تسجيل الدخول


عبد الله بن الزبعرى بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي

((عَبْدُ اللّهِ بنُ الزِّبَعْرَى بنِ قَيْسِ بن عَدِيّ بن سَعْد بن سَهْم بن عَمْرو بن هُصَيْص القرشي)) أسد الغابة. ((عبد الله بن الزِّبَعْرى: بكسر الزاي والموحدة وسكون المهملة بعدها راء مقصورة، ابن قيس بن عدي بن سُعيد بن سَهْم)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أمه عاتكة بنت عبد الله بن عُمَيْر بن أُهَيْب بن حُذَافَة بن جُمَح)) الطبقات الكبير. ((أمه عاتكة بنت عبد الله بن عَمرو بن وَهْب بن حُذَافة بن جمح.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((ابن أخته مِقْيَس بن صبابة الليثي الّذى قُتل يوم فتح مكة مرتدًا كافرًا، وأمه رَيْطَة بنت الزِّبَعْرَى.)) الطبقات الكبير.
((انقرض ولد ابن الزِّبَعْرَى.)) أسد الغابة.
((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمِيّ عن أبيه قال: لما دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مكة عام الفتح هرب عبد الله بن الزِّبَعْرَى وهُبَيْرَة بن أَبِي وَهْب المخزومي ـ وهبيرة يومئذ زوج أم هانئ بنت أبي طالب ـ حتى انتهيا جميعًا إلى نَجْرَان فلم يأمنا من الخوف حتى دخلا حصن نجران، فقيل لهما: ما وراءكما؟ فقالا: أما قريش فقد قُتِلَتْ، ودخل محمد مكة، ونحن نرى أن محمدًا سائرٌ إلى حصنكم هذا. فجعلت بلحراث بن كعب يُصْلِحُون مَا رَثَّ من حِصْنهِم وجمعوا فاشيتهم، فأرسل حسان بن ثابت الأنصاري أبياتًا يُريد بها عبدَ الله بن الزِّبعرى. قال محمد بن عمر: أنشدنيها عبد الرحمن بن أبي الزِّنَاد:

لاَ تَعْدَمَنْ رَجُلًا أَحَلَّك
بُغْضُه نَجرانَ في عَيش أَحَذَّ لئيمِ

بَلِيَتْ قَنَاتُكَ في الحروب فأُلْفِيَتْ خَمَانَةً جَوْفَاءَ ذَاتَ وُصُومِ

غضب الإلهُ عَلَى الزِّبَعْرَى وابنهِ وعذابُ سوءٍ في الحياةِ مُقيمِ
فلمَّا بلغ ابن الزِّبعرى شعر حَسّان بن ثابت هذا تهيأ للخروج، فقال له هُبَيرة بن أبي وهب: أين تريد يابن عم؟ قال: أردتُ محمدًا. قال: تُرِيد أن تَتَّبعه؟ قال: إِي والله! قال: يقول هبيرة يا ليت أني كنتُ رافقتُ غيرك! والله ما ظننت أنك تتبع محمدًا أبدًا! قال ابن الزِّبعرى: فهو ذاك، فعلى أي شيء نقيم مع بني الحارث بن كعب وأترك ابن عمي وخير الناس وأبر الناس، ومع قومي وداري أحب إلي. فانحدر ابن الزبعرى حتى جاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو جالس في أصحابه، فلما نظر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "هذا ابن الزبعرى ومعه وجه فيه نور الإسلام". فلما وقف عليه قال: السلام عليك، أي رسول الله! شهدتُ أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، والحمدُ لله الذي هَدَاني للإسلام، فقد عاديتك وأَجْلَبت عليك، وركبتُ الفرس والبعير ومشيت على قَدَمَيّ في عداوتك، ثم هربت منك إلى نَجْرَانَ، وأنا أريد أن لا أَقربَ الإسلام أبدًا، ثم أرادني الله منه بخير فألقاه في قلبي وحَبّبه إلَيّ، فذكرت ما كنتُ فيه من الضلالة واتباع ما لا ينفع ذا عَقْل، من حجر يُعْبَد ويُذْبَح له، لا يَدري مَن عبده وَلاَ مَن لاَ يَعبده. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي هداك للإسلام، أحمد الله أن الإسلام يَحُتُّ ما كان قبله".(*) قال: وأقام هُبَيْرة بن أَبِي وهب بنجران مشركًا حتى مات بها، وأسلمت امرأته أم هانئ بنت أبي طالب يوم الفتح.)) الطبقات الكبير. ((قال يونس بنُ بكير عن ابن إِسحاق: لما فتح رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم مكةَ هرب هُبَيْرَة بن أَبي وهب وعبد اللّه بن الزِّبَعْرَى إِلى نَجْرَان، فقال حسان بن ثابت في ابن الزبعرى وهو بنجران: [الكامل]

لاَ تَعْدَمَنْ رَجُلًا أَحَلَّكَ بُغْضُـهُ نَجْرَانَ فِي عَيْشٍ أَجَدَّ لَئِيـمِ
فلما سمع ذلك ابن الزبعرى رجع إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأَسلم وقال حين أَسلم: [الخفيف]

يَا رَسُولَ الْمَلِيكِ إِنَّ
لِسَانِـي رَاتِقٌ مَا فَتَقْتُ
إِذْ أَنَا بُــورُ

إِذْ أُجَارِي الشَّيْطَانَ فِي سَنَـنِ الغَيِّ وَمَنْ مَالَ
مَيْلَهُ
مَثْبُـورُ

آمَنَ الْلَّحْمُ
وَالعِظَامُ بِمَا قُلْـتَ فَنَفْسِي
الشَّهِيدُ أَنْـتَ النَّـذِيـرُ

إِنَّ مَا جِئْتَنَا بِهِ حَقُّ صِـْدقٍ سَاطِعٌ
نُورُهُ
مُـضِيءٌ
مُنِيــرُ

جِئْتَنَا بِالْيَقِينِ
وَالبِرِّ
وَالصِّـدْ
قِ وَفِي الصِّدْقِ وَاليَقِينِ سُرُورُ

أَذْهَبَ الْلَّهُ ضَلَّةَ
الجَهْلِ عَنَّـا
وَأَتَانَا
الرَّخَاءُ
وَالمََـيْسُــورُ
في أَبيات له.)) أسد الغابة. ((قال أبو عمر رحمه الله‏:‏ كان يُهاجي حسّان بن ثابت، وكَعْب بن مالك، ثم أسلم عبد الله الزّبعرى عام الفتح بعد أن هرب يوم الفتح إلى نجران، فرماه حسّان بن ثابت ببيتٍ واحد، فما زاده عليه: [الكامل]

لاَ تَعْدَ مَنْ رَجُلًا أَحَلَّكَ بُغْضُهُ نَجْرَانَ فِي عَيشٍ أَجَدَّ أَثِيمِ
فلما بلغ ذلك ابن الزّبعرى قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، واعتذر إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقبل عُذْرَه، ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد. ومن قوله بعد إسلامه للنبيّ عليه السَّلام معتذرًا: [الخفيف]

يَا رَسُولَ
المَلِيكِ،
إنَّ
لِسَانِي رَاتِـقٌ مَا فَتَقْـتُ إِذْ أَنَا بُورُ

إِذْ أُجَارِي الشَّيْطَانَ فِي سَنَنِ الغَيِّ أَنَا فِي ذَاكَ
خَاسِرٌ مَثْبُورُ

يَشْهَدُ السَّمْعُ
وَالفُؤَادُ بِمَــا قُلْتُ وَنَفْسِي الشَّهِيدُ وَهْيَ الخَبِيرُ

إِنَّ مَا جِئْتَنَـا بِه ِ حَقُّ
صِدْقٍ سَاطِعٌ نُورُهُ مُضِيءٌ
مُنِيرُ

جِئْنَنا بِاليَقِينِ
وَالصِّدْقِ
وَالبِرِّ وفِي الصِّدْقِ وَاليَقِيِنِ السُّرُورُ

أَذْهَبَ اللَّهُ
ضِلَّةَ
الجَهْلِ
عَنَّا وَأَتَانَا
الرَّخَاءُ
وَالمَيْسُورُ
في أبيات له. والبور: الضّال الهالك، وهو لفظ للواحد والجمع. وقال أيضًا: [الكامل]

سَرَتِ الهُمُومُ بِمَنْزِلِ السَّهْــمِ إِذْ كُنَّ بَيْنَ الجِلْدِ وَالعَظْــمِ

نَدَمًا عَلَى مَا كَانَ مِـــنْ زَلَلٍ إِذْ كُنْتُ فِي فِتَنٍ مِنَ الإِثْمِ

حَيْرَانَ يَعْـــــــمَهُ فِي ضَلاَلَتِهِ مُسْتــَـورِدًا لِشَرَائـِــــعِ الظُّلْمِ

عَمــَــــهٌ يُزَيِّنُـــــهُ بَنُـــو جُمــَـحٍ وَتَــوازَرَتْ فِيهِ بَنُو سَهْــــــمِ

فَاليَــــــومَ آمَنَ بَعْــــدَ قَسْوَتِــهِ عَظْمِي وَآمَنَ بَعْـــدَهُ لَحِمْي

لِمُحمَّـــــدٍ وَلِمــَا يَجِـــيءُ بِــهِ مِنْ سُنَّةِ البُرْهَــــانِ وَالحُكْمِ
في قصيدة له يمدح بها النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وله في مدحه أشعار كثيرة ينسخ بها ما قد مضى من شعره في كفره، منها قوله: [الكامل]‏

منَعَ الرُّقَـــــــــــــادَ بَلابلٌ وَهُمُــــــــومُ وَاللَّيْلُ
مُعْـتَلِجُ
الرَّوَاقِ
بَهِيــمُ

مِمّـــَا أَتَانِي أَنَّ أَحْمَــــــــــدَ لاَمَنِـي فِيـهِ، فَبِتُّ كَــأَنَّنِي
مَحْمُـومُ

يَاخَيْرَمَنْ حَمَلَتْ عَلَى أَوْصَالِهَـــــا عَيْرَانَةٌ سُرُحُ
اليَدَينِ
غَشُـومُ

إِنِّي لَمُعْتَـــــــذِرٌ إِلَيـكَ مِــــــــنَ الَّتِي أَسْدَيتَ إِذ أَنَا فِي الضَّلاَلِ أَهِيمُ

أيَّــــامَ تَأْمُرُنـِي بِأَغْــــوَى خُطَّــــــــــةٍ سَهْـــــمٌ وَتـَأْمُرُنِي بِهَــــا مَخْــــــزُومُ

وَأَمدُّ أَسْبَابَ الهَوى وَيَقُــــــــودُنِي أَمْــــــــرُ الغُوَاةِ وَأَمْرُهُمْ مَشـــــؤومُ

فَـاليـَومَ آمــــــــَنِ بِالنَّبيِّ مُحَـمَّــــــــــدٍ قَلْبِـي وَمُخْطِىءُ هَــــــذِهِ مَحْرُومُ

مَضَتِ العَدَاوَةُ وَانْقَضَتْ أَسْبَابُهَا وَأَتـَتْ أَوِاصِـــــــرُ بَيْننًا وَحُـلُــــومُ

فَاغْفِرْ فِدًى لَكَ والدِيَّ كِلاَهُمَـــا وَارْحَمْ فَإِنـَّكَ رَاحِــــــمٍ مَرْحُـــومُ

وَعَلَيكَ مِنْ سِمَةِ المَلِيكِ عَلاَمـــةٌ نُـورٌ أغَـــــــــرُّ وَخَــــــاتَمٌ مَخْتُــــومُ

أَعْـطَــــــاكَ بَعْــــــدَ مَحبَّةٍ بُرْهَانـَــهُ شَــــــــرَفًا وَبُرْهَانُ الإِلَهِ عَظِيـــــــمُ)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قَالَ المَرْزَبَانِيُّ: يكنى أبا سَعْد، كان شاعر قريش، ثم أسلم ومدح النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأمر له بحلة.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((عبد الله بن الزبعرى هو الشاعر الذي كان يهجو أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ويحرض المشركين على المسلمين في شعره ويهاجي حسان بن ثابت وغيره من الشعراء المسلمين، ويسير مع [[قريش]] حيث سارت لحرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم)) الطبقات الكبير. ((قال محمد بن سلام‏:‏ كان بمكة شعراء، فأبَدَعُهم شعرًا عبد الله بن الزّبعرى‏. قال الزّبير:‏‏ كذلك يقول رُوَاة قريش؛ إنه كان أشعرهم في الجاهليّة، وأما ما سقط إلينا من شعره، وشعر ضرار بن الخطّاب فضرارٌ عندي أشعرُ منه وأقلُّ سقطًا.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال