تسجيل الدخول


عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي

عَبْدُ اللّهِ بنُ الزِّبَعْرَى بنِ قَيْسِ القرشي:
أمه عاتكة بنت عبد الله بن عُمَيْر، وقيل: عاتكة بنت عبد الله بن عَمرو. ابن أخته مِقْيَس بن صبابة الليثي الّذي قُتل يوم فتح مكة مرتدًا كافرًا، وأمه رَيْطَة بنت الزِّبَعْرَى. انقرض ولد ابن الزِّبَعْرَى، كان أبَدَع شعراء قريش عبد الله بن الزّبعرى‏، وكان يهجو أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ويحرض المشركين على المسلمين في شعره ويهاجي حسان بن ثابت وغيره من الشعراء المسلمين، ويسير مع قريش حيث سارت لحرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولما دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكة عام الفتح هرب عبد الله بن الزِّبَعْرَى وهُبَيْرَة بن أَبِي وَهْب المخزومي، وهبيرة يومئذ زوج أم هانئ بنت أبي طالب، حتى انتهيا جميعًا إلى نَجْرَان فلم يأمنا من الخوف حتى دخلا حصن نجران، فقيل لهما: ما وراءكما؟ فقالا: أما قريش فقد قُتِلَتْ، ودخل محمد مكة، ونحن نرى أن محمدًا سائرٌ إلى حصنكم هذا، فجعلت بلحراث بن كعب يُصْلِحُون مَا رَثَّ من حِصْنهِم وجمعوا فاشيتهم، فأرسل حسان بن ثابت الأنصاري أبياتًا يُريد بها عبدَ الله بن الزِّبعرى:
لاَ تَعْدَمَنْ رَجُلًا أَحَلَّك
بُغْضُه نَجرانَ في عَيش أَحَذَّ لئيـــــــمِ
بَلِيَتْ قَنَاتُكَ في الحروب فأُلْفِيَتْ خَمَانَةً جَوْفَاءَ ذَاتَ وُصُــــومِ
غضب الإلهُ عَلَى الزِّبَعْرَى وابنهِ وعذابُ سوءٍ في الحياةِ مُقيمِ
فلمَّا بلغ ابن الزِّبعرى شعر حَسّان بن ثابت هذا تهيأ للخروج، فقال له هُبَيرة بن أبي وهب: أين تريد يابن عم؟ قال: أردتُ محمدًا، قال: تُرِيد أن تَتَّبعه؟ قال: إِي والله! قال هبيرة: يا ليت أني كنتُ رافقتُ غيرك! والله ما ظننت أنك تتبع محمدًا أبدًا! قال ابن الزِّبعرى: فهو ذاك، فعلى أي شيء نقيم مع بني الحارث بن كعب وأترك ابن عمي وخير الناس وأبر الناس، ومع قومي وداري أحب إلي، فانحدر ابن الزبعرى حتى جاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه، فلما نظر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "هذا ابن الزبعرى ومعه وجه فيه نور الإسلام"، فلما وقف عليه قال: السلام عليك، أي رسول الله! شهدتُ أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، والحمدُ لله الذي هَدَاني للإسلام، فقد عاديتك وأَجْلَبت عليك، وركبتُ الفرس والبعير ومشيت على قَدَمَيّ في عداوتك، ثم هربت منك إلى نَجْرَانَ، وأنا أريد أن لا أَقربَ الإسلام أبدًا، ثم أرادني الله منه بخير فألقاه في قلبي وحَبّبه إلَيّ، فذكرت ما كنتُ فيه من الضلالة واتباع ما لا ينفع ذا عَقْل، من حجر يُعْبَد ويُذْبَح له، لا يَدري مَن عبده وَلاَ مَن لاَ يَعبده، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي هداك للإسلام، أحمد الله أن الإسلام يَحُتُّ ما كان قبله"(*)، فأَسلم وقال حين أَسلم:
يَا رَسُولَ الْمَلِيكِ إِنَّ
لِسَانِـي رَاتِقٌ مَا فَتَقْتُ
إِذْ أَنَا
بُـورُ
إِذْ أُجَارِي الشَّيْطَانَ فِي سَنَـنِ الغَيِّ وَمَنْ مَالَ
مَيْلَهُ
مَثْبُـورُ
آمَنَ الْلَّحْمُ
وَالعِظَامُ بِمَا قُلْـتَ فَنَفْسِي
الشَّهِيدُ أَنْـتَ النَّـذِيـرُ
إِنَّ مَا جِئْتَنَا بِهِ حَقُّ صِـْدقٍ سَاطِعٌ
نُورُهُ
مُـضِيءٌ
مُنِيـــرُ
جِئْتَنَا بِالْيَقِينِ
وَالبِرِّ
وَالصِّـدْ قِ وَفِي الصِّدْقِ وَاليَقِينِ سُـرُورُ
أَذْهَبَ الْلَّهُ ضَلَّةَ
الجَهْلِ عَنَّـا وَأَتَانَا
الرَّخَاءُ
وَالمََـيْسُــورُ
في أَبيات له، وأقام هُبَيْرة بن أَبِي وهب بنجران مشركًا حتى مات بها، وأسلمت امرأته أم هانئ بنت أبي طالب يوم الفتح، ثم شهد عبد الله ما بعد الفتح من المشاهد، ومن قوله بعد إسلامه للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم معتذرًا:
يَا رَسُولَ
المَلِيكِ،
إنَّ
لِسَانِي رَاتِـقٌ مَا فَتَقْـتُ إِذْ أَنَا بُورُ
إِذْ أُجَارِي الشَّيْطَانَ فِي سَنَنِ الغَيِّ أَنَا فِي ذَاكَ
خَاسِرٌ مَثْبُورُ
يَشْهَدُ السَّمْعُ
وَالفُؤَادُ بِمَــا قُلْتُ وَنَفْسِي الشَّهِيدُ وَهْيَ الخَـبِيرُ
إِنَّ مَا جِئْتَنَـا بِه ِ حَقُّ
صِدْقٍ سَاطِعٌ نُورُهُ
مُضِيءٌ
مُنِيرُ
جِئْنَنا بِاليَقِينِ
وَالصِّدْقِ
وَالبِرِّ
وفِي الصِّدْقِ وَاليَقِيِنِ السُّرُورُ
أَذْهَبَ اللَّهُ
ضِلَّةَ
الجَهْلِ
عَنَّا
وَأَتَانَا
الرَّخَـاءُ
وَالمَـيْسُورُ
في أبيات له، والبور: الضّال الهالك، وهو لفظ للواحد والجمع، وقال أيضًا:
سَرَتِ الهُمُومُ بِمَنْزِلِ السَّهْــمِ إِذْ كُنَّ بَيْنَ الجِلْدِ وَالعَظْــمِ
نَدَمًا عَلَى مَا كَانَ مِـــنْ زَلَلٍ إِذْ كُنْتُ فِي فِتَنٍ مِنَ الإِثْمِ
حَيْرَانَ يَعْـــــــمَهُ فِي ضَلاَلَتِهِ مُسْتــَـورِدًا لِشَرَائـِــــعِ الظُّلْمِ
عَمــَــــهٌ يُزَيِّنُـــــهُ بَنُـــو جُمــَـحٍ وَتَــوازَرَتْ فِيهِ بَنُو سَهْـــــمِ
فَاليَــــــومَ آمَنَ بَعْــــدَ قَسْوَتِــهِ عَظْمِي وَآمَنَ بَعْـــدَهُ لَحِمْي
لِمُحمَّـــــدٍ وَلِمــَا يَجِـــيءُ بِــهِ مِنْ سُنَّةِ البُرْهَـــانِ وَالحُكْمِ
في قصيدة له يمدح بها النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وله في مدحه أشعار كثيرة ينسخ بها ما قد مضى من شعره في كفره، منها قوله:
منَعَ الرُّقَـــــــــــــادَ بَلابلٌ وَهُمُــــــــومُ وَاللَّيْلُ مُعْـتَلِجُ الرَّوَاقِ بَهِيــــــــــــمُ
مِمّـــَا أَتَانِي أَنَّ أَحْمَــــــــــدَ لاَمَنِـي فِيـهِ، فَبِتُّ كَأَنَّنِي مَحْمُـــــــــــــومُ
يَاخَيْرَمَنْ حَمَلَتْ عَلَى أَوْصَالِهَـــــا عَيْرَانَةٌ سُرُحُ اليَدَينِ غَشُـــــــــــــمُ
إِنِّي لَمُعْتَـــــــذِرٌ إِلَيـكَ مِــــــــنَ الَّتِي أَسْدَيتَ إِذ أَنَا فِي الضَّلاَلِ أَهِيمُ
أيَّــــامَ تَأْمُرُنـِي بِأَغْــــوَى خُطَّــــــــــةٍ سَهْـــــمٌ وَتـَأْمُرُنِي بِهَــــا مَخْــــــزُومُ
وَأَمدُّ أَسْبَابَ الهَوى وَيَقُــــــــودُنِي أَمْــــــــرُ الغُوَاةِ وَأَمْــرُهُمْ مَشـــــؤومُ
فَـاليـَومَ آمــــــــَنِ بِالنَّبيِّ مُحَـمَّــــــــــدٍ قَلْبِـي وَمُخْطِىءُ هَــــــذِهِ مَحْرُومُ
مَضَتِ العَدَاوَةُ وَانْقَضَتْ أَسْبَابُهَا وَأَتـَتْ أَوِاصِـــــــرُ بَيْننًا وَحُـلُـــــومُ
فَاغْفِرْ فِدًى لَكَ والدِيَّ كِلاَهُمَـــا وَارْحَمْ فَإِنـَّكَ رَاحِـــــــمٍ مَرْحُـــومُ
وَعَلَيكَ مِنْ سِمَةِ المَلِيكِ عَلاَمـــةٌ نُـورٌ أغَـــــــــرُّ وَخَـــــــاتَمٌ مَخْتُـــــومُ
أَعْـطَــــــاكَ بَعْــــــدَ مَحبَّةٍ بُرْهَانـَــهُ شَــــــــرَفًا وَبُرْهَانُ الإِلَهِ عَظِيـــــــمُ
ولما مدح النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أمر له الرسول صَلَّى الله عليه وسلم بحلة. قال الزّبير: يقول رُوَاة قريش: إنه كان أشعرهم في الجاهليّة، وأما ما سقط إلينا من شعره، وشعر ضرار بن الخطّاب فضرارٌ عندي أشعرُ منه وأقلُّ سقطًا.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال