تسجيل الدخول


عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي

1 من 1
عبد الله بن الزِّبَعرى السهمي:

عبد الله بن الزِّبَعْرى بن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم القرشيّ السهَّميّ الشّاعر. أُمُّه عاتكة بنت عبد الله بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح، كان من أشدّ النّاس على رسول صَلَّى الله عليه وسلم وعلى أصحابه بلسانه ونفسه، وكان من أشعرِ النّاس وأبلغهم.‏ يقولون‏:‏ إنه أشعر قُريش قاطبة.

قال محمد بن سلام‏:‏ كان بمكة شعراء، فأبَدَعُهم شعرًا عبد الله بن الزّبعرى‏. قال الزّبير:‏‏ كذلك يقول رُوَاة قريش؛ إنه كان أشعرهم في الجاهليّة، وأما ما سقط إلينا من شعره، وشعر ضرار بن الخطّاب فضرارٌ عندي أشعرُ منه وأقلُّ سقطًا.

قال أبو عمر رحمه الله‏:‏ كان يُهاجي حسّان بن ثابت، وكَعْب بن مالك، ثم أسلم عبد الله الزّبعرى عام الفتح بعد أن هرب يوم الفتح إلى نجران، فرماه حسّان بن ثابت ببيتٍ واحد، فما زاده عليه: [الكامل]

لاَ تَعْدَ مَنْ رَجُلًا أَحَلَّكَ بُغْضُهُ نَجْرَانَ فِي عَيشٍ أَجَدَّ أَثِيمِ

فلما بلغ ذلك ابن الزّبعرى قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، واعتذر إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقبل عُذْرَه، ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد.

ومن قوله بعد إسلامه للنبيّ عليه السَّلام معتذرًا: [الخفيف]

يَا رَسُولَ
المَلِيكِ،
إنَّ
لِسَانِي رَاتِـقٌ مَا فَتَقْـتُ إِذْ أَنَا بُورُ

إِذْ أُجَارِي الشَّيْطَانَ فِي سَنَنِ الغَيِّ أَنَا فِي ذَاكَ
خَاسِرٌ مَثْبُورُ

يَشْهَدُ السَّمْعُ
وَالفُؤَادُ بِمَــا قُلْتُ وَنَفْسِي الشَّهِيدُ وَهْيَ الخَبِيرُ

إِنَّ مَا جِئْتَنَـا بِه ِ حَقُّ
صِدْقٍ سَاطِعٌ نُورُهُ مُضِيءٌ
مُنِيرُ

جِئْنَنا بِاليَقِينِ
وَالصِّدْقِ
وَالبِرِّ وفِي الصِّدْقِ وَاليَقِيِنِ السُّرُورُ

أَذْهَبَ اللَّهُ
ضِلَّةَ
الجَهْلِ
عَنَّا وَأَتَانَا
الرَّخَاءُ
وَالمَيْسُورُ

في أبيات له.

والبور: الضّال الهالك، وهو لفظ للواحد والجمع.

وقال أيضًا: [الكامل]

سَرَتِ الهُمُومُ بِمَنْزِلِ السَّهْــمِ إِذْ كُنَّ بَيْنَ الجِلْدِ وَالعَظْــمِ

نَدَمًا عَلَى مَا كَانَ مِـــنْ زَلَلٍ إِذْ كُنْتُ فِي فِتَنٍ مِنَ الإِثْمِ

حَيْرَانَ يَعْـــــــمَهُ فِي ضَلاَلَتِهِ مُسْتــَـورِدًا لِشَرَائـِــــعِ الظُّلْمِ

عَمــَــــهٌ يُزَيِّنُـــــهُ بَنُـــو جُمــَـحٍ وَتَــوازَرَتْ فِيهِ بَنُو سَهْــــــمِ

فَاليَــــــومَ آمَنَ بَعْــــدَ قَسْوَتِــهِ عَظْمِي وَآمَنَ بَعْـــدَهُ لَحِمْي

لِمُحمَّـــــدٍ وَلِمــَا يَجِـــيءُ بِــهِ مِنْ سُنَّةِ البُرْهَــــانِ وَالحُكْمِ

في قصيدة له يمدح بها النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وله في مدحه أشعار كثيرة ينسخ بها ما قد مضى من شعره في كفره، منها قوله: [الكامل]‏

منَعَ الرُّقَـــــــــــــادَ بَلابلٌ وَهُمُــــــــومُ وَاللَّيْلُ مُعْـتَلِجُ الرَّوَاقِ بَهِيـمُ

مِمّـــَا أَتَانِي أَنَّ أَحْمَــــــــــدَ لاَمَنِـي فِيـهِ، فَبِتُّ كَأَنَّنِي مَحْمُـومُ

يَاخَيْرَمَنْ حَمَلَتْ عَلَى أَوْصَالِهَـــــا عَيْرَانَةٌ سُرُحُ اليَدَينِ غَشُـومُ

إِنِّي لَمُعْتَـــــــذِرٌ إِلَيـكَ مِــــــــنَ الَّتِي أَسْدَيتَ إِذ أَنَا فِي الضَّلاَلِ أَهِيمُ

أيَّــــامَ تَأْمُرُنـِي بِأَغْــــوَى خُطَّــــــــــةٍ سَهْـــــمٌ وَتـَأْمُرُنِي بِهَــــا مَخْــــــزُومُ

وَأَمدُّ أَسْبَابَ الهَوى وَيَقُــــــــودُنِي أَمْــــــــرُ الغُوَاةِ وَأَمْــرُهُمْ مَشــــــؤومُ

فَـاليـَومَ آمــــــــَنِ بِالنَّبيِّ مُحَـمَّــــــــــدٍ قَلْبِـي وَمُخْطِىءُ هَــــــــذِهِ مَحْرُومُ

مَضَتِ العَدَاوَةُ وَانْقَضَتْ أَسْبَابُهَا وَأَتـَتْ أَوِاصِـــــــرُ بَيْننًا وَحُـلُـــــومُ

فَاغْفِرْ فِدًى لَكَ والدِيَّ كِلاَهُمَـــا وَارْحَمْ فَإِنـَّكَ رَاحِــــــــمٍ مَرْحُــــومُ

وَعَلَيكَ مِنْ سِمَةِ المَلِيكِ عَلاَمـــةٌ نُـورٌ أغَـــــــــرُّ وَخَـــــــاتَمٌ مَخْتُــــــومُ

أَعْـطَــــــاكَ بَعْــــــدَ مَحبَّةٍ بُرْهَانـَــهُ شَــــــــرَفًا وَبُرْهَانُ الإِلَهِ عَظِيـــــــمُ
(< جـ3/ص 36>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال