تسجيل الدخول


عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن

1 من 2
عُيينة بن حصن: بن حذيفة بن بَدْر بن عَمْرو بن جُوَيّة، بالجيم، مصغرًا، ابن لَوْذَان بن ثعلبة بن عدي بن فَزَارة الفزاري، أبو مالك.

يقال: كان اسمه حذيفة فلقب عيينة، لأنه كان أصابته شجّة فجحظت عيناه.

قال ابْنُ السَّكَنِ: له صحبة. وكان من المؤلفة، ولم يصح له رواية.

أسلم قبل الفتح، وشهدها، وشهد حُنَيْنًا، والطائف، وبعثه النبي صَلَّى الله عليه وسلم لبني تميم فسبى بعْضَ بني العنبر، ثم كان ممن ارتدّ في عهد أبي بكر، ومال إلى طلحة، فبايعه، ثم عاد إلى الإسلام.

وكان فيه جَفَاء سكّانِ البوادي؛ قال إبراهيم النخعي: جاء عيينة بن حصن إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وعنده عائشة، فقال: مَنْ هذه؛ وذلك قبل أن ينزلَ الحجاب، فقال: "هَذِهِ عَائِشَةُ"؛ فقال: ألا أنزل لكَ عن أمّ البنين! فغضبت عائشةُ، وقالت: مَنْ هذا؟ فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "هَذَا الأَحْمَقُ المُطَاعُ" ـــ يعني في قومه(*). رواه سعيد بن منصور، عن أبي معاوية، عن الأعمش عنه، مرسلًا؛ ورجاله ثقات.

وأخرجه الطَّبَرَانِيُّ موصولًا من وجْهٍ آخر، عن جرير ـــ أن عُيينة بن حِصْن دخل على النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال ـــ وعنده عائشة: من هذه الجالسة إلى جانبك؟ قال: "عَائِشَةُ". قال: أفلا أنزل لك عن خَيْرٍ منها ـــ يعني امرأته؟ فقال له النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "اخْرُجْ فَاسْتَأذِنْ". فقال: إنها يمين عليّ أَلّا أستأذن على مُضَري. فقالت عائشة: مَنْ هذا؟ فذكره.(*)

ومن طريق أَبِي بَكْر بْنِ عَيَّاش، عن الأعْمَش، عن أبي وائل: سمعت عُيينة بن حِصْن يقول لعبد الله بن مسعود: أنا ابْنُ الأَشياخ الشُّمّ. فقال له عبد الله: ذاك يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم.

وأخرج ابْنُ السَّكَن في ترجمته، مِنْ طريق عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن يزيد، عن الحارث بن يزيد، عن عُيينة بن حصن، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ مُوسَى عَلَيْه السَّلامُ آجَرَ نَفْسَهُ بِعِفَّةِ فَرْجِهِ وَشَبَع بَطْنِهِ..." أخرجه ابن ماجه في السنن 2/817، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9201 الحديث.(*) وأخرجه قاسم بن ثابت في الدلائل مِنْ هذا الوجه.

وذكر أَبُو حَاتِمٍ السَّجْسَتَانيُّ في كتاب "الوَصَايَا" أنَّ حصن بن حذيفة أوصى ولده عند موته، وكانوا عشرة؛ قال: وكان سبب موته أن كُرز بن عامر العُقيلي طعنه، فاشتدّ مرَضُه، فقال لهم: الموت أَروح مما أنا فيه، فأَيّكم يُطيعني؟ قالوا: كلنا، فبدأ بالأكبر، فقال: خُذْ سيفي هذا فضَعْه على صدري، ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري، فقال: يا أبتاه؛ هَلْ يقتل الرجلُ أباه! فعرض ذلك عليهم واحدًا واحدًا، فأَبَوْا إلا عُيينة، فقال له: يا أبت، أليس لكَ فيما تأمرني به راحة وهوًى، ولك فيه مني طاعة؟ قال: بلى، قال: فمُرْني كيف أَصنع؟ قال: أَلقِ السيف يا بني؛ فإني أردت أن أَبْلُوكم فأعرف أطوَعَكم لي في حياتي، فهو أطوع لي بعد موتي، فاذهب، أنْتَ سيد ولدي مِنْ بعدي، ولك رياستي؛ فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك؛ فقام عُيينة بالرياسة بعد أبيه، وقتل كُرْزًا.

وهكذا ذكر الزبير في الموفقيات.

وفي صحيح البُخَارِيِّ أن عيينة قال لابن أخيه الحرّ بن قيس: استأذن لي على عُمر، فدخل عليه فقال: ما تعطي الجَزْل، ولا تقسم بالعدل. فغضب، وقاله له الحر بن قيس: إن الله يقول: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [[الأعراف 199]] فتركه بهذا الحديث أو نحوه.

وذكر ابن عبد البر أن عثمان تزوَّج بنته فدخل عليه عُيينة يومًا فأغلظ له، فقال له عثمان: لو كان عمر ما أقدمْتَ عليه.

وقال البُخَارِيُّ في "التَّارِيخِ الصَّغِيرِ": حدثنا محمد بن العلاء. وقال المُحامِليُّ في أماليه: حدثنا هارون بن عبد الله، واللفظ له؛ قالا: حدثنا عبد الرحمن بن حميد المحاربي، حدثنا حجاج بن دينار، عن أبي عثمان، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عَمْرو، قال: جاء الأقرع بن حابس وعُيينة بن حصن إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقال: يا خليفة رسول الله، إنَّ عندنا أرضًا سَبِخَة ليس فيها كلأ ولا منفعة، فإن رأيْتَ أن تقطعناها؟ فأجابهما، وكتب لهما، وأشهد القوم وعُمر ليس فيهم؛ فانطلقا إلى عمر ليُشْهِداه فيه، فتناول الكتابَ وتفل فيه ومَحاه، فتذمّرا له وقالا له مقالةً سيئة، فقال: إنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان يتألّفكما، والإسلامُ يومئذٍ قليل، إن الله قد أعزّ الإسلام؛ اذهبا فاجهدا عليّ جهدكما، لا رَعى اللهُ عليكما إن رعيتما، فأَقْبَلا إلى أبي بكر وهما يتذمران، فقالا: ما ندري والله، أنْتَ الخليفة أو عمر؟ فقال: بل هو لو كان شاء، فجاء عمر وهو مُغْضَب حتى وقف على أبي بكر، فقال: أخبرني عن هذا الذي أقطعتهما؛ أَرْضٌ هي لك خاصة أو للمسلمين عامة؟ قال: بل للمسلمين عامة. قال: فما حملكَ على أن تخص بها هذين؟ قال: استشرت الذين حَوْلي، فأشاروا عليّ بذلك؛ وقد قلت لك: إنكَ أقوى على هذا مني فغلبتني.

وقرأت في كتاب "الأمِّ" لِلشَّافِعِيُّ في باب من "كتاب الزكاة" أنَّ عمر قتل عُيينة بن حِصْن على الردّة، ولم أر مَنْ ذكر ذلك غيره، فإن كان محفوظًا فلا يذكر عيينة في الصحابة؛ لكن يحتمل أن يكون أمر بقَتْلِه، فبادر إلى الإسلام، فَتُرِك، فعاش إلى خلافة عثمان. والله أعلم.
(< جـ4/ص 638>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال