تسجيل الدخول


عبد الله بن أبي بكر الصديق

عبد الله بن عتيق، وقيل: ابنُ عَبْدِ اللّهِ بن عثمان القُرَشِيّ التيمي، وهو عبد الله بن أبي بكر الصديق:
أَخرجه أَبو نعيم، وابنُ منده، وأَبو عمر. أمَّه قُتيلة بنت عبد العُزّى بن عبد أسعد، وهي أيضًا أم أسماء بنت أبي بكر. تزوَّج عبد الله بن أبي بكر عاتكة بنت زيد بن عَمْرو أخت سعيد بن زيد، وكان بها مُعجبًا فشغلته عن أموره، فقال له أبوه: طلِّقها فطلَّقها، ثم ندم فقال:
أَعَاتِكُ لاَ أنسَاكِ مَا ذَرَّ شَــارِقُ وَمَا لاَحَ نَجْمٌ في السَّمَاءِ مُحَلّقُ
لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ وَرَأْىٌ وَمَنْصِبٌ وَخَلْقٌ سوىٌّ في الحَيَاةِ ومصدقُ
وَلَمْ أَرَ مِثْلي طَلَّقَ اليَومَ
مِثْلَهَا وَلاَ مِثْلهَا في غَيْرِ شَيْءٍ تُطلَّـــقُ
وله فيها غير هذا، فرقَّ له أبو بكر، فأمره بمراجعتها فراجعها ومات وهي عنده، ولها مرثية، وقال لها عند موته: لك حائطي ولا تزوَّجي بعدي، فأجابته إلى ذلك، فلما انقضت عِدَّتُها خطبها عمر فعاتبها عليّ على ذلك.
كان لعبد الله بن أبي بكر من الولد إبراهيمُ وأُمّه عائشة بنت إياس بن قُنْفذ من بني تَيْم بن مُرة، وقد انقرض ولد عبد الله بن أبي بكر فلم يبقَ له عقبٌ.
كان إسلامه قديمًا، وكان يأْتي النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم وأَباه أَبا بكر بالطعام وبأَخبار قريش، إِذ هما في الغار، كل ليلة، فمكثا في الغار ثلاث ليال، وقيل غير ذلك، وكان عبد اللّه يبيت عندهما وهو شاب، فيخرج من عندهما السَّحر، فيصبح مع قريش فلا يسمع أَمرًا يُكَادَان به إِلا وعاه حتى يأْتيهما بخبر ذلك إِذا اختلط الظلام، وأخبره عبد الله بن أُرَيقط الدئلي ــ الذي كان دليلَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم ــ بعد أن وصل النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة بوصول أبيه إلى المدينة، فخرج عبد الله بعيال أبي بكر، وصحبتهم طلحة بن عبيد الله حتى قدموا المدينة.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّان في الصَّحابة. قالَ ابْنُ إِسْحاقَ في "المغازي": عن عائشة، قالت: كفن رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في بردى حبرة حتى مَسَّا جلده ثم نزعهما، فأمسكهما عبد الله ليكفّن فيهما، ثم قال: وما كنت لأمسك شيئًا منع الله رسولَه منه فتصدق بهما(*). وَرَواهُ البُخَارِيّ عن عروة. وأخرجه الحاكم في "المستدرك"، وهو عند أحمد في مسند عائشة رضي الله عنها.
قال ابن حجر العسقلاني: "ووجدت له حديثًا مسندًا أخرجه البغوي، وفي إسناده مَنْ لا يعرف؛ قَالَ البَغَوِيّ: لا أعرف عبد الله أسند غيره وفي إسناده ضعْفٌ وإرسال، وأخرجه مع ذلك الحاكم". قَالَ الدَّارَقُطْني: "وأما عبد الله بن أبي بكر فأسند عنه حديث تفرَّدَ به عثمان بن الهيثم المؤذن عن رجالٍ ضعفاء"، وقد أورده ابن حجر العسقلاني في كتاب "الخصال المكفرة".
رَوَى الحَاكِمُ أن أبا بكر قال لعائشة: أتخافون أن تكونوا دفنتم عبد الله بن أبي بكر وهو حي، فاسترجعت؛ فقالت: أستعيذ بالله، ثم قدم وَفْدُ ثقيف فسألهم أبو بكر: هل فيكم مَنْ يعرف هذا السهم؟ فقال سعيد بن عبيد: أنا بريته ورِشْتُه، وأنا رميتُ به، فقال: "الحمد لله، أكرم الله عبد الله بيدك ولم يهنك بيده"، ومات بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بأربعين ليلة، وفيهم الهيثم بن عدي وهو واهٍ، وكان أصابه حجر في حصار الطّائف فمات شهيدًا منه، وكفن رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم في بردى حبرة حتى مَسَّا جلده ثم نزعهما، فابتاع عبد الله بن أبي بكر الحلة التي أَرادوا أَن يُدْفَنَ فيها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بسبعة دنانير، فلم يكفن فيها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ليكفن فيها، فلما حضرته الوفاة قال: لا تكفنوني فيها، فلو كان فيها خير لكُفِّن فيها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أو قال: وما كنت لأمسك شيئًا منع الله رسولَه منه فتصدق بهما، ودفن بعد الظهر، وصلى عليه أَبوه، ونزل حفرته عمر، وطلحة، وعبد الرحمن بن أبي بكر.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال