الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
موجز ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
ما ذكر عنه في الطبقات الكبير
ما ذكر عنه في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنه في أسد الغابة
ما ذكر عنه في الإصابة في تميز الصحابة
مواقفه الإيمانية
التواضع
العبادة
العلم
الورع
كان رضى الله عنه
أول من سأل في السر
مواقف أخرى
طرف من كلامه
شريح بن الحارث القاضي
شُرَيحُ القاضي:
وهو شريح بن الحارث بن المنتجع، وقد اختلف في نسبه إلى كندة، وقيل: هو حليف لهم من بني رائش. ونَسَبه ابن الكلبيّ فقال: هو شريح بن الحارث بن قيس. وقال ابن عبد البر: "وقد قيل فيه: إنه شريح بن هانئ، وشريح بن شراحيل، ولا يصحّ إلا شريح بن الحارث". وكنيته أبو أُميَّة.
روى إسرائيل، عن إبراهيم ــ يعني ابن مهاجرــ أنّ شريحًا دفن ابنه عبد الله ليلًا. كان كَوْسَجًا سناطًا لا شَعْرَ في وجهه، وروى شريك، عن ابن أبي خالد قال: رأيتُ شريحًا أبيض اللحية. وقال محمّد بن عُبيد والفضل بن دُكين: حدَّثتَنا أمّ داود الوابشيّة أنّها خاصمت إلى شريح قالت: ولم يكن له لحية. وروى إبراهيم بن حُميد الرّواسي، عن إسماعيل بن أبي خالد أنّه رأى شريحًا يمشي مختصرًا ورأيتُه معتمًا قد أرسل عمامته من خلفه. وروى شريك، عن ابن أبي خالد قال: رأيت شريحًا معتمًا بكور واحد. وروى أبو إسحاق، عن شريح أنّه كان له برنس من خزّ أغبر. وروى خالد الحذّاء، عن أبي الضحى قال: رأيتُ شريحًا يسجد وعليه العمامة والبرنس. وروى وكيع بن الجرّاح، عن إسماعيل قال: رأيته جاء يوم الجمعة فجلس مكانه ولم يتخطأ. وروى جابر، عن القاسم قال: كان نقش خاتم شريح أسدان بينهما شجرة. وروى حمّاد بن زيد، عن واصل مولى أبي عُيينة قال: كان نقش خاتم شريح: "الخاتم خيرٌ من الظنّ".
أدرك شريح القاضيّ الجاهليّة، ويعدّ في كبار التّابعين، وأَدرك النبي صَلَّى الله عليه وسلم ولم يلقه، وقيل لقيه، وهو مختلف في صحبته، وكان أعلم النّاس بالقضاء، وكان ذا فِطْنة وذكاءٍ، ومعرفة وعقل ورصانة، وكان شاعرًا محسنًا، وله أشعار محفوظة في معانٍ حِسَانٍ، وقال الفضل بن دُكين: سمعتُ سفيان يقول: سُئل شُريح ممّن أنت؟ فقال: من أهل اليمن وعدادي في كندة. وروى الحسن بن صالح، عن ابن أبي ليلى قال: بلغني ــ أو بلغنا ــ أنّ عليًّا رزق شريحًا خمسمائة. وروى حجّاج، عن عُمير بن سعيد أنّ عليًّا أمر شريحًا أن يصلّي بالنّاس في رمضان. وقال يزيد بن هارون: كان شُريح شاعرًا قائفًا قاضيًا. وروى قيس، عن ليث عن مجاهد قال: كان شريح يقبل الهديّة ويكافئ بمثلها. وروى أبو حيّان، عن أبيه قال: كان شريح لا يتّخذ مَثْعَبًا إلا في داره ولا يدفن سنّورًا إذا مات إلّا في داره. وقال أبو حَصين: اطّلع شريح على قوم يتعالجون ثمّ قالوا: قد فرغنا، فقال: ليس بهذا أُمرَ الفُرّاغ. وروى ميسرة، عن أبيه شريح، قال: أتيتُ النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن لي أهل بيت ذوي عددٍ باليمن. قال:
"جيءْ بِهِمْ"
فجاء بهم والنبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم قد قُبض.
(*)
، قال حَنْبَل، عن ابن معين: هو أسَنُّ من شريح بن هانئ ومن شريح بن أرطاة. وروى سفيان، عن منصور قال: كان شريح إذا أحرم كأنّه حيّة صمّاء. وروى الأعمش، عن خَيْثَمَة قال: كان شريح إذا سُئل كيف أصبحتَ قال: بنِعْمَةٍ مِنَ الله. وروى زُهير، عن أبي إسحاق أنّه كان عند شريح، فكان إذا جاءه الرجل فقال: السلام عليكم، قال شريح: السلام عليكم ورحمة الله. فإن قال الرجل: ورحمة الله، قال شريح: وبركاته. وروى المسعودي، عن القاسم قال: كان شريح لا يسبقه أحد بالسلام فكان إذا سُلّم عليه ردّ مثل ما يقال له. وروى ابن عون، عن عيسى بن الحارث قال: مااستطعتُ أن أبدأ شريحًا بسلامٍ قطّ، كنتُ أستقبله في السكّة فأقول: الآن الآن، فإذا رآني غفل، فإذا دنا رفع رأسه وقال: السلام عليكم. وروى الشّعْبيّ، عن شريح قال: ما التقى رجلان قطّ إلّا كان أولاهما بالله الذي يبدأ بالسلام. قال ابن عون: فذكرتُ ذلك لمحمّد فقال: إنّما تحدّثنا أنّهم قالوا إذا التقى رجلان فليبدأ خيرهما. وروى منصور، عن إبراهيم أو تَميم بن سلَمة أنّ شريحًا مرّ بدرهم فلم يعرض له. وروى منصور، عن إبراهيم قال: بعث شريح إلى الأسود بناقة فسأل علقمة، فقال علقمة: أخوك بعث إليك فاقْبلْها. وروى أيّوب، عن محمّد بن سيرين أنّ شريحًا كان يصلّي الصلوات بوضوء واحد. وروى حُصين بن عبد الرحمن، عن أبي طلحة مولى شريح قال: كان شريح إذا رجع من المصلّى دخل بيته فأغلق الباب. قال: فيكون فيه إلى نصف النهار أو إلى قريب من نصف النهار فظنّ أنّه يصلّي. وروى شعبة، عن الحكم قال: رأيتُ شريحًا يمشي بين يدي الجنازة. وروى يحيَى بن عتيق، عن محمّد أنّ رجلًا كلّم شريحًا في حاجة يطلبها إلى ابن زياد فقال: مَن يقدر على ابن زياد! ومرّ عصفور أو طائر فقال: ذاك الطائر أقدر على ابن زياد منّي. روى مجالد، عن الشعبيّ أن شريحًا قال:
تَصَوبّنَْ وَاستَصْعَدنَ حتى كأنّما يطأن بِرَضْرَاضِ الحصى جاحم الجمرِ
قال: وقال:
رَأيْتُ رِجالًا يضربونَ نساءَهُمْ فشُلّتْ يميني يوْمَ أضرِبُ زَينبَا
وروى هارون بن أبي سعيد، عن محمّد بن سيرين قال: كان شريح يحلف بالله لا يدع إنسان شيئًا تحرّجًا منه فوجد فقده. وروى عبد الله بن شَقيق، عن جَنْدَل السّدوسي قال: سمعتُ شريحًا يقول: "إنّ اللئيم عين اللئيم الذي يقال له: إنّ هذا فاحش فاتّقوه".
كان في زمن النبي صَلَّى الله عليه وسلم ولم يره ولم يسمع عنه، ويقال: روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم وعن عُمر وعلي وابن مسعود وغيرهم. ورَوَى عنه أبو وائل، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، ومُجاهد، وابن سيرين وآخرون. وقال العِجْلِيُّ: كوفيّ تابعيّ ثقة.
روى كثير بن هشام، عن جعفر بن بُرْقان قال: سمعتُ ميمون بن مِهْران يقول: قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزّبير: ما سألتُ فيها ولا أخبرتُ. قال جعفر: وبلغني أنّه كان يقول: وأنا أخاف أن لا أكون نجوتُ. وروى أبو المليح، عن ميمون قال: لبث شريح في الفتنة تسع سنين لا يُخْبر ولا يستخبر، فقيل له: قد سلمتَ، قال: فكيف بالهوَى.
كان قاضيًا لعمر بن الخطاب على الكوفة، ثم لعثمان، ثم لعليَّ رضي الله عنهم، فلم يزل قاضيًا بها إلى زمن الحجاج، ولما ولي الحجاج الكوفة استعفاه شريح، فأَعفاه، واستقضى أَبا بردة بن أَبي موسى، وقال الشافعي: إِن شُرَيحًا لم يكن قاضيًا لعمر، فقيل للشافعي: أَكان قاضيًا لأَحد؟ قال: نعم، كان قاضيًا لزياد. قال ابن الأثير: "وهذا النقل عن الشافعي فيه نظر، فإنّ أَمر شريح وأَنَّ عمر استقضاه ظاهر مستفيض، وله أَخبار كثيرة في أَحكامه وحلْمه وعِلْمه ودينه"، وكان له يَوْمَ استعفى مائة وعشرون سنة، وعاش بعد ذلك سنة، ويقال: لما ولي القضاءَ سنة ثنتين وعشرين رئي منه أَنه أَعلم الخلق بالقضاءِ، وقال له علي: يا شريح، أَنت أَقضى العرب، ولما ولي زياد الكوفة أَخذ شريحًا معه إِلى البصرة، فقضى بها سنة، وقضى مسروق بن الأَجدع بالكوفة، حتى رجع شريح، وكان مقامه بالبصرة سنة، وروى أبو إسحاق الشيباني، عن الشعبيّ قال: ساوم عمر بن الخطّاب بفرس فركبه لِيَشُوره فعطب فقال للرجل: خذ فرسك. فقال الرجل: لا، قال: اجْعل بيني وبينك حكمًا. قال الرجل: شريح. فتحاكما إليه فقال شريح: يا أمير المؤمنين حُزْ ما ابتعتَ أو رُدّ كما أخذتَ. فقال عمر: وهل القضاء إلّا هكذا؟ سِرْ إلى الكوفة. فبعثه قاضيًا عليها. قال: وإنّه لأوّل يوم عرفه فيه. وقال ابْنُ الْمَديِنِيِّ: ولي قضاء الكوفة ثلاثًا وخمسين سنة، ونزل البصرة سبع سنين. ويقال: إنه تعلم من معاذ إذ كان باليمن، وقال ابْنُ مَنْدَه: ولاّه عُمر القضاء، وله أربعون سنة. ويقال: ولي القضاء ستّين سنة من زمن عمر إلى زمن عبد الملك بن مروان. وقال عباس الدّوري عن ابن معين شريح بن هانئ وشريح بن أرطأة كوفيان، فقلت: أين القاضي منهما؟. قال: ليس واحد منهما القاضي، شريح بن شرايح وهو أقدم. وروى عمرو، عن جابر بن زيد قال: قدم زياد بشريح فقضى فينا سنة فلم يقض فينا مثله قبله ولا بعده، يعني قضى بالبصرة. وروى الجَعْد بن ذَكْوان، عن شريح قال: قيل لرجل: يا ربيعة، فلم يجبه فقال: يا ربيعة الكُويفر، فأجابه. قال: أقررت بالكفر لا شهادة لك. وروى الوليد بن مسلم، عن عثمان بن عَطيّة العَنْسي قال: سمعتُ مكحولًا يقول: اختلفتُ إلى شُريح ستة أشهر لا أسأله عن شيء، أكتَفي بما أسمعه يقضي به. وروى حُميد بن هلال، عن الشّعْبيّ قال: جاء رجل فقال: من يدلّني على شريح؟ فقلنا: ذاك شريح. فانطلق إليه فقال: ممّن أنت يا أبا عبد الله؟ قال: أنا ممّن أنعم الله عليه بالإسلام وديواني في كندة. فرجع إلينا فقال: رحمكم الله! دللتموني على رجل مولًى. قلنا: ما قال لك؟ قال: قال: أنا ممّن أنعم الله عليه بالإسلام وديواني في كندة. قلنا: كلّنا ممّن أنعم الله عليه بالإسلام، وذلك صاحبك الذي أردتَه. وروى هشام بن حسّان، عن ابن سِيرِين قال: أوّل من سأل في السرّ شريح فقيل له: يا أبا أُميّة أحدثتَ، قال: فقال: إنّ النّاس أحدثوا فأحدثتُ. قال: وكان يقول للبَيّنة إذا اتّهمهم وقد عُدّلوا قال: إني لم أدْعُكما ولسْتُ أمنعكما إن قمتما وإنّما يقضي على هذا أنتما، وإنّي إنّما أتّقي بكما فاتّقيا على أنفسكما. قال: فإذا أبوا إلا أن يشهدوا وقد عُدّلوا قال للذي يقضي له: أما والله إنّي لأقضي لك وإنّي لأرى أنّك ظالم، ولكن لستُ أقضي بالظّنّ إنّما أقضي بما يحضرني من البيّنة، وما يُحِلّ لك قضائي شيئًا حرّمه الله عليك، انْطلق. وروى أبو هاشم، عن البَخْتَري أنّه جاء إلى شريح فقال: ماالّذي أحدثتَ في القضاء؟ فقال: إنّ الناس قد أحدثوا فأحدثتُ. وروى إبراهيم، عن شريح أنّه قال: ما شددتُ على لَهَوَات خَصْم قطّ كلمة باليمانيّة. قال: فأتاه السّريّ بن وقّاص من آل الحارث بن كعب فقال له: بم تشهد يا فلان؟ قال: حدّثني فلان بكذا وكذا. فأعرض عنه ثمّ قال له: بم تشهد يا فلان؟ قال: حدّثني فلان بكذا وكذا. قال: فقال له كلمة، قال فاحتمل، قال: فقال له: يا شريح، أتعلّمني بك؟ يا شريح ألستُ أعلم الناس بك؟ قال: فكان لا يقبل الحديث ولا يلقِّن. وروى شُعَيب بن الحَبْحَاب، عن إبراهيم أنّ شريحًا قال: ما شددتُ لهواتي على خَصمٍ ولا لقّنتُ خصمًا حجّة قطّ. وروى أيوب، عن محمّد أنّ شريحًا كان يأخذ يمين الرَّجل مع بيّنته. وروى فُرات بن أحنف، عن أبيه قال: شهدتُ شريحًا وقضى على رجل، قال: فقال له الرجل: استمعْ منّي ولا تعجّل عليّ. قال: فتركه حتى فرغ من كلامه ثم قال شريح: أدَعُه وأكْثَر وأبْطَل ائْتِني منه ببيّنة على ما تقول. وروى عبد الواحد، عن فُرات بن أحنف قال: حدّثني أبي أنّه شهد شُريحًا جاءه رجل بقصّة فأبَى أن يقبلها وقال: لا أقرأ الصحف. وروى سفيان، عن الجَعْد بن ذَكْوان قال: كان شريح يقضي في داره إذا كان يومًا مطيرًا. وروى سفيان، عن الجعد بن ذكوان أنّ ابنًا لشُريح سأله عن شيء من أمر الخصومة فقال: "أتريد أن أُغْرِيَكَ بخصمك؟". وروى داود، عن عامر أنّ ابنًا لشريح قال لأبيه: إنّ بيني وبين قومٍ خصومة فانْظر فإن كان الحقّ لي خاصمتُهم وإن لم يكن لي الحقّ لم أُخاصم. فقصّ قصّته عليه فقال: انطلقْ فخاصمْهم. فانطلق فخاصمهم فقضى على ابنه، فقال له لمّا رجع إلى أهله: والله لو لم أتقدّمْ إليك لم ألُمْكَ، فضحتني. فقال: "يا بُنيّ والله لأنت أحبّ إليّ من ملء الأرض مثلهم ولكنّ الله هو أعزّ عليّ منك، خشيتُ أن أخبرك أنّ القضاء عليك فتصالحهم فتذهب ببعض حقّهم". وروى جابر، عن عامر قال: تكفّل ابن لشريح برجل بوجهه ففرّ، فسجن شريح ابنه، فكان ينقل إليه الطعام في السجن. وروى الحكم، عن إبراهيم قال: كان شريح لا يكاد يرجع عن قضاء يقضي به حتى حدّثه الأسود أنّ عمر كان يقول في عبد كانت تحته حرّة فتلد له أولادًا ثمّ يعتق العبد: "إنّ الولاء يرجع إلى موالي العبد". قال فأخذ به شُريح. وروى شُعَيب بن الحَبْحاب، عن إبراهيم أنّ شريحًا كان إذا خرج للقضاء قال: "سيعلم الظالم حظّ مَنْ نقص، إنّ الظالم ينتظر العقابَ والمظلوم ينتظر النصر". وروى أيّوب، عن سعيد بن جُبير أنّ رجُلًا استعدَى على رجل بينه وبين شريح نسب فأمر به شريح فحُبس إلى سارية، فلمّا قام شريح ذهب بكلمة فأعرض عنه شريح فقال: "إني لم أحبسك إنّما حبسك الحقّ". وروى سفيان، عن أبي حصين قال: اختصم إلى شريح رجلان فقضى على أحدهما فقال: قد علمتُ من حيث أُتيتُ. فقال له شريح: "لعن الله الراشي والمرتشي والكاذب". وروى هشام، عن محمّد قال: كان شريح إذا أتي في أرض الخراج قام لا يقضي في أرض الخراج. وروى هُشيم بن بَشِير، عن ابن عون وهشام، عن محمّد أنّ رجلّا أقرّ عند شريح بشيء ثمّ ذهب ليُنْكر، فقال له شريح: قد شهد عليك ابن أخت خالتك، يعني أنّك قد أقررت على نفسك. وروى أيّوب، عن محمّد أنّ رجلًا أقام شهودًا عند شريح فاستحلفه فتلكّأ فقال: ساء ما تُثني على شهودك. وروى أيّوب، عن محمّد قال: كان شريح يقول: "من ادّعى قضائي فهو عليه حتى يبيّنه الحقّ، أحقّ من قضائي الحقّ". وروى أيّوب، عن محمّد قال: كان شريح يقول: "لا تجوز عليك شهادة الخصم ولا الشريكِ ولا المريبِ ولا الدافعِ مُغرمًا وأنت فاسأل عنه، فإن قالوا: الله أعلم فالله أعلم ويفرقون أن يقولوا مريب، وإن قالوا هو ما علمنا عَدْل مسلم فقد أجزنا شهادته، ولا العبد لسيده، ولا الأجير لمن استأجره". وروى أيّوب، عن محمّد أنّ ناسًا من الغزّالين اختصموا إلى شريح في شيء فقال بعضهم: إنّه سنّة بيننا. فقال: سنتكم بينكم. وروى أيّوب، عن محمّد أنّ شريحًا استحلف قومًا في قسامة فلم يَتِمّوا خمسين، فردّ اليمين عليهم حتى تمّوا خمسين يمينًا. وروى أيّوب، عن محمّد قال: قال شريح في القسامة: أؤثِمهم وأنا أعلم، أحلف ما قتلتُ ولا علمتُ قاتلًا. وروى أيّوب، عن محمد قال: كان شريح يقول: "يا عبد الله دع ما يُريبك إلى ما لا يُريبك، فوالله لا تجد فَقْدَ شيء تركته لوجه الله". وروى أيّوب، عن محمّد أنّ رجلًا استحلف خصمًا له عند شريح ثمّ جاء عليه ببيّنة بعد ذلك، فقال شريح: "البيّنة العادلة أحقّ من اليمين الفاجرة". رووى أيّوب، عن محمّد قال: كان شريح يقول: إنمّا أقتفي الأثر فما وجدتُه قد سبقكم حدّثتكم به. وروى أبو جَرير الأزدي، عن شريح أنّه كان إذا جاع أو غضب قام. وروى أبو عَوانة، عن أشعث بن سُليم قال: اختصمتْ أمّ وجدّة إلى شريح فقالت الجدّة:
أبـا أمَيّةَ أتَيْنَـاكَ وأنـْتَ المَرْءُ
نَأتِيهْ
أتاك ابْني وأمّاه وكِلْتَـانَا نُفَدّيـهْ
تَزَوّجْتِ فهاتِيهِ ولا يذهبْ بكِ التّيهْ
فلَـوْ كُنْتِ تأيّمْتِ لمَا
نَازَعتِْني
فِيهْ
ألا يا أيّها القاضِـ يُ هذي قِصّتي فيهْ
قال: فقالت الأمّ:
ألا يا
أيّها
القاضِيُ قد قالتْ لك الجدّهْ
وَقَوْلًا
فاستمِعْ
مني لا
تُبْطِرُني
رَدّهْ
أُعزّي النفسَ عن ابني وكبدي حَمِلَتْ كِبدهْ
فلمّا كان في حجْري يَتيمًا ضائعًا
وَحْدهْ
تَزَوَجْتُ رَجَاءَ الخيْرِ مَن يكفيني
فقْـدهْ
وَمَنْ يُظهِرُ لي
وُدّهْ وَمَن يكفُلُ لي
رِفـدهْ
فقال شريح:
قَدْ فَهِمَ القاضيُ ما قد قُلتُما وقَضى
بَيْنَكما
ثـمّ فصَلْ
بقَضاءٍ
بَيّنٍ بَيْنـَكُما وعلى القاضيِ جَهْدٌ أنْ عقلْ
قال
للجَدّةِ: بِيني
بالصّبـي وخُـذي ابْنكِ من ذاتِ العِللْ
إنّها لَوْ صَبَرَتْ
كانَ لها قبلَ دَعواهـا تَبَغّيها
البَدَلْ
روى زُهير، عن عطاء بن السائب قال: مرّ علينا شريح راجلًا، قلت: أفْتني، قال: إني لا أفْتي ولكني أقضي، قلت: إنّه ليس بشيء فيه قضاء، قال: ما هو؟ قلت: رجل جعل داره حبيسًا على الآخر من ذي قرابته، فآمر حبيبًا فقال: أسْمِع الرجل لا حُبْسَ عن فرائض الله. وروى الشّعْبيّ، عن شريح قال: لا أجمع أن أكون قاضيًا وشاهدًا. وروى مُغيرة، عن إبراهيم أنّ جِلْوازًا لشريح ضرب رجلًا بسوْطه فأقاده شريح منه. وروى عامر، عن شريح قال: إيّاي وهؤلاء المُحْلِبين. وكان يأمر بهم أن يُطْرَدوا، يعني الذين يجيئون مع الخصوم.
اختلف في وفاته؛ قال الفضل بن دُكين: توفّي شريح سنة ستّ وسبعين، وبلغ مائة وثماني سنين. وقال أَبو نُعَيْم كذلك: مات سنة ست وسبعين. وقال غيره من أهل العلم: توفي سنة ثمانٍ وسبعين. وقال الشعبيّ: توفّي شريح سنة ثمانين أو تسع وسبعين. وقال خليفة: توفي سنة ثمانين. وقال المديني: توفي سنة اثنتين وثمانين. وقال علي بن المديني: مات شريح سنة سَبع وتسعين، وقيل: سنة تِسْع وتسعين. وقال أَشعث بن سوار: مات شُرَيح، وله مائة وعشرون سنة. ويقال: توفي سنة سبع وثمانين، وله مائة سنة. وروى شَريك، عن يحيَى بن قيس قال: شهدتُ جنازة شريح، وكانت حارّة ــ يعني يومًا حارًّا ــ فأوصى أن لا يُمَدّ على قبره ثوبٌ. وروى شريك أيضًا، عن يحيَى بن قيس الكِنْدي قال: أوصى شريح أن يصلّى عليه بالجبّانة وأن لا يُؤْذَنَ به أحدٌ ولا تتبعه صائحة، وأن لا يُجعَل على قبره ثوب، وأن يُسْرَعَ به السير، وأن يُلْحَد له. وقال شَريك في حديثه: وأن يُدْفَنَ ليْلًا.
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
*
عنوان الرسالة :
*
نص الرسالة :
*
ارسال