1 من 2
عبد الرحمن بن غَنْم: بفتح المعجمة وسكون النون، الأشْعري.
قال البُخَارِيُّ: له صحبة. وقال ابن يونس: كان ممن قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من اليمن في السفينة. وقال محمد بن الربيع الجيزي: أخبرني يحيى بن عثمان أن ابْنَ لهيعة والليث بن سعد قالا: له صحبة.
وذكر ابْنُ إِسْحَاقَ، عن عبد الرحمن بن الحارث، قال: حُدّثت عن عبد الرحمن بن ضباب الأشعري، عن عبد الرحمن بن غنم ـــ وكانت له صحبة؛ وساق هو وابن منده الحديثَ، من طريق ابن إسحاق بهذا السند؛ قال: كنا جلوسًا عند النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم في المسجد، ومعه ناس من أهل المدينة، وهم أهل النفاق؛ فإذا سحابَةٌ، فقال: "سَلَّمَ عَلَيَّ مَلَك، ثم قال لَمْ أَزَلْ أَسْتَأْذِنُ رَبِّي فِي لُقيكَ حَتَّى َكانَ هَذَا الآنَ، أُذِنَ لِي، وَإِنِّي أُبشِّركَ أنه لَيْسَ أَحَد أَكْرَم عَلَى اللهِ مِنْكَ".(*)
قال ابْنُ السَّكَنِ: وروى الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ابن أبي حسين، عن شَهْر بن حَوْشَب، عن عبد الرحمن بن غنم؛ وكان من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
قلت: وذكر محمد بن الربيع الجِيزي أنَّ ابْنَ وهب روَى هذا الحديث عن إبراهيم بن نُبَيط، عن ابن أبي حسين، عن شَهْر، عن عبد الرحمن بن غنم ـــ أنهم بينما هم عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وقد نزلت: {يَا أيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أشْياءَ...} [المائدة: 101] الآية.(*)
وأخرج ابْنُ مَنْدَه وَالبَيْهَقِيُّ في الشّعَبِ، مِنْ طريق عبد الوهاب بن عطاء، قال: سئل الكلبي عن قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا...} [الكهف: 110] الآية، فقال: حدثنا أبو صالح، عن عبد الرحمن بن غَنْم ـــ أنه كان في مسجد دمشق مع نَفَرٍ من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ومعاذ بن جبل، فقال عبد الرحمن بن غنم: يا أيها الناسُ، إن أخوفَ ما أخاف عليكم الشرك الخفيّ، فقال معاذ بن جَبَل: اللهم غفرًا، وما سمعت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول حيث ودّعنا: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبدَ فِي جَزِيرَتِكُم هَذِه، وَلَكِنْ يُطاعُ فيما يُحقِّرونَ مِنْ أَعْمَالِهِم... " الحديث.(*)
فهذه الأحاديث تدل على صحبته، فعدوا سماعَ عبد الرحمن بن غنم الأشعري الذي تفقّه به أهلُ دمشق، فله إدراك كما سيأتي في ترجمته في القسم الثالث إن شاء الله تعالى.
قال البُخَارِيُّ: قال لي عمرو بن علي: مات سنة ثمان وسبعين.
(< جـ4/ص 293>)
2 من 2
ز ــ عبد الرحمن بن غَنْم بن كريز: ويقال هانئ بن ربيعة بن عامر بن عدي بن وائل الأشعري.
تقدّم نسبه، وسُمّي ابنه في القسم الأول. وأما هذا فتابعي شهير، له إدراك، وهاجر في زمن عُمر.
قَالَ اْلبَغَوِيُّ: هو قديم، لا أدري أدرك أم لا. وقيل: إنه ولد في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقال حرب، عن أحمد: أدرك ولم يسمع. وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: يقال إنه أدرك. وَقَالَ أَبُو نُعَيْم: مختلف في صحبته. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: جاهلي ليست له صحبة، وروايته مرسلة.
وَقَالَ أَبُو عُمِر: كان مسلمًا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يره، سمع معاذ ابن جبل. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: أدرك عمر وسمع منه. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: قَالَ أَبُو مسهر: كان رأس التابعين.
وقد روى عبد الرحمن بن غَنْم عن عُمر، وعثمان، ومعاذ، وأبي عبيدة، وأبي ذر، وأبي الدّرداء، وأبي مالك الأشعري، وشداد بن أوس، وثَوْبان، وعبادة، وغيرهم.
روى عنه ابنه محمد، وعطية بن قيس، وأبو سلام الأسود، وشهر بن حَوْشب، ومكحول، ورجاء بن حيوَة، وآخرون.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدّمشْقِيّ، عن دُحَيم: عبد الرحمن بن غَنْم مقدّم عندي على الصُّنابحي، وهو رجل أهل الشام.
قَالَ خَلِيفَةٌ وغيره: مات سنة ثمان وسبعين من الهجرة.
(< جـ5/ص 82>)