تسجيل الدخول


سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حرام بن حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن...

يُكنى أَبا ثابت، وروى ابن عبّاس قال: استفتى سعد بن عبادة رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم في نَذْرٍ كان على أمّه فتُوفّيت قبل أن تقضيه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اقْضِه عنها"، وقال عِكْرمَة مولى ابن عبّاس: أنبأنا ابن عبّاس أنّ سعد بن عبادة ماتت أُمّه وهو غائب عنها فأتى رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنّ أُمّي تُوفّيت وأنا غائب أفَيَنْفَعُها إن تصدّقْتُ عنها؟ قال: "نعم"، قال: فإنّي أُشْهِدُك أنّ حائطي المِخْراف صدقة عنها. قيس بن سعد بن عبادة: زارنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في منزلنا فقال: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ"، قال فرد سعد ردًا خفيًا قال قيس فقلت ألا تأذن لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: دعه يكثر علينا من السلام، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "السلام"، ثم رجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، واتبعه سعد، فقال: يا رسول الله، إِني كنت أَسمع تسليمك، وأَردّ عليك ردًا خفيًا، لتكثر علينا من السلام، فانصرف معه رسول الله، فأَمر له سعد بغُسْل فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو وَرْس، فاشتمل بها، ثم رفع رسول الله يديه، وهو يقول: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتَكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى آلِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ" . وقد كان قيس بن سعد من أَعظم الناس جُودًا وكرمًا، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عن قيس بن سعد بن عبادة: "إِنَّهُ مِنْ بَيْتِ جُودٍ"، وشهد سعد العَقَبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الاثنى عشر. وكان سعد بن عُبادة، والمنذر بن عَمرو، وأبو دُجانة لما أسلموا يكسرون أصنام بَني سَاعدة، وكان نقيبًا شهد العقبة وبَدْرًا في قول بعضهم، وقيل أنه كان يتهيّأ للخروج إلى بدر ويأتي دورَ الأنصار يحضّهم على الخروج فنُهِش قبل أن يخرج فأقام، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصًا"، وروى بعضهم أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه وأجره، وشهد بعد ذلك أُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. أرسل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الخندق إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة دون سائر الأنصار لأنهما كانا سيّديْ قومهما يشاورهما فيما أراد أن يُعطيه يومئذ عُيينة بن حصن من تمر المدينة، وذلك أنه أراد أن يعطيه يومئذ ثلث أثمار المدينة، لينصرف بمن معه من غطفان، ويخذل الأحزاب، فأبى عُيينة إلا أن يأخذ نصف التمر، فأرسل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم ، كان سَعْدُ بن معاذ سيدًا لأوّسِ، وسعد بن عُبادة سيّدًا لخرزج، فشاورهما في ذلك، فقالا‏:‏ يا رسول الله إن كنت أمَرْتَ بشيء فافعله وامْض له، وإن كان غَيْر ذلك فوالله لا نعطيهم إلا السّيف‏،‏ فقال رسولُ الله: ‏"لِم أَومَر بِشَيْءٍ، وَلَوْ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ مَا شَاوَرْتُكُمَا، وَإِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ أَعْرِضُهُ عَلَيْكُمَا‏"‏‏، فقالا:‏ والله يا رسول الله ما طمعوا بذلك منّا قطّ في الجاهليّة، فكيف اليوم؟ وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزّنا،‏ والله لا نعطيهم إلا السَّيف، فسُرّ بذلك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ودعا لهما، وقال لعيينة بن حصن ومن معه: "ارجعوا فليس بيننا وبنيكم إلا السّيف"، ورفع بها صوته‏. وكان سعد في الجاهليّة يكتب بالعربيّة، وكانت الكتابة في العرب قليلًا، وكان يُحْسنُ العوم، والرمي، وكان مَنْ أَحْسَنَ ذلك سُمّي الكامل، وروي أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "جَزَى اللهُ عَنّا الأنْصَار خَيْرًا لا سِيّما عَبد اللهِ بْنُ عَمْرو بن حرام، وَسَعْد بْن عُبَادَة". وكان أهل الصفَّة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد، والرجل بالاثنين، والرجل بالجماعة، فأما سعد فكان ينطلق بثمانين، وكان سعد غيورًا شديد الغيرة وإِياه أراد رسول الله بقوله: "إِن سعدًا لغيور، وإِني لأَغْيَرُ من سعد، واللهُ أَغير منا، وغيرة الله أَن تؤْتى محارمه". وروى رافع بن خديج قال‏:‏ أقبل أبو عبيدة ومعه عمر ــ رضي الله عنه‏ ــ‏ فقالا لقيس بن سعْد بن عبادة:‏ عَزَمْنَا عليك ألا تنحر، فلم يلتفت إِلى ذلك ونحر، فبلغ ذلك النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال:‏"إنه من بيت جُودٍ"‏ . وقَالَ مِقْسَم، عن ابن عباس: كان لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان، مع علي راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار، وكانت رايةُ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد سَعْد بن عبادة، فلما مرّ بها على أبي سفيان ــ وكان قد أسلم أبو سفيان ــ قال سعد إذ نظر إليه:‏ اليوم يوم الملحمة،‏ اليوم تستحل المحرمة، اليوم أذلَّ الله قريشًا، فأقبل رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في كتيبة الأنصار، حتى إذا حاذَى أبا سفيان ناداه:‏ يا رسول الله، أمرْتَ بقتْل قومك؟ فإِنه زعم سعد ومن معه حين مرَّ بنا أنه قاتلنا، وقال:‏ اليوم يوم الملحمة،‏ اليوم تستحل المحرمة، اليوم أذلّ الله قريشًا، وإني أنشدك الله في قومك، فأنت أبرُّ الناس وأرحَمُهم وأوصلهم، وقال عثمان، وعبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، والله ما نأمَن من سعد أن تكون منه في قريش صَوْلةٌ، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"لَا يَا أَبَا سُفْيَانُ، الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ، الْيَوْمَ أَعَزَ اللَّهُ قُرَيْشًا‏" فأرسل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة، فنزع اللَّواء من يده، وجعله بيد قيس ابنه، ورأى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن اللواء لم يخرج عنه؛ إذ صار إلى ابنه، وأبى سعد أَن يسلّم اللّواء إلا بأمارةٍ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأرسل إليه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بعمامته، فعرفها سعد‏، فدفع اللّواء إِلى ابنه قيس. وفاته: خرج مهاجرًا إلى الشأم في أول خلافة عمر بن الخطّاب فمات بحوران، وروى يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عُبادة عن أبيه قال: تُوفّي سعد بن عبادة بحَوْران من أرض الشام لسَنَتَين ونصف من خلافة عمر، وقيل: إن قبره بالمَنِيحة ــ قرية بدمشق بالغوطة ــ ، وروى سعيد بن عبد العزيز أنه مات ببصرى، وهي أول مدينة فُتحت من الشّام.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال