تسجيل الدخول


عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن

1 من 1
عُيَيْنة بن حصن الفزاري:

عيينة بن حصن بن حذيفة بن بَدْر الفزاريّ.‏ يُكْنَى أبا مالك.‏ أسلم بعد الفتح.‏ وقيل‏: قبل الفتح، وشهد الفَتْحَ مسلمًا، وهو من المؤلّفةَ قلوبهم، وكان من الأعراب الجُفاة.‏ فذكر سنيد، حدّثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم.‏ قال:‏ جاء عيينة بن حِصْن إلى النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وعنده عائشة فقال:‏ مَنْ هذه ـــ وذلك قبل أن ينزل الحجاب ـــ قال‏: ‏"‏هَذِهِ عَائِشَةُ‏"‏، قال‏: أفلا أنزل لك عن أم البنين فتنكحها! فغضبت عائشة؟ وقالت:‏ من هذا؟ فقال‏: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:‏ ‏ ‏"‏هَذَا أَحْمَقٌ مُطاعٌ‏"‏ ـــ يعني في قومه.(*)

وفي غير هذه الرّواية في هذا الخبر أنه دخل على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بغير إذْن، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏: ‏"‏وَأَيْنَ الإِذْنُ‏"‏؟ فقال:‏ ما استأذَنْتُ على أحدٍ من مضَر.‏ وكانت عائشة مع النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم جالسة ـــ فقال:‏ مَنْ هذه الحُمَيراء؟ فقال:‏ ‏"‏أمّ المؤمنين‏"‏ قال‏: أفلا أنزل لك عن أجمل منها! فقالت عائشة:‏ مَنْ هذا يا رسول الله؟ قال:‏ ‏"‏هَذَا أَحْمَقٌ مُطَاعٌ، وَهُوَ عَلَى مَا تَرِين سيِّد قَوْمِهِ‏"‏‏(*) أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 336، والطبراني في الكبير 2/ 345، وذكره الهيثمي في الزوائد 8/ 48..‏

قال أبو عمر‏: كان عُيينة يُعَدُّ في الجاهلية من الجرارين يقودُ عشرة آلاف، وتزوّج عثمان بن عفان ابنته، فدخل عليه يومًا فأغلظ له، فقال له عثمان:‏ ولو كان عمر ما أقدمْتَ عليه بهذا.‏ فقال:‏ إن عمر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا.‏

وروى أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال:‏ سمِعْتُ عُيينة بن حصن يقول لعبد الله‏: أنا ابن الأشياخ الشّم‏. فقال له عبد الله‏: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.‏ فسكت‏. وكان له ابنُ أخ له دِين وفَضْل‏. قال سفيان بن عُيينة، عن الزّهري‏: ‏ كان جلساء عمر بن الخطّاب أهل القرآن شبّابًا وكهولًا، فجاء عُيينة الفزاري، وكان له ابنُ أخ من جلساء عُمر يقال له الحر بن قيس، فقال لابن أخيه:‏ ألا تُدْخلني على هذا الرّجل؟ فقال‏: إني أخاف أن تتكلم بكلامٍ لا ينبغي.‏ فقال‏: لا أفعل.‏ فأدخله على عمر، فقال‏: يابن الخطّاب، والله ما تَقْسِم بالعدل، ولا تُعْطي الجَزْلَ.‏ فغضب عمر غضبًا شديدًا حتى هَمَّ أن يُوقع به.‏ فقال له ابنُ أخيه:‏ يا أميرَ المؤمنين؛ إن الله عز وجل يقول في محكم كتابه:‏ ‏{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف 199‏]. وإن هذا من الجاهلين‏. قال:‏ فخلَّي عنه عمر، وكان وقَّافًا عند كتاب الله عز وجل.
(< جـ3/ص 316>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال