تسجيل الدخول


عبد بن الأزور بن مرداس الأسدي

أبو الأزور ضِرَار بن الأَزْوَر ــ مالك ــ بن أَوْس، وقيل: ضرار بن الأَزور بن مِرْداس، وقيل: عَبْد بن الأزور بن مِرْدَاس الأسدي، وقيل: إنه هو ضرار، وإن اسمه عَبْد، وضِرَار لقب.
قال أبو موسى: وعَبْد بن الأزور هو الذي قتل مالك بن نُويرة بأَمْر خالد بن الوليد. ويُكْنَى أبا الأزور الأسديّ، ويقال: أَبو بلال، وأبو الأزور أكثر. ولما قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأسلم قال:
تَرَكْتُ الخُمُورَ وَضَرْبَ القِدَا حِ
وَاللَّهْوَ
تَعْلِلَةَ
وَانْتِهَالَا
فَيَارَبِّ لَا تَغْبِنَنْ
صَفْقَتِي فَقَدْ بِعْتُ أَهْلِي وَمَالِي بِدَالَا
ومنهم من ينشدها:
خَلَعْتُ القدَاحَ وَعَزْفَ الَقِيا نِ
وَالَخْمرَ أَشْرَبُهَا وَالثّمَالَا
وَكَرِّي المُحَبَّرَ فِي
غَمْرَةٍ وَجَهْدِي عَلَى المُشْرِكِينَ القِتَالَا
وَقَالَتْ
جَمِيلَةُ
بَدَّدْتَنَا وَطَرّحْتَ أَهْلَكَ شتَّى شِمَالًا
فَيَارَبِّ لَا أَغْبِننْ
صَفْقَتِي فَقَدْ بِعْتُ أَهْلِي وَمَالِي بِدَالَا
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ما غُبنَت صَفْقَتُكَ يَا ضِرَارُ"(*). وقال الواقدي: وشهدضرار قتال مسيلمة باليمامة، وأَبلى بلاءً عظيمًا، حتى قطعت ساقاه جميعًا، فجعل يحبو على ركبتيه ويقاتل، وتطؤه الخيل، حتى غلبه الموت، وقيل: بل بقي باليمامة مجروحًا، حتى مات، وقيل: إِنه قُتل بأَجْنَادِين، من الشام، وقيل: تُوفي بالكوفة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل: إنه ممن نزل حَرَّان، من أرض الجزيرة، وإنه شهد اليرموك، وفَتْح دمشق، وقيل: إنِه كان مع أَبي جندل، وأَصحابه حين شربوا الخمر بالشام، فسأَلهم أَبو عبيدة فقالوا: قال الله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة/ 91] ولم يَعْزِم، فكتب أَبو عبيدة إِلى عمر بذلك، فكتب إلِيه عُمَر: ادْعهُمْ، فإِن زعموا أَنها حلال فاقتلهم، وإِن زعموا أَنها حرام فاجلِدْهم، فسأَلهم، فقالوا: إِنها حَرَام، فجلدَهُم. وكان فارسًا شجاعًا شاعرًا، وقال البُخَارِيُّ، وأبو حَاتِمٍ، وابْنُ حِبَّانَ: له صحبة، وقال البغويّ: سكن الكوفة. وروى ابْنُ حِبَّانَ، والدَّارِمِيُّ، والبَغَوِيُّ، والحَاكِمُ، عن ضِرَار بن الأزور، قال: أهديت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لقحة، فأمرني أن أحلبها فجهدت حلبها، فقال: "دَعْ دَاعِي اللَّبَنِ"(*) أخرجه أحمد في المسند 4/ 76، 311، 322، 339، الدارمي في السنن 2/ 88، الطبراني في الكبير 8/ 354، الحاكم في المستدرك 2/ 63، 3/ 237، ابن عساكر 7/ 33، أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 199.، وروى البَغَوِيُّ، وابْنُ شَاهِين، عن ضِرَار بن الأزور قال: أتيت النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فأنشدته:
خَلَعْتُ القِدَاحَ وَعَزْفَ القِيَا نِ وَالخَمْرَ
أَشْرَبُهَا وَالثّمَالاَ
وَكَرِّى المُجَبّرَ
فِي غَمْرَةٍ وَجَهْدِي عَلَى المشركين القِتَالاَ
وَقَالَتْ
جَمِيلَةُ
بَدَّدْتَنَا وَطَرَّحْتَ أَهْلَكَ شَتَّى شِمَالاَ
فَيَارَبِّ لا أُغْبَنَنْ
صَفْقَةً فَقَدْ بِعْتُ أَهْلي وَمالِي بِدالا
فقال النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "رَبِحَ الْبَيْعُ"(*) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 43، أبو نعيم في الحلية 1/ 151، 152، ابن عساكر في تاريخه 6/ 453، 454، 7/ 33، الحاكم في المستدرك 3/ 398، ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3552، الهيثمي في الزوائد 6/ 67، المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33354، 37155، ورواه الطَّبَرَانِيَّ، عن ضِرَار؛ قال البَغَوِيُّ: لا أعلم لِضرَار غيرهما، ويقال: إنه كان له أَلْفُ بعير برُعَاتها، فترك جميع ذلك، ويقال: إنَّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أرسله إلى منع الصَّيد من بني أَسد(*)، وذكر ابن شهاب أن ضرارًا هو الذي قتل مالك بن نويرة بأمْرِ خالد بن الوليد سنة ثلاث عشرة في خلافةِ أبي بكر الصّديق رضي الله عنه. واختلف في وفاته؛ فقال الوَاقِدِيّ: استشهد باليمامة، وقال موسى بن عقبة: بأجنادين؛ وصحَّحه أبو نُعَيْمٍ، وقال أبُو عَرُوبَة الحَرَّانِيُّ: نزل حران ومات بها، ويقال: شهد اليرموك وفتح دمشق، ويقال: مات بدمشق؛ فروى البخاريَّ في تاريخه، عن هارون بن الأصم قال: جاء كتاب عمر وقد توفي ضِرَار، فقال خالد: ما كان الله ليخزي ضِرارًا، وأخرجه يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ مطوَّلًا من هذا الوجه؛ فقال: كان خالد بعث ضرارًا في سرية، فأغاروا على حَيّ من بني أَسد، فأخذوا امرأةً جميلةً، فسأل ضِرَار أصحابه أن يَهبُوها له ففعلوا فوطئها ثم ندم، فذكر ذلك لخالد، فقال: قد طيَّبتها لك، فقال: لا، حتى تكتب إلى عمر، فكتب: ارضخه بالحجارة؛ فجاء الكتاب وقد مات؛ فقال خالد: ما كان الله ليخزي ضِرَارًا، ويقال إنه الذي قتل مالك بن نُوَيرة بأمر خالد بن الوليد، وقال البُخَارِيُّ في تاريخه، عَقِب قول موسى بن عقبة: إن ضرار بن الأزور استشهد في خلافة أبي بكر: وهم، وإنما هو ضرار بن الخطَّاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال