تسجيل الدخول


زيد بن حارثة

1 من 1
زيدٍ الْحِبِّ

زيدٌ الحِبّ بن حارثة بن شَرَاحيل بن عبد العُزّى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان ابن عامر بن عبد وُدّ - وسمّاهُ أبوه بُضْمة: بن عوف بن كنانة بن عوف بن عُذْرة بن زيد اللاّت بن رُفيدة بن ثور بن كلب بن وبَرَة بن تَغْلِب بن حُلْوان بن عِمْران بن الحاف بن قضاعة، واسمه عمرو وإنّما سُمّيَ قُضاعَة لأنّه انقضع عن قومه، ابن مالك بن عمرو بن مرّة بن مالك بن حِمْيَر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قَحطان، وإلى قحطان جماع اليمن.

وأُمّ زَيد بن حارثة سُعْدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلتَ بن سِلسِلَة من بَني مَعْن من طَيِّئ، فزارت سُعدى أمّ زيد بن حارثة قومَها وزيد معها، فأغارت خيلٌ لبني القَيْن بن جَسْر في الجاهليّة فمرّوا على أبيات بني مَعْن رَهْط أمّ زيد، فاحتملوا زيدًا إذ هو يومئذ غلام يَفَعَة قد أوْصَفَ، فَوافوا به سوق عُكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حَكيم بن حِزام بن خُوَيلد بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصيّ لعمّته خَديجة بنت خُويلد بأربعمائة درهم، فلمّا تزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهبته له فقبضه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقد كان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال: ‏

بَكَيْـتُ علـى زَيـْدٍ ولم
أدْرِ ما فَعَلْ أحَيٌّ فيُرْجَى أمْ أتـى دونـَه الأجلْ

فوالله ما أدري وَإنْ كنتُ
سـائِلًا أغالك سهل الأرض أم غالك الجبلْ

فياليتَ شعري هل لك الدهرَ رَجعةٌ فحَسْبي من الدنـيا رُجوعك
لي بجلْ

تُذكّـرُنـيه
الشمسُ عنـد
طلوعِها َتَعْرِضُ
ذكـراهُ إذا
قارَبَ
الطّـفَلْ

وإنْ هَبّت الأرْوَاحُ هيّجْنَ
ذكـرَه فيا طولَ ما حـزْني عليـه وياوَجَلْ!

سَأُعْمِل نصّ العيس في الأرض جاهدًا ولا
أسْأم
التطوافَ
أو تسأمَ الإبلْ

حَياتيَ
أوْ تأتـي
عَلَــيّ
مَنِيّتي وكـلّ امْرئٍ
فـانٍ
وَإن
غرّه الأملْ

وأُوصي بـــه قيسـًا وعَمــــرًا كِليْهِـما وأُوصي
يزيـدًا ثمّ من بعدهم
جبلْ

يعني جبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زيد، ويعني يزيد أخا زيد لأمّه، وهو يزيد ابن كَعب بن شَراحيل، قال فَحَجّ ناسٌ من كلْب فرأوا زَيدًا فعرفهم وعرفوه فقال: بلّغوا أهلي هذه الأبيات فإنّي أعلم أنهم قد جزعوا عليّ، وقال: ‏‏

ألِكْني إلى قَوْمي
وإن كنتُ نائيًا بأنّي قطيـنُ البيْـت عند المشاعرِ

فَكُفّوا من الوَجد الّذي قد شجاكـمُ ولا تُعْمِلُوا في الأرض نَصّ الأَبـاعر

فإنّـي بحمد
الله في
خَيْر أسْرَةٍ كِرامِ
مَعَـدٍّ كـابرًا
بعْـدَ
كـابر

قال فانطلق الكلبيّون وأعلموا أباه فقال: ابْني وربّ الكعبة! ووصفوا له موضعه وعند مَن هو فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفِدائه، وقَدِما مكّة فسألا عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقيل هو في المسجد، فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبد الله، يا ابن عبد المطّلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيّد قومه، أنتم أهلُ الحَرَم وجيرانُه وعند بيته تَفُكّون العانيَ وتُطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك، فامنُنْ علينا وأحْسِن إلينا في فدائه فإنّا سنرفع لك في الفداء. قال: "مَن هو؟" قالوا: زيد بن حارثة، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فهلاّ غير ذلك؟" قالوا: ما هو؟ قال:"دَعُوه فخيّروه فإن اختاركم فهو لكما بغير فداءٍ، وإن اختارني فو الله ما أنا بالّذي أختار على مَن اختارني أحدًا"، قالا: قد زدتنا على النَّصَفِ وأحسنتَ، قال فدعاه فقال: "هل تعرف هؤلاء؟" قال: نعم. قال: "مَن هما؟" قال: هذا أبي وهذا عَمّي قال: "فأنا مَنْ قد علمتَ ورأيتَ صُحْبَتي لك فاخْترْني أو اخترهما"، فقال زيد: ما أنا بالّذي أختار عليك أحدًا، أنت منّي بمكان الأب والأم، فقالا: ويْحك يا زيد أتَخْتَار العبوديّة على الحرّيّّة وعلى أبيك وعمّك وأهل بيتك؟ قال: نعم، إني قد رأيتُ من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالّذي أخْتار عليه أحدًا أبدًا. فلمّا رأى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ذلك أخرَجه إلى الحِجْر فقال: "يا من حَضَرَ، اشهدوا أنّ زَيْدًا ابني أرثُهُ ويرثني"، فلمّا رأى ذلك أبوه وعمّه طابت أنفسهما وانصرفا.

فدُعيَ زيد: ابنُ محمّد حتّى جاء الله بالإسلام.(*)

هذا كلّه حدّثنا به هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن جميل بن مَرْثَد الطائي وغيرهما، وقد ذكر بعض هذا الحديث عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عبّاس وقال في إسناده عن ابن عبّاس: فزوّجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، زينب بنت جَحش ابن رِيَاب الأسديّة، وأمّها أمَيمة بنت عبد المطّلب بن هاشم، فطلّقها زيدٌ بعد ذلك فتزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فتكلّم المنافقون في ذلك وطعنوا فيه، وقالوا: محمّد يُحَرّمُ نساء الولد وقد تزوّج امرأة ابنه زيّد، فأنزل الله جَلّ جلاله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40]، إلى آخر الآية، وقال: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5]، فدُعي يومئذ زيد بن حارثة ودعي الأدعياء إلى آبائهم، فدعي المقداد إلى عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد ابن الأسود، وكان الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ قد تبنّاه.

قال: أخبرنا حجّاج بن محمّد قال: أخبرنا ابن جُريج قال: أخبرني موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنّه حدّثه عن عبد الله بن عمر أنّه قال في زيد بن حارثة: ما كنّا ندعوه إلا زيد بن محمّد حتى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}[الأحزاب: 5].

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وُهيب بن خالد قال: وأخبرني المعلّى بن أسد عن عبد العزيز بن المختار قالا جميعًا: أخبرنا موسى بن عقبة قال: حدّثني سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن زيد بن حارثة الكلبيّ مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أنّ عبد الله بن عمر قال: ما كنّا ندعوه إلا زيد بن محمّد حتى نزل القرآن: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}.

قال: أخبرنا أبو داود عن سفيان عن نُسَيْر عن عليّ بن حسين: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب:40]، قال: نزلت في زيد.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال، أخبرنا حمّاد بن زيد عن ثابت قال: كان يقال زيد ابن محمّد.

قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هُبَيرَة وهانئ بن هانئ عن عليّ وعن أبي إسحاق عن البَراء بن عَازب أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال لزيد بن حارثة في حديث ابنة حمزة: "أنْتَ أخونا ومولانا". (*)

قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السّكّريّ الرّقيّ قال: أخبرنا محمّد بن سَلَمَة عن محمّد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيْط عن محمّد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لزيد بن حارثة: "يا زيد أنتَ مولايَ ومني وإليّ وأحَبّ القَوْم إليّ". (*)

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن الحسن بن أُسامة بن زيد عن أبيه قال: كان بين رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وبين زيد بن حارثة عشر سنين، رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أكبر منه، وكان زيد رجلًا قصيرًا آدَمَ شديدَ الأدمة، في أنفه فَطَسٌ، وكان يكنى أبا أُسامة.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني بن مَوْهَب عن نافع بن جُبير قال: وحدّثني محمّد ابن الحسن بن أُسامة عن الحسن المازني عن يزيد عن عبد الله بن قُسيط عن محمّد بن أُسامة بن زيد قال: وحدّثني ربيعة بن عثمان عن عمران بن أبي أنس قال: وحدّثنا مصعب بن ثابت عن أبي الأسود عن سليمان بن يَسَار قال: وحدّثنا بن أبي ذئب عن الزّهريّ قالوا: أوّلُ مَن أسلَم زيد بن حارثة.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن صالح عن عمران بن مَنّاح قال: لما هاجر زَيد بن حارثة إلى المدينة نزل على كُلثوم بن الهِدْم، قال محمّد بن صالح، وأما عاصم بن عمر بن قَتادة فقال نزل على سعد بن خَيْثَمَة.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: وأخبرنا عبد الله ابن جعفر عن ابن أبي عون وسعد بن إبراهيم، قال: وحدّثنا محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر قالوا: آخَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين زَيد بن حارثة وحمزة بن عبد المطّلب، وآخَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين زيد بن حارثة وأُسيد بن حُضَير.

قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السّائب الكلبيّ عن أبيه وعن شَرْقيّ بن قطاميٍّ وغيرهما قالوا: أقبلت أمّ كلثوم بنت عُقْبة بن أبي مُعَيْط، وأمّها أرْوَى بنت كُرَيز بن ربيعة ابن حبيب بن عبد شمس، وأمّها أمّ حَكيم وهي البيضاء بنت عبد المطّلب بن هاشم، مهاجرةً إلى النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، بالمدينة فخطبها الزّبير بن العوّام وزيد بن حارثة وعبدُ الرّحمن بن عوف وعمرو بن العاص، فاستشارتْ أخاها لأمّها عثمان بن عفّان فأشار عليها أن تأتي النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فأتته فأشار عليها بزيد بن حارثة فتزوّجته فولدت له زيد بن زيد ورُقَيّةَ، فهلك زيد وهو صغير، وماتت رُقيّة في حجر عثمان، وطَلّق زيدُ بن حارثة أمّ كلثوم وتزوّج دُرّة بنت أبي لهب ثمّ طلّقها وتزوّج هند بنت العوّام أخت الزّبيرَ بن العوام، ثمّ زوّجه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمّ أيْمَنَ حاضنة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومولاته وجعل له الجنّة، فولدت له أسامة فكان يُكنى به. وشهد زيد بدرًا وأُحُدًا واستخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على المدينة حين خرج النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، إلى المريسيع، وشَهِدَ الخَندقَ والحديبية وخيبر، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن أسامة عن أبي الحُوَيْرث قال: خرج زيد بن حارثة أميرَ سبع سرايا أوّلها القَرَدَةُ، فاعترض للعير فأصابوها وأفلت أبو سفيان بن حرب وأعيان القوم، وأُسر فُرات بن حَيّان العِجْلي يومئذ، وقدم بالعِير على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فَخَمّسَها.

قال: أخبرنا الضّحّاك بن مَخْلَد أبو عاصم قال: أخبرنا يزيد بن أبي عُبيد عن سَلَمَة ابن الأكْوَع قال: غَزَوْتُ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات يُؤمّرُهُ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، علينا.(*)

قال: أخبرنا محمّد بن عُبيد قال: حدّثني وائل بن داود قال: سَمعتُ البَهيّ يحدّث أن عائشة قالت: ما بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، زيدَ بن حارثة في جيش قطّ إلا أمّرَهُ عليهم ولو بقي بعده استخلفه.(*)

قال، قال محمّد بن عمر: أوّل سريّة خرج فيها زيدٌ سريّته إلى القَرَدَة، ثمّ سريّته إلى الجَموم، ثمّ سريّته إلى العِيص، ثمّ سريّته إلى الطَّرَف، ثمّ سَريّته إلى حِسْمي، ثمّ سريّته إلى أُمّ قِرْفَة، ثمّ عقد له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على النّاس في غزوة مُؤتَةَ وقَدَّمَهُ على الأمراء، فلمّا التقى المسلمون والمشركون كان الأمراء يقاتلون على أرجلهم فأخذ زيد ابن حارثة اللّواء فقاتل وقاتل الناسُ معه، والمسلمون على صفوفهم، فقُتل زيد طعنًا بالرماح شهيدًا فصلّى عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال: "استغفروا له وقد دخل الجنّة وهو يسعى"(*). وكانت مُؤتَةُ في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وقُتل زيد يومئذ وهو ابن خمس وخمسين سنة.

قال: أخبرنا أبو معاوية الضّرير ويزيد بن هارون ومحمّد بن عُبيد الطّنافسي قالوا: أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة قال: لمّا بلغ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، قتلُ زيد بن حارثة وجعفرٍ وابن رَواحة قام نبيّ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فذكر شأنهم فبَدَأ بزيد فقال: "اللّهمّ اغفر لزيد، اللّهمّ اغفر لزيد، اللّهمّ اغفر لزيد، اللّهمّ اغفر لجعفر ولعبد الله بن رَواحة".(*)

أخبرنا الفضل بن دُكين وعبد الملك بن عمرو وأبو أُسامة وسليمان بن حرب قالوا: أخبرنا الأسود ابن شيبان عن خالد بن سُمَيْر عن عبد الله بن رَبَاح الأنصاريّ، سمعه يقول: أخبرنا أبو قتادة الأنصاريّ فارسُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: بعث رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، جيشَ الأمراء فقال: "عليكم زيد بن حارثة فإن أُصيب زيدٌ فجعفر بن أبي طالب، فإن أُصيب جعفر فعبد الله بن رَواحة"، قال فوثب جعفر فقال: يا رسول الله ما كنْتُ أرْهَبُ أن تستعمل عليّ زيدًا، فقال: "أمْضه فإنّك لا تدري أيّ ذلك خير". (*)

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن خالد بن سُمَيْر قال: لما أُصيب زيد ابن حارثة أتاهم النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال فَجَهَشَتْ بنت زيد في وجه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فبكى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، حتى انتحب فقال له سعد بن عُبادة: يا رسولَ الله ما هذا؟ قال: "هذا شوق الحبيب إلى حبيبه"‏.(*)
(< جـ3/ص 38>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال