1 من 1
روى اللّيث بن سعد قال: بلغني أن زيْدَ بن حارثة اكْتَرَى من رجلٍ بَغْلًا من الطّائف اشترط عليه الكري أن يُنْزِله حيث شاء، قال: فمال به إلى خربة، فقال له: انزل؛ فنزل، فإذا في الخربة قَتْلَى كثيرة، فلما أراد أن يقتُله قال له: دَعْني أصلّي ركعتين، قال: صلّ؛ فقد صلَّى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتُهم شيئًا، قال: فلما صلّيتُ أَتاني؛ ليقتلَني، قال: فقلت: يا أَرحمَ الرّاحمين، قال: فسمع صوتًا: لا تقتُله، قال: فهاب ذلك، فخرج يطلب فلم يرَ شيئًا، فرجع إليّ، فناديت: يا أَرحمَ الرّاحمين، ففعل ذلك ثلاثًا، فإِذا أنا بفارسٍ على فرسٍ في يده حَرْبةُ حديد، في رأسها شُعْلة من نار، فطعنه بها، فأنفذه من ظهره، فوقع ميتًا، ثم قال لي: لما دعَوْتَ المرّةَ الأولى: "يا أرحم الراحمين" كنتُ في السّماء السّابعة؛ فلما دعوْت في المرة الثّانية: "يا أَرحم الراحمين" كنتُ في السّماء الدّنيا، فلما دعوْت في المرة الثالثة: "يا أَرحم الراحمين" أَتيتُك.