى: أبا عبد الله، وقيل: أبو خديج، صحبَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وعُرض على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم بَدْر فاستصغره، وأجازه يوم أحد، فخرج بها وشهد ما بعدها، وكان عريف قومه بالمدينة. وروي عن رافع بن خديج، قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "أَسْفِرُوا بِالفَجْرِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأْجْرِ" ، وعن مجاهد، عن رافع بن خديج، قال: نهانا رسول الله عن أمر كان لنا نافعًا، إذا كانت لأحدنا أرض أن يعطيها ببعض خراجها أو بدراهم، وقال:"إِذَا كَانَتْ لِأحَدِكُمْ أَرْضٌ فَلْيَمْنَحْهَا أَخَاهُ أَوْ لِيَزْرَعْهَا". وعن محمد بن عَمرو بن عطاء، قال: لما توفي رافع بن خديج انصرفنا إليه من الصبح وقد وُضِعَ بالبقيع، فأراد ابن عُتبةَ أن يُصلي عليه، فقام عبد الله بن عُمر فَصَرَخَ بأعلى صوته: ألاَ لا تُصَلّوا على جنائزكم حتى تَطلع الشمسُ، فجلسَ الأميرُ وجلس الناس، قال: وجَلَسْتُ قريبا من نعشه؛ وإذا تحته قطيفةٌ حمراء من أرجوان، وإذا إلى جنبي رَجلٌ من قومه، فقال: أما والله إن كان لعزيزًا عليه أن يُقاربَ هذه الحُمرَةَ حَيًّا وميّتًا، قال قلتُ: وما ذاك؟ قال: حَدّثنا أنه كان مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في بعض أَسفَاره فنزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذاتَ غَدَاةٍ، وعلقنا لِأباعِرِنا في الشَّجَر وعليها الرحال، وقد كانت لنا أكسية كُنّ النساء يجعلن فيها خيوطًا من العِهْن الأحمر يجملونهن بها فقد ألقيناها، وكذلك كنا نفعل فنلقيها بين يديه، فيأكل ونأكل معه، إن كان الرجل ليأتي بالقُرص، ويأتي الآخر بالحفنة من التمر، حتى إن كان الرجل ليأتي بِجِروِ القِثاء فيضعه، فجلسنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فهو يأكل ونأكل معه إذ رفَع رأسَه فرأى تلك الخيوطَ الحُمْرَ في الأكسية وهي على الرِّحال فقال: "ألا أرى الحمرة قد عَلتكم انزعوها فلا أرينّها"، قال: فتواثبنا إلى أباعِرنا وثبةَ رجل واحد حتى أَنفَرنا ببعضها فاسْتَنْزَلْنَا تلك الأكسية قال فَنقَّينا منها تلك الخيوط التي فيها فألقيناها ثم رددناها على الرحال كما كانت ثم رجعنا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فتعشينا معه. وقيل: لما مات رافعُ بن خديج قيل لابن عُمر: أخّروه ليلتَه إلى من الغد ليؤذنوا أهلَ القريات الذين حول المدينة، قال: نِعمَ ما رأيتم. وعن ابن عُمر وكان قد قيل له: مات رافع بن خديج فقال: إذا أخرجتموه فأذِنوني. قال: فما لبثنا إلا قليلا حتى أخرَجوه فقام، وقمتُ معه فجعل إِمَاءٌ ومُحرَّراتٌ يَندُبنَه فرفع صوته فقال: لا تَندُبنه، فإن الميتَ يُعذّب ببكاء أهله عليه؛ نادى بذلك مرتين أو ثلاثا. وعن بشير بن يسار، قال: مات رافع بن خديج في أول سنة أربع وسبعين وهو ابن ست وثمانين سنة، وحضر ابنُ عُمر جَنَازَتَه، وعن يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج، قال: حَدثتني جَدّتي أن رافعًا رُمي يوم أُحد ــ أو يوم حُنَين، شَكّ عَمرو ــ في ثَندوته بسهم، وعن حفص بن عُمر، قال: فأتى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، انزَعِ السهمَ، فقال: "يا رافعُ إن شئتَ نزعتُ السهمَ والقُطْبَةَ جميعا، وإن شئتَ نزعتُ السهمَ وتركتُ القطبة وشهدتُ لك يوم القيامة أنك شَهيدٌ"، قال: لا، بل انزعِ السهمَ يا رسولَ الله ودَعِ القُطْبَةَ واشهد لي يومَ القيامة أني شهيدٌ، قال، فَنَزعَ السهمَ وتَرك القُطبَةَ، وروى محمد بن عُمر عن رجالِه، قال: أصابَ رافعَ بنَ خديج سهمٌ يومَ أُحدٍ في تَرْقُوَتِه إلى عَلاَبِيهِ فتركه لقول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكانَ دهرًا لا يحس منه شيئًا، فإذا ضحِك فاستَغربَ بدا، فعاش حياةَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعُمر، وعثمان، حتى إذا كان في خلافة معاوية انتقَضَ به ذلك الجرح فمات منه بعد العصر فأُتِي ابنُ عمر فقيل له: يا أبا عبد الرحمن، مات رافع، فترَحّم عليه، وقال: إنّ مثلَ رافِعٍ لا يُخرَجُ حتى يُؤذن مَنْ حولنا مِنَ القُرى، فلما أصبحوا خرجوا بجنازته، حتى إذا صُلّي عليه. وعَن يوسف بن مَاهَك، قال: رأيتُ ابنَ عُمر آخِذًا بعمُودَي جنازة رافع بن خديج فحمله على منكبيه يمشي بين يدي السرير حتى انتهى إلى القبر.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال