تسجيل الدخول


عبد الرحمن بن غنم بن كريز

عبد الرّحمن بن غَنْم بن سعد، وقيل: ابن كريز، وقيل: ابن كرَيْب ويقال: هانئ بن ربيعة الأشعريّ:
قيل: إنه ولد في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.
قَالَ أَبُو حَاتِم: جاهلي ليست له صحبة، وروايته مرسلة. كان مسلمًا على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يره، ولم يَفِدْ عليه، ولازم وسمع معاذ بن جبل منذ بعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى اليمن إلى أن مات في خلافة عمر، يعرف بصاحب معاذ، لملازمته له، وسمع من عمر بن الخطّاب، وبعثه عمر بن الخطّاب إلى الشأم يفقّه النّاس، فكان من أفقه أهلَ الشَام، وفَقّه عامة التّابعين بالشّام، وكان له جلالة وقَدْر، وهو الذي عاتب أَبا هريرة، وأَبا الدّرداء بحمص إذ انصرفا من عند عليّ رضي الله عنه رسولين لمعاوية، وكان مما قال‏ لهما: عجبًا منكما، كيف جاز عليكما ما جئتما به؛ تَدْعُوان عليًّا أَن يجعلها شورى، وقد علمتما أَنه قد بايعه المهاجرون والأنصار، وأَهلُ الحجاز والعراق، وأن من رضيه خَيْرٌ ممن كرهه، ومَنْ بايعه خير ممن لم يبايعه.‏ وأَي مدخل لمعاوية في الشّورى، وهو من الطلّقاء الذين لا تجوزُ لهم الخلافة، وهو وأَبوه من رؤوس الأحزاب، فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه رضي الله تعالى عنهم. قال ابن الأثير: الذي ذكره أَبو عمر من معاتبةِ عبد الرحمن أَبا الدرداءِ وأَبا هريرة عندي فيه نظر، فإِن أَبا الدرداءِ تقدمت وفاته عن الوقت الذي بويع فيه عَلِيّ في أَصح الأَقوال؛ قال أَبو عمر: "الصحيح أَن أَبا الدرداِء توفي قبل قتل عثمان"، ورد قول من قال: إِنه توفي سنة ثمان أَو تسع وثلاثين، والله أَعلم.
قدم مصر مع مَرْوَان بن الحَكَمَ سنة خمس وستين.
قَالَ أَبُو نُعَيْم: مختلف في صحبته. تابعي شهير. هاجر في زمن عُمر. قَالَ أَبُو مسهر: كان رأس التابعين.
قَالَ اْلبَغَوِيُّ: هو قديم، لا أدري أدرك أم لا. وقال حرب: أدرك ولم يسمع. وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: يقال إنه أدرك. قال البُخَارِيُّ: له صحبة. وقال ابن يونس: كان ممن قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من اليمن في السفينة. قال ابْنَ لهيعة والليث بن سعد: له صحبة.
ذكر ابْنُ إِسْحَاقَ وابن منده، عن عبد الرحمن بن غنم ـــ وكانت له صحبة؛ قال: كنا جلوسًا عند النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم في المسجد، ومعه ناس من أهل المدينة، وهم أهل النفاق؛ فإذا سحابَةٌ، فقال: "سَلَّمَ عَلَيَّ مَلَك، ثم قال: لَمْ أَزَلْ أَسْتَأْذِنُ رَبِّي فِي لُقيكَ حَتَّى َكانَ هَذَا الآنَ، أُذِنَ لِي، وَإِنِّي أُبشِّركَ أنه لَيْسَ أَحَد أَكْرَم عَلَى اللهِ مِنْكَ"(*).
وقال ابْنُ السَّكَنِ: روى الليث عن عبد الرحمن بن غنم؛ وكان من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم. قال ابن حجر العسقلاني: عن عبد الرحمن بن غنم: أنهم بينما هم عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وقد نزلت: {يَا أيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أشْياءَ...} [المائدة: 101] الآية(*).
وأخرج ابْنُ مَنْدَه وَالبَيْهَقِيُّ في "الشّعَب"ِ، عن عبد الوهاب بن عطاء، قال: سئل الكلبي عن قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا...} [الكهف: 110] الآية، فقال: عن عبد الرحمن بن غَنْم: أنه كان في مسجد دمشق مع نَفَرٍ من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ومعاذ بن جبل، فقال عبد الرحمن بن غنم: يا أيها الناسُ، إن أخوفَ ما أخاف عليكم الشرك الخفيّ، فقال معاذ بن جَبَل: اللهم غفرًا، وما سمعت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول حيث ودّعنا: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبدَ فِي جَزِيرَتِكُم هَذِه، وَلَكِنْ يُطاعُ فيما يُحقِّرونَ مِنْ أَعْمَالِهِم... " الحديث(*). فهذه الأحاديث تدل على صحبته، فعدوا سماعَ عبد الرحمن بن غنم الأشعري الذي تفقّه به أهلُ دمشق، فله إدراك.
كان ثقة إن شاء الله، وروى عن عُمر، وعثمان، ومعاذ، وأبي عبيدة، وأبي ذر، وأبي الدّرداء، وأبي مالك الأشعري، وشداد بن أوس، وثَوْبان، وعبادة، وغيرهم، وروى عنه ابنه محمد، وعطية بن قيس، وأبو سلام الأسود، وشهر بن حَوْشب، ومكحول، ورجاء بن حيوَة، وأَبو إِدريس الخَوْلاني وجماعة من أَهل الشام، وآخرون. وَقَالَ دُحَيم: عبد الرحمن بن غَنْم مقدّم عندي على الصُّنابحي، وهو رجل أهل الشام.
قال البُخَارِيُّ: مات سنة ثمان وسبعين.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال