تسجيل الدخول


عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي

يُكْنَى أبا الحارث،‏ وقيل:‏ أبا معاوية، وكان عبيدة مربوعًا أسمر حسن الوجه، أسلم عُبيدة بن الحارث هو وأَبو سلمة بن عبد الأَسدي، وعبد اللّه بن الأَرقم المخزومي، وعثمان بن مظعون في وقت واحد، قبل دخول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فيها، وروى حَكيم بن محمّد عن أبيه قال: خرج عُبيدة، والطّفيل، والحُصين بنو الحارث بن المطّلب، ومِسْطَحُ بن أُثاثة بن المطّلب من مكّة للهجرة فاتّعدوا بطن يَأجَجِ، فتخلّف مسطح لأنّه لُدغَ، فلمّا أصبحوا جاءهم الخبر فانطلقوا إليه فوجدوه بالحصحاص فحملوه فقدموا المدينة فنزلوا على عبد الرّحمن بن سَلَمَة العَجْلاني، وآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين عُبيدة بن الحارث وبلال، وآخى بين عُبيدة بن الحارث وعُمير بن الحُمام الأنصاريّ، وقُتلا جميعًا يوم بدر. وكان مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم بمكة، وكان أوّل لواء عقده رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة لحمزة بن عبد المطّلب، ثمّ عقد بعده لواء لعبيدة بن الحارث بن المطّلب وبعثه في ستّين راكبًا، فلقوا أبا سفيان بن حرب بن أُميّة وهو في مائتين على ماءٍ يقال له أحْياءُ، من بطن رابغ، فلم يكن بينهم يومئذٍ إلاّ الرّمْيُ لم يَسُلّوا سيفًا ولم يَدْنُ بعضهم من بعض، وكان أوّل من رمى يومئذٍ سعد بن أبي وقّاص. أَقام رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بالمدينة ــ يعني بعد عوده من غزوة وَدَّان ــ بقية صفر، وصدرًا من ربيع الأول السنة الأُولى من الهجرة، وبعث في مقامه ذلك عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين راكبًا من المهاجرين ليس فيهم من الأَنصار أَحد فكان أَول لواءٍ عقده رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فالتقى عبيدة والمشركون بثَنِيَّة المَرَة، وكان على المشركين أَبو سفيان بن حرب، وكان أَول من رَمَى بسهم في سبيل الله سعد بن مالك، وكان هذا أَول قتال كان في الإِسلام، ثم شهد عبيدة بدرًا. وفي بدر خرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فدعوا إِلى البِرَاز، فخرج إِليهم فتية من الأَنصار ثلاثة، فقالوا: مِمن أَنتم؟ قالوا: رهط من الأَنصار، قالوا: ما لنا إِليكم حاجة، ثم نادى مناديهم: يا محمد، أَخْرِجْ إِلينا أَكفاءَنا من قومنا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قُمْ يَا حَمْزَةُ، قُمْ يَا عَلِيُّ، قُمْ يَا عُبَيْدَةُ" فَبَارَزَ عُبَيْدَةُ عُتْبَةَ، فاختلفا ضربتين، كلاهما أَثْبَتَ صَاحِبَه، وبارز حمزةُ شيبة فقتله مكانه، وبارز عليُّ الوليد فقتله مكانه، ثم كَرَّا على عُتْبَة فذَفَّفَا عليه، واحتملا عبيدة فحازُوه إِلى الرَّحْل، وقيل: إِن عبيدة كان أَسن المسلمين يوم بدر، فقطعت رجله، فوضع رسول الله صَلَّى عليه وسلم رأْسه على ركبته، وعاد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من بدر، فتوفي بالصَّفْرَاءِ، وقيل: إِن النبي صَلَّى الله عليه وسلم لما نزل مع أَصحابه بالنَّازِية قال له أَصحابه: إِنا نجد ريح مسك؟! فقال: "وما يمنعكم؟ وها هنا قبر أَبي معاوية". وكان لعبيدة قدر ومنزلة كبيرة عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان أسنّ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعشر سنين.