تسجيل الدخول


ضمام بن ثعلبة السعدي

1 من 1
ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ

(ب د ع) ضِمَامُ بن ثَعْلبة السَّعْدي. أَحد بني سَعْد بن بكر، وقيل: التميمي، وليس بشيءٍ.

قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أَرسله إِليه بنو سَعْد بن بكر، قيل: كان ذلك سنة خمس؛ قاله محمد بن حبيب وغيره، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة تسع، ذكره ابنُ هشام عن أَبي عبيدة.

روى حديثه ابنُ عباس، وأَنس، وأَبو هريرة، وطلحة بن عُبَيد اللّه، ولم يسمه طلحة، وطرُقُه صِحَاح.

أَخبرنا عبيد اللّه بن السمين بإِسناده إِلى يونس بن بكير، عن ابن إِسحاق، حدثني محمد بن الوليد، عن كُرَيب، مولى بن عباس، عن ابن عباس، قال: بعثتْ بنو سعد بن بكر ضِمامَ بن ثعلبة وافدًا إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقدم عليه، فأَناخ بعيره ثم عقله على باب المسجد، وكان رجُلًا جَلْدًا ذا غَدِيرتين، فأَقبل حتى وقف على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو في المسجد جالس في أَصحابه، فقال: أَيكم ابنُ عبد المطلب؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ". فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغْلِظٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسَكَ. فَقَالَ: "لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ". فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّه إِلَهَكَ وإِلَهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهِ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّه بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا. قَالَ: "اللَّهُمَّ نَعَمْ". قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللَّه إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّه أَمَرَكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الأَوْثَانَ الَّتِي كَانَ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَ؟ قَالَ: "اللَّهُمَّ نَعَمْ". قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الإِسْلَامِ فَرِيضَةً فَرِيضَةً، الْصَّلَاةُ وَالْزَّكَاةُ وَالْصِّيَامُ وَالْحَجُّ، وَشَرَائِعُ الْإِسْلَامِ، يَنْشُدُهُ عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا نَشَدَهُ فِي الَّتِي كَانَ قَبْلَهَا، حَتَّى فَرِغَ، فَقَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه، وَسَأُؤَدّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبَ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، لاَ أَزِيْدُ وَلاَ أَنْقُصُ. ثُمَّ انْصَرِفَ رَاجِعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم حِينَ وَلَّى: "إِنْ يَصْدُقْ ذُو العَقِيْصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ".

وأَتى قومه فاجتمعوا إِليه، فكان أَول ما تكلم به أَن قال: بئست اللات والعزى، فقالوا: مه يا ضِمام اتّقِ البرص، اتق الجذام اتق الجُنُون! فقال: وَيْلَكم! إِنهما والله ما يضرّان وما ينفعان، وإِن الله قد بعث رسولًا، وأَنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإِني أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له، وأَن محمدًا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أَمركـم به ونهاكم عنه، قـال: فوالله ما أَمسى من ذلك اليوم فـي حاضرته من رجل ولا امرأَة إِلا مسلمًا.

قال ابن عباس: فما سمعنا بوافد قط، كان أَفضل من ضمام(*).

أَخرجه الثلاثة.

ضِمام: آخره ميم.
(< جـ3/ص 57>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال